مطالبات بالتحقيق في انهيار منجم هويد بولاية البحر الأحمر وتعازٍ عربية

التعدين الأهلي بالسودان - صورة ارشيفية من جنوب كردفان
بورتسودان – 30 يونيو 2025 – راديو دبنقا
طالبت جهات عديدة بإجراء تحقيق عاجل في حادثة انهيار منجم “كرش الفيل” بمنطقة هويد في ولاية البحر الأحمر، في وقتٍ تقدمت فيه عدد من الدول العربية والمنظمات الإقليمية بالتعازي إلى السودان في ضحايا الحادث.
وتضاربت الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية حول عدد الضحايا، إذ أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية وفاة 11 شخصًا وإصابة 7 آخرين، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يفوق الخمسين.
وأصدرت وزارات الخارجية في كل من مصر والسعودية والأردن والكويت والإمارات ودول أخرى، إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي، بيانات تعزية بشأن الحادث الذي أودى بحياة 11 من المعدّنين الأهليين وأدى إلى إصابة 7 آخرين.
تقرير فني وإداري
من جانبها، شددت عضو مجلس السيادة، د. نوارة أبو محمد، على ضرورة تقديم تقرير فني وإداري شامل يوضح أسباب الحادث والإجراءات المتخذة في موقع المنجم، مؤكدة أهمية تعزيز الرقابة على أنشطة التعدين التقليدي وتطبيق ضوابط السلامة المهنية بشكل صارم، خاصة في المواقع التي سبق التحذير من خطورتها.
كما دعت إلى الإسراع في مراجعة أوضاع المناجم المهجورة أو غير المرخصة، واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
تحقيق فوري ومستقل
بدوره، قال مكتب العمل الإنساني في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة – “صمود” إن حادثة انهيار منجم كرش الفيل تمثل نتيجة لتراكم الإهمال وغياب المسؤولية، إلى جانب الانعدام التام لأبسط معايير السلامة المهنية في قطاع التعدين التقليدي.
وأكد المكتب ضرورة اتخاذ تدابير وسَنّ سياسات تُقدّم سلامة المعدّنين كأولوية، تبدأ بفتح تحقيق فوري ومستقل لتحديد أسباب الانهيار والأطراف المسؤولة، ودعم الأسر المتضررة، وتعزيز الرقابة على أنشطة التعدين، وضمان التزام جميع المواقع بإجراءات السلامة، ومنع العمل في الآبار الخطرة، وتوفير فرق إنقاذ في مناطق التعدين الرئيسية.
تفعيل الرقابة الميدانية
من جهتها، قالت حركة العدل والمساواة إن الحادث يسلّط الضوء على الحاجة المُلِحّة لتعزيز إجراءات السلامة في مواقع التعدين، وتفعيل الرقابة الميدانية القادرة على إغلاق المواقع غير الآمنة فورًا، إلى جانب استخدام الوسائل التقنية الحديثة لرصد الأنشطة غير المرخصة.
ودعا محمد زكريا، الناطق الرسمي باسم الحركة، إلى توفير تراخيص مجانية للمعدّنين في مواقع معتمدة، مع تمكينهم من أدوات الحماية الأساسية. كما طالبت الحركة بإنشاء صندوق طوارئ لدعم علاج المصابين وتعويض أسر الضحايا، مؤكدة أن سلامة المعدّنين يجب أن تكون أولوية وطنية.
مناشدات ومطالبات
ناشد أدروب الحسن، رئيس اتحاد المعدّنين بولاية البحر الأحمر، الشركة السودانية للموارد المعدنية بضرورة تشديد الرقابة والإشراف على مواقع التعدين التقليدي، للحد من الحوادث القاتلة التي تُزهق الأرواح وتؤلم المجتمعات.
كما دعا الاتحاد حكومة ولاية البحر الأحمر إلى إعطاء ملف التعدين الاهتمام المستحق، من خلال دعم المعدّنين وتوفير بيئة عمل آمنة تحفظ حقوقهم وسلامتهم.
وفي رسالة وجهها إلى المعدّنين، حثّ الحسن زملاءه في القطاع على عدم المجازفة بأرواحهم، واتباع إجراءات السلامة المهنية، مشددًا على ضرورة الإبلاغ الفوري عن المخاطر في مواقع التعدين، لضمان التدخل السريع بالتنسيق مع الجهات المختصة.
حوادث متكررة
أشار تجمع الأجسام المطلبية إلى أن منطقة هويد شهدت في أبريل الماضي حادثة مماثلة، حين انهارت بئر داخل المنجم، ما أدى إلى وقوع إصابات وخسائر بين المعدّنين.
وأعرب التجمع عن أسفه لتكرار هذه الحوادث دون تحرّك فعلي من الجهات المعنية بإدارة وتنظيم قطاع التعدين، مؤكدًا أهمية فرض ضوابط على الحفر العشوائي، وتوعية المعدّنين، وتدريبهم على التعامل مع أنواع التربة المختلفة، واستخدام وسائل السلامة.
كما حمّل التجمع كلًا من وزارة المعادن والشركة السودانية للموارد المعدنية المسؤولية عن عدم الاهتمام بسلامة المعدّنين التقليديين، وعدم توفير أطقم جوالة تُعنى بمهام السلامة والصحة المهنية، أو متابعة وسائل الحفر المستخدمة – ومنها المتفجرات – مكتفيةً فقط بالتحصيل المالي من الذهب المستخرج، دون ضمان سلامة العاملين.
إيقاف العمل وتحذيرات سابقة
من جانبها، قالت الشركة السودانية للموارد المعدنية إن إدارة البيئة والسلامة التابعة لها كانت قد أوقفت العمل مسبقًا في المنجم، محذّرة من استمرار النشاط داخله نظرًا للمخاطر الكبيرة على الأرواح. وجددت الشركة تحذيراتها من العمل في المواقع الموقوفة، حفاظًا على سلامة المواطنين والمجتمعات المحلية.
وأوضحت الشركة أنها سيرت مأمورية ميدانية عاجلة إلى موقع الحادث فور وقوعه، لمتابعة الأوضاع بالتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية.
والجدير بالذكر أن الموقع الذي وقع فيه الحادث يقع ضمن نطاق امتياز شركة النواتي العاملة في مجال التعدين.