البرهان في اشبيليه: السودان يطالب بدعم دولي مستدام لا مساعدات مؤقتة

عبدالفتاح البرهان

رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في مؤتمر اشبيلية الاسبانية -إعلام مجلس السيادة

أمستردام: 30 يونيو 2025: راديو دبنقا

قال  رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن السودان قد خطى خطوات مهمة في مسيرته نحو الاستقرار المدني ، وذلك عبر تعيين رئيساً مدنياً لمجلس الوزراء في الحكومة المدنية الانتقالية ، مبيناً أن هذا التعيين يعكس إرادة السودان الثابتة في استكمال مؤسسات الدولة وتعزيز الانتقال المدني الديمقراطي تمهيداً لبناء مستقبل أفضل لشعبنا .

وأصدر البرهان الشهر الماضي قرارا بتعيين الدكتور كامل ادريس مدير منظمة الملكية الفكرية السابق رئيسا للوزراء.

وأكد البرهان لدى مخاطبته اليوم بمدينة إشبيلية الأسبانية فعاليات المؤتمر الرابع لتمويل التنمية أن السودان يمر بظرف استثنائي ، إذ يعاني من تداعيات حرب عدوانية مدمرة إندلعت في أبريل 2023، وأضاف:” إن تمرّد مليشيا خارجة عن القانون وعلى مؤسسات الدولة ، مما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية وأزمة إنسانية حادة “.

ووصل البرهان أمس إلى مدينة اشبيلية الاسبانية بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الاسباني.

إصلاح النظام المالي العالمي

وقال  إن أزمة السودان برهنت ، بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام المالي العالمي الراهن يحتاج إلى إصلاح جذري بما يحقق العدالة والتوزان والتمثيل العادل للدول النامية في مراكز صنع القرار.

وأوضح أن السودان لا يطلب تعاطفاً أو مساعدات مؤقتة ، بل لابد من دعم مستدام قائم على إنصاف حقيقي ونظام دولي عادل ، يُمكّن السودان من النهوض والوفاء بإلتزاماته التنموية.

ودعا كذلك إلى إصلاح المؤسسات المالية العالمية لجعلها أكثر مرونة وقدرة على الإستجابة السريعة للأزمات ، ومتطلبات التنمية المستدامة .

وأكد أن التنمية لا تزدهر إلا في ظل السلام والإستقرار وشعب *السودان* رغم جراحه العميقة ، يتطلع إلى بناء شراكة دولية جديدة قائمة على الإحترام المتبادل ، وإحترام السيادة الوطنية والمصلحة المشتركة .

ويشارك البرهان اليوم في أعمال المؤتمر الرابع لتمويل التنمية الذي تستضيفه مدينة إشبيلية الأسبانية. وذلك بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء الأسباني.

ويشارك في المؤتمر ملك أسبانيا فيليب السادس ولفيف من رؤساء الدول والحكومات وممثلين للمنظمات الإقليمية والدولية وقادة منظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية بجانب الخبراء والمهتمين بقضايا التمويل والتنمية.

أهداف المؤتمر

ويعد المؤتمر فرصة لتبادل الرؤى والأفكار بشأن ضرورة تحقيق التضامن العالمي والتعاون الدولي في مجال تمويل التنمية المستدامة.

ووفقا لموقع الأمم المتحدة يُتيح المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية  فرصةً فريدةً لإصلاح التمويل على جميع المستويات، بما في ذلك دعم إصلاح الهيكل المالي الدولي ومعالجة تحديات التمويل التي تعيق الدفعة الاستثمارية المُلحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتعد المؤتمرات الدولية لتمويل التنمية هي المساحة الوحيدة التي يتحد فيها قادة جميع الحكومات، إلى جانب المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية والتجارية والشركات والمجتمع المدني ومنظومة الأمم المتحدة على أعلى المستويات، لتعزيز التعاون الدولي. 

وينتظر أن يتوصل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في دورته الحالية إلى الاعتماد الرسمي لاتفاق تمويل التنمية المبرم في 25 يونيو 2025 بين الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، دون الولايات المتحدة الأمريكية. ويتعلق الأمر بإطار مرجعي وقع تجديده لتعبئة التمويلات لفائدة التنمية المستدامة والاستجابة الى حاجيات التمويل المقدرة بـ4000 مليار دولار سنويا، وهي المسألة التي تعاني منها خاصة الدول النامية

. وتكشف معطيات لمنظمة الأمم المتحدة أن 3ر3 مليار شخص يعيشون في بلدان تخصص موارد لسداد ديونها أكثر من تلك التي توجهها للصحة والتعليم. كما أن البلدان النامية تسدد ديونها بنسب فائدة أعلى من تلك الموظفة على البلدان الغنية، بضعفين إلى أربعة أضعاف، وتزيد هذه التكاليف إبان الأزمات ، وهو ما يعوق قدرات هذه البلدان على الاستثمار في التنمية

ويعتبر المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية، رابع اكبر مؤتمر أممي حول تمويل التنمية، بعد ذلك المنعقد بمنتيري بالمكسيك سنة 2002، والذي اعتمد اتفاق منتيري وهو يحدد أولويات تمويل التنمية، ثم مؤتمر الدوحة، قطر، سنة 2008 والذي تبنى إعلان الدوحة حول تمويل التنمية، ثم اديس ابابا، أثيوبيا، سنة 2015، الذي أقر برنامج عمل أديس أبابا، فمؤتمر إشبيلية، إسبانيا، والذي من شأنه أن يتيح صياغة التزامات محددة لدعم إنجاز أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 “

Welcome

Install
×