بيان مجلس الأمن.. ترحيب حكومي وتحالف تأسيس يوضح مواقفه

اجتماع مجلس الأمن بشأن السودان- مارس 2024-المصدر: موقع الأمم المتحدة
أمستردام – 14 أغسطس 2025 – راديو دبنقا
أعربت وزارة الخارجية السودانية عن ترحيبها بالبيان الصحفي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء، والذي أعلن من خلاله رفضه التام لتشكيل حكومة موازية في السودان.
وثمَّنت الوزارة في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” الحيثيات التي وردت في بيان مجلس الأمن، والتي أدانت بوضوح ورفضت ما قامت به قوات الدعم السريع، مؤكدة أن البيانات الصادرة عن المنظمات الإقليمية والدولية تعكس الإجماع الدولي الرافض لقوات الدعم السريع وتحالفها السياسي.
وجددت وزارة الخارجية التزام حكومة السودان الصارم بالمحافظة على سلامة وأمن واستقرار ووحدة البلاد، وسيادتها على أراضيها، مؤكدة استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي وفقًا للأسس والقوانين التي تخدم مصالح الشعب السوداني.
تحالف تأسيس يوضح
من جانبه، أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) في تصريح صحفي تعليقًا على بيان مجلس الأمن الرافض لتشكيل حكومة موازية، أن وحدة السودان أرضًا وشعبًا مبدأ غير قابل للمساومة أو التنازل، مؤكدًا أن التحالف يهدف إلى إنهاء الحرب وبناء دولة سودانية علمانية تحقق قيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وقال الدكتور علاء نقد، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن إعلان حكومة الوحدة والسلام هو الضامن لسلامة واستقرار ووحدة السودان في مواجهة الإجراءات الانفصالية التي تقوم بها الحكومة في بورتسودان، والتي اتهمها بإشعال الحرب وتقويض جميع منابر ومبادرات السلام السابقة.
التزام بتحقيق السلام
وأكد أن تحالف “تأسيس” ملتزم التزامًا كاملًا بتحقيق سلام عادل وشامل يعالج جذور الأزمة الوطنية ومسببات الحروب، مشددًا على أن التفاوض هو الوسيلة لإنهاء الحرب، لكنه لن يكون تكرارًا لجولات التفاوض السابقة التي عبث بها وخربها المؤتمر الوطني.
وفيما يتعلق بالاتهامات حول حماية المدنيين، أكد علاء نقد أن التحالف يلتزم التزامًا صارمًا بالقانون الدولي الإنساني في جميع عملياته، ويعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتأثرة دون قيود أو عوائق.
الموقف من فك الحصار عن الفاشر
وحول المطالبة بوقف الهجمات على الفاشر، أشار إلى أن تحالف “تأسيس”، عبر قياداته وتنظيماته المختلفة، أطلق عدة نداءات واضحة ومعلنة تدعو المدنيين إلى مغادرة مناطق العمليات النشطة، مشيرًا إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لخروجهم.
وأكد أن قوات التحالف تمكنت من إخراج أكثر من 800 ألف مواطن من مدينة الفاشر إلى عدة مناطق آمنة التزامًا بالقانون الدولي الإنساني.
وحول شرعية حكومة تأسيس، قال الدكتور علاء نقد لراديو دبنقا أن شرعية حكومة الوحدة والسلام تنبع من الإرادة الحقيقية لشعوب السودان، ومن دعم قطاعات واسعة من السودانيين الذين حُرموا، بفعل سلطة بورتسودان، من أبسط حقوقهم الأساسية والدستورية، بما في ذلك حرية التنقل، والحصول على الوثائق الثبوتية، والخدمات الأساسية. وأشار إلى خروج الملايين من السودانيين ترحيبًا بإعلان حكومة الوحدة والسلام.
وقال الدكتور علاء نقد إن تحالف “تأسيس” يمضي قدمًا في تعيين مجلس الوزراء، وسيواصل العمل الميداني من أجل السيطرة على الفاشر وكردفان وبقية أرجاء البلاد.
دعم أمريكي
أكد اللواء (معاش) الدكتور محمد خليل الصائم، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن بيان مجلس الأمن الأخير، الرافض لتشكيل حكومة موازية في السودان، يعكس بوضوح الموقف الأمريكي الداعم للحكومة السودانية الحالية، وذلك في ظل الصراع القائم على البحر الأحمر وتطورات الوضع الداخلي.
وأوضح الصائم أن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بمستشار الرئيس الأمريكية للشئون الافريقي مسعد بولس في سويسرا كان بمثابة الضوء الأخضر لصدور قرار مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة طلبت من السودان التعاون معها، وإقامة علاقات استراتيجية ترتكز على موقعه على البحر الأحمر.
وبيَّن الصائم أن المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، يدين انتهاكات قوات الدعم السريع لحقوق الإنسان في دارفور وغيرها، بما في ذلك الإعدامات والانتهاكات الواسعة بحق المدنيين، معتبرًا أن الاعتراف بأي حكومة موازية سيكون خرقًا للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر على بعض المناطق وتمارس فيها التجنيد الإجباري والقمع بحق المواطنين، معتمدة على إمدادات عسكرية من دول داعمة، وفي مقدمتها الإمارات. وأضاف أن هذه القوات لا تمثل سلطة شرعية، ولا تقدم خدمات حقيقية للسكان، بل تنهب المساعدات الإنسانية، كما حدث في مناطق بدارفور.
واعتبر الصائم أن الموقف الأمريكي الحالي يصب في صالح السودان الرسمي، حيث تصر واشنطن على استبعاد قوات الدعم السريع من أي ترتيبات مستقبلية للحكم، في ظل رفض شعبي واسع لعودتها إلى السلطة بعد ما ارتكبته من انتهاكات.
كما شدد على أن استمرار الحرب في مناطق مختلفة من السودان يفاقم الأزمة الإنسانية، داعيًا إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية كاملة إلى المحتاجين، وحماية المدنيين من الانتهاكات، ومواجهة أي محاولات لفرض أمر واقع يخالف إرادة الشعب.