تحديات تواجه تدفق المساعدات عبر معبر الطينة وتحذيرات من مجاعة محتملة

توزيع مواد غذائية بأمدرمان - المصدر موقع الأمم المتحدة

أمستردام:24 مارس 2024: راديو دبنقا

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) من مخاطر المجاعة في أجزاء من غرب دارفور، ودارفور الكبرى، والخرطوم. وأكد في تقرير إنه على الرغم من أن معبر الطينة الحدودي مع شمال دارفور مفتوح الآن، إلا أن بعد المسافة، ووعورة الطرق ستشكل تحديات خطيرة أمام تدفق المساعدات، خاصة في موسم الخريف.

وأشار التقرير إلى ضرورة إزالة كافة العوائق أمام التجارة والمساعدات الإنسانية، وضمان المرور الآمن إلى السكان المحتاجين، كما دعا لاستعادة شبكات الاتصالات بالكامل، والوصول إلى وقف لإطلاق النار على الفور لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح.

وأوضح التقرير إن العاملين في المجال الإنساني يواجهون تحديات كبيرة في الوصول بسبب عدم القدرة على نقل القوافل بأمان عبر الخطوط الأمامية للنزاع والقيود المفروضة على التدفقات عبر الحدود عند حدود تشاد.

وأعلن حاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي الأسبوع الماضي الاتفاق مع الوكالات الأممية على توصيل المساعدات عبر طريق الدبة الفاشر، الأمر الذي رفضته قوات الدعم السريع خوفاً من استخدامه في نقل الأسلحة للجيش. وبالمقابل رفض الجيش إدخال المساعدات عبر معبر ادري الجنينة تحسبا لاستخدامه في نقل العتاد الحربي.

مستويات غير مسبوقة

وأشارت اوشا في التقرير إلى أن الاحتياجات الإنسانية في السودان وصلت إلى مستويات عالية بعد 11 شهراً من الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وتوقع أن تتصاعد الاحتياجات بشكل حاد خلال بداية مبكرة غير معتادة لموسم الجفاف في الفترة من مارس حتى سبتمبر .

وتوقع التقرير حدوث مجاعة (المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل) بين الأسر في أجزاء من غرب دارفور والخرطوم وبين السكان النازحين على نطاق أوسع، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها في دارفور الكبرى.

كما توقع أن تكون (المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل) واسعة النطاق، في حين من المتوقع أن تتوسع حالة الطوارئ (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) بشكل كبير عبر منطقة دارفور الكبرى وكردفان الكبرى والخرطوم والبحر الأحمر وكسلا وأجزاء من الجنوب الشرقي.

أسباب الجوع

وعزا التقرير التدهور الحاد في الأوضاع للفجوة الكبيرة في توافر الحبوب على مستوى البلاد، وعدم القدرة على توزيع الغذاء المتاح بكفاءة من مناطق الفائض إلى مناطق العجز، والانخفاض الحاد في القدرة الشرائية للأسر وسط نزوح غير مسبوق وتعطيل سبل العيش.

وتقدر شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة أن الفجوة في توافر الحبوب ستبلغ حوالي مليوني طن متري، مشيرة إلى أن نتاج الموسم الزراعي من الحبوب الرئيسية للعام 2023/2024 أقل من المتوسط ​​من الحبوب الرئيسية، والانخفاض الشديد في الواردات، ونهب المخزونات الخاصة على نطاق واسع.
ولكن وزير الزراعة والغابات د. أبوبكر عمر البشرى قال في مؤتمر صحفي ببورتسودان، الأسبوع الماضي،إن السودان لن يجوع بسبب الحرب. مؤكدا عزم الحكومة ووزارات الإنتاج على عدم السماح للبلاد بالانزلاق نحو المجاعة.وأشار الوزير إلى أن الدولة قد اعتمدت استراتيجية جديدة في مجال الزراعة، تعتمد على زيادة الإنتاجية من خلال استخدام التقانات والتقاوى المحسنة.

كما شككت مفوض العون الإنساني سلوى ادم بنية في تصريحات المجتمع الدولي بشأن وجود مجاعة في السودان مؤكدة في الوقت ذاته أن السودان لم يصل حتى الآن إلى مرحلة المجاعة وان ما يحدث الآن من أوضاع انسانية فهي ناتجة من ظروف الحرب.
ولكن بحسب تقارير نشرها راديو دبنقا فإن الأوضاع في أجزاء واسعة من دارفور والخرطوم وصلت إلى مستويات عالية من انتشار الجوع الذي أدى إلى تزايد وفيات الأطفال والمسنين.

مخاوف ومخاطر

وتوقع التقرير أن تعتمد الأسر بشكل متزايد على استراتيجيات التكيف السلبية المتعلقة بسبل العيش، بما في ذلك الاعتماد الشديد على الدعم الأسري والمجتمعي المحدود ، واستهلاك البذور، وزيادة مبيعات الموارد الطبيعية، و تصفية الموارد الغذائية والأصول (بما في ذلك الثروة الحيوانية والأصول الإنتاجية)، والهجرة المحفوفة بالمخاطر بحثاً عن مصادر الدخل المتاحة مثل التعدين الأهلي، نظراً لتراجع فرص الحصول على العمالة الزراعية.
وأظهر تقرير لمنظمة الفاو تقديرات تفيد بأن الاستهلاك الكلي للحبوب الغذائية في السودان يتجاوز ال٧ ملايين طن في عام ٢٠٢٤ ل٤٨ مليون مواطن، بينما يُقدر استهلاك الفرد السنوي بحوالي ١٥٢ كغ من الحبوب.
وبحسب التقرير، يُتوقع استيراد حوالي ٣.٤ مليون طن من الحبوب خلال السنة التسويقية ٢٠٢٤، منها ٢.٢ مليون طن من القمح و٦٦١ ألف طن من الذرة. ومن المتوقع أن تبلغ احتياجات الأعلاف ١٥٢,٧٤٠ طن، واحتياجات البذور للزراعة في عام ٢٠٢٤ تقدر بحوالي ١٢٢ ألف طن.

مجاعة في أجزاء واسعة

ونبه التقرير إلى أن شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة قيّمت وجود خطر المجاعة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في أجزاء من غرب دارفور والخرطوم ومناطق في دارفور الكبرى التي بها عدد كبير من الأشخاص الذين طالت فترة نزوحهم ونزحوا للمرة الثانية. ويواجه السكان في هذه المناطق بالفعل قيود بالغة الصعوبة في الوصول إلى الغذاء المتاح وسط مستويات عالية من الصراع.

مخاوف من تزايد الوفيات

وتوقع التقرير أن يؤدي تدمير الخدمات الصحية وسوء الظروف المعيشية وزيادة حالات الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه خلال موسم الأمطار القادم إلى تفاقم مستويات سوء التغذية الحاد. وأشار إلى أن هناك خطر حقيقي يتمثل في تسارع شدة الجوع وسوء التغذية الحاد والوفيات وصولاً إلى مستويات المجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل) في حال اتخاذ الأطراف المسلحة إجراءات تهدف للعزل المتعمد للأسر أو من خلال تصعيد وتيرة الصراع مما يمنع الأسر من الهجرة إلى مناطق أكثر أمانًا بحثًا عن الغذاء والدخل لفترة طويلة من الزمن.