بابكر فيصل لـ(راديو دبنقا): تقدم لم تشارك في ورشة جنيف كتحالف ولم نتفق مع الكتلة الديمقراطية (2-2)

رئيس التجمع الاتحادي بابكر فيصل ـ المصدر مواقع التواصل الاجتماعي

  • استئناف مفاوضات جدة في الأجل الذي حدده المبعوث الأمريكي أمر ممكن..!!
  • (تقدم) لم نشارك في ورشة جنيف كتحالف ومنسوبيها شاركوا كأفراد وحملوا هذه الرؤية.. وليس هناك إتفاقاً مع الكتلة الديمقراطية…!!
  • اتصلنا بالحلو وعقدنا اجتماعا مع البعث الأصل والحزب الشيوعي لم يرد علينا ..!!
    أجرى الحوار – أشرف عبد العزيز
    عام مر على حرب السودان التي تدور رحاها بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.. كثير من المواطنين لا يعلمون ماذا دار في الاسبوع الذي سبق إطلاق الرصاصة الأولى، والمجهودات التي بذلتها القوى المدنية الديمقراطية لوقف الحرب.. ما زالت محاولات القوى المدنية لوقف الحرب مستمرة رغم الهجوم الذي تواجهه من دعاة الحرب.. (راديو دبنقا) في هذه المقابلة الخاصة التقى برئيس التجمع الاتحادي بابكر فيصل موجهاً كثير من الاتهامات المطروحة في منضدة القوى المدنية الديمقراطية بما فيها إشعال الحرب.. إلى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار.

*في الجزء الأول من المقابلة توقفنا عن استثناء المؤتمر الوطني المحلول والحركة الاسلامية من المشاركة السياسية .. نواصل الحوار اليوم بالسؤال، هل توصلتم لاتفاق مع الكتلة الديمقراطية في الورشة التي نظمتها منظمة بروميديشن الفرنسية بجنيف الأسبوع الماضي؟

  • نحن لم نتفق مع كتل، كانت لدينا اجتماعات لقيادة تقدم من يوم 2 الى يوم 4 ابريل الجاري، الاجتماع كما تعلم كان في أديس أبابا، خرج هذا الاجتماع برؤية شاملة بعد مرور عام على الحرب، هذه الرؤية دعت لمائدة مستديرة تشارك فيها كل القوى السياسية عدا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتها، وذلك لمناقشة سبل وقف الحرب والانتقال ومناقشة العملية السياسية التي سيتم ترتيب الانتقال من خلالها، جاءت دعوة من منظمة (بروميديشن) الفرنسية كما ذكرت، وشارك فيها أفراد بصورة فردية، ولكن لم تكن هنالك دعوة مخصصة لـ(تقدم) كتحالف، لبحث هذه الأمور، والأفراد الذين لبوا الدعوة من (تقدم) كانت لديهم نفس الرؤية التي تم الاتفاق حولها في اجتماع الهيئة القيادية، وهي حتمية عدم مشاركة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهما في العملية السياسية، وضرورة ان يدعو كل (المشاركين) في الورشة لوقف الحرب، لأنه لا يجوز أن تكون مشاركاً في دعم الحرب، ولديك جيش مشارك حتى الآن في الحرب وأنت مصر على أنك تمضي في المسار العسكري، وفي نفس الوقت عاوز تشارك في العملية السياسية وتدعو لوقف الحرب، لذلك لا بد لكل القوى أن تطالب بوقف الحرب فوراً ومن ثم يمكن أن نتناقش في التفاصيل الأخرى.
    *لماذا لم تتقدموا خطوة نحو القوى السياسية الأخرى في اطار وحدة القوى المدنية، مثلا (تحالف قوى التغيير الجذري )؟
  • نحن أكثر جهة تقدمت خطوات نحو القوى الأخرى وليس خطوة واحدة، شكلنا لجنة اتصلت بعبد العزيز الحلو، عبد الواحد محمد نور، حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل، والحزب الشيوعي. لدينا لجان مشتركة مع بعضهم، وعقدنا اجتماعا مع حزب البعث وسنعقد اجتماعا آخراً، الحزب الشيوعي أخذ رأينا ولم يرجع لنا بأي رأي، فالحزب الشيوعي رؤيته تقوم على أنه لن يجلس معنا كتحالف ومنذ أن كنا في تحالف الحرية والتغيير، جاء طرحه بأن نفض تحالف الحرية والتغيير ليجلس معنا كأحزاب منفردة، وهو يحاول أن يقوم بهذه الخطوات مع أحزاب من (تقدم).. لذلك افتكر الكرة الآن في ملعب الآخرين وليست في ملعب (تقدم).

هناك اتهامات لقوى الحرية والتغيير بأنها تعمل على إغراق (تقدم) بواجهات سياسية تخدم خطها السياسي، بمعنى أن قوى الحرية والتغيير ما تزال تتحكم في (تقدم)، ما تعليق بابكر فيصل على هذه الاتهامات؟

-من يحضر اجتماعات (تقدم) ويتابع أخبارها يدرك أن هذا الحديث غير صحيح، وأن القوى السياسية ليست في الساحة لوحدها، القوى السياسية لديها 30% فقط من المقاعد في (تقدم)، وارتفعت مؤخراً إلى 40% بعد أن تقرر فصل الجبهة الثورية لتكون فئة منفصلة داخل (تقدم)، وهنالك فئات أخرى، مثل لجان المقاومة والمجتمع المدني والنقابات والمهنيين وهناك عدد من الطلبات التي قدمت للانضمام لـ(تقدم) وتم تشكيل لجنة للنظر في تلك الطلبات.

هذه الاتهامات ظللنا نسمعها منذ أن كنا في الحرية والتغيير، وكلها اتهامات صادرة من الأطراف الذين يدعون لاستمرار الحرب ومن قبلها كانوا يدعون للانقلاب العسكري، وكانوا يقولون (أربعة طويلة)، وبعدها ثلاثة طويلة وستظل هذه الاتهامات مستمرة، ونحن نعلم مصدرها.. رغم ذلك نحن لا نلقي لها بالاً ونسير في اتجاه توسيع التحالف والجلوس مع كل القوى المدنية والقوى الثورية على قدم المساواة.. نحن لا نفرض رؤيتنا على أحد كما لا نقبل أن يفرض أي طرف رؤيته علينا.

*حزب الأمة قدم مذكرة إصلاحية وقيادي بالحزب وجه لكم ذات الإتهام ( 4 طويلة)؟

-خلال زيارة وفد (تقدم) للقاهرة، تقدم حزب الأمة بمذكرةـ وذكر أنه سيوردها بالتفصيل في مرحلة لاحقة، في اجتماع الهيئة القيادية لـ(تقدم) بأديس ابابا وصل وفد من حزب الأمة، وتم اجتماع بينه وبين وفد من (تقدم) برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الهيئة القيادية، تم استلام المذكرة، وفي حقيقة الأمر تناولت المذكرة في مجملها قضايا موضوعية وهي قضايا ظللنا نناقشها في (تقدم)، حتى قبل تقديم المذكرة، قضايا متعلقة بالهيكل المؤقت، قضايا متعلقة بالإعلام، قضايا متعلقة بنسب المشاركة.. كلها كانت قضايا موضوعية، إتفقنا حولها، وتمت الموافقة على مذكرة حزب الأمةـ وتم الرد عليهم، وبدء العمل في المشروع الإصلاحي الذي حوته المذكرة، وكانت هناك خطوات في كل القضايا التي تناولتها. ويمكن أن نقول إنه ليس هنالك إشكالية حالياً في هذا الاتجاه.

تحالف بهذا الحجم الكبير وعمره لا يتجاوز الخمسة أشهر، لابد أن تكون به مثل هذه الاختلافات، وهناك أطراف أخرى خلاف حزب الأمة كان لها وجهات نظر في القصور في الأداء وبعض أوجه العمل، وكلها نعتبرها خطوات في طريق التجويد ونحن مقبلون على المؤتمر التأسيسي الذي سينعقد في شهر مايو القادم. وهو المؤتمر الذي سيتم من خلاله اختيار الهياكل الدائمة والثابتة للتحالف، ونتمنى ان نستطيع حتى ذلك الوقت من توسيع التحالف حتى يصبح أوسع تحالف مدني ممثل للشعب السوداني.

*المبعوث الأمريكي توم بيريلو حدد أكثر من مرة موعداً لاستئناف مفاوضات جدة، ولكن لم يحدث شيء، هل تعتقد أن عودة الطرفين للتفاوض ممكنة؟

  • نعم، اعتقد انه ممكن جداً، واعتقد أن المبعوث الأمريكي حينما حدد الموعد السابق في 19 ابريل، حدد الزمن دون أن يجري تشاوراً مع الأطراف ومع الميسرين، لكنه على هامش مؤتمر باريس اجتمع بوزير الدولة بوزارة الخارجية السعودية، وعقب الاجتماع صرح بأنه تقرر استئناف منبر جدة خلال ثلاثة اسابيع، والتي تصادف الأسبوع الأول من مايو.

افتكر الإلحاح والضغوط التي مورست تؤكد أن هنالك إمكانية كبيرة للعودة لمنبر جدة، خصوصاً بعد الضغط التي تمارسه كل الأطراف الإقليمية والدولية الساعية لوقف هذه الحرب والتي ليس لديها مصلحة من استمرارها، وتدرك خطورة استمرار الحرب التي ذكرتها خاصة على المواطن وعلى الشعب السوداني، المجاعة، نذر تفكيك البلاد، دائرة العنف المستمر، إضافة لخطورة الوضع بالنسبة للاستقرار الإقليمي والوضع الذي يمكن أن يساهم في التدخلات الأجنبية، والسودان جزء من موضوع أمن البحر الأحمر، الذي يشتعل الآن وبه صراع كبير. بالتالي كل هذه الأطراف من مصلحتها وقف الحرب في السودان، وأعتقد أن هنالك إمكانية كما ذكرت لاستئناف المنبر في الموعد المضروب.

*هل تفتكر أن مسألة الانتخابات الأمريكية لها علاقة باستئناف التفاوض في منبر جدة، خصوصاً وأن إدارة بايدن تسعى لتحسين صورتها لدى الناخب الأمريكي؟

  • طبعاً في الآونة الأخيرة بدأ الاهتمام الأمريكي بالوضع في السودان يتزايد، وتعيين المبعوث الأمريكي نفسه كان مؤشراً لهذا الاهتمام المتزايد، وذلك يرجع لعدد من الأسباب منها التقارير العديدة التي بدأت تصدر متحدثة عن الأوضاع في السودان، المجاعة الوشيكة، وغيرها.
    المبعوث الأمريكي الآن يرفع تقاريره لوزير الخارجية الأمريكي مباشرة وليس لمساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية. ويلاحظ أيضا ارتفاع الاهتمام بالسودان في دوائر صنع القرار الأمريكية، في الكونغرس وفي مراكز الأبحاث ووسط جماعات الضغط. وكلها مؤشرات تؤكد على عودة منبر جدة كما ذكر المبعوث الأمريكي.

*ما صحة ما يتم تداوله من معلومات حول مباحثات جارية بين طرفي النزاع في المنامة؟

ليس لدي معلومات عن الأمر، ولكن نحن ظللنا منذ بداية الحرب نتحدث عن أن هنالك دولتين (مهمات جداً) وهما مصر والإمارات العربية المتحدة، لا بد أن ينضما للتفاوض في منبر جدة، لما لهما من تأثير مباشر على طرفي الحرب. وظللنا نتحدث مع الميسرين على الدوام عن أن إشراك هاتين الدولتين مهم للغاية في طريق وقف إطلاق النار.

هذا الأمر لم يتم حتى توقف منبر جدة في اكتوبر، ولكنه تم في المنامة، ونتمنى أن يكون لهاتين الدولتين وجود عند استئناف منبر جدة، خاصة وأن المنبر توسع منذ الجولة السابقة حينما دخل إليه الاتحاد الإفريقي والإيغاد عبر ممثل مشترك، مما يضمن أن كل الأطراف المؤثرة على الوضع السوداني موجودة في التفاوض القادم إذا تم إن شاء الله.