اللواء كمال إسماعيل يكشف لـ(راديو دبنقا) تفاصيل تُذكر لأول مرة عن الأيام التي سبقت إندلاع الحرب:

اللواء كمال إسماعيل رئيس التحالف السوداني

توصلنا لتشكيل لجنة سداسية وجلس (البرهان – حميدتي – حجر) في المنصة ولكن لم يخرج إجتماع القصر الجمهوري بحلول لطي أزمة الخلاف!!

عقب الاجتماع وجه البرهان مدير مكتبه بإجتماع يضم أعضاء اللجنة الثلاثية مع كمال اسماعيل وفضل الله برمة.. غابت اللجنة وبدا واضحاً أن الأمور في طريقها للحرب!!

برهان فوض الفريق ميرغني إدريس، والحرية والتغيير شكلت وفداً ضم كل من بابكر فيصل، وطه عثمان، وخالد سلك، والواثق البرير، وياسر عرمان.. تناقشنا حول بناء الثقة، واقترح ميرغني إدريس إشراك الدعم السريع، وكانت المفاجأة اعتقال أعضاء من وفد الحرية والتغيير في قضية لجنة إزالة التمكين!!

نعم ما زالت لدينا اتصالات بضباط وطنيين في الجيش لوقف الحرب!!

الإخوان هم من أشعل الحرب ولديهم وجود داخل الجيش والدفعة 40 هتفت في حفل تخريجها (40 حماية الدين)!!
أديس أبابا: الجمعة 26 يناير 2024 (راديو دبنقا)

كشف اللواء (م) كمال إسماعيل تفاصيل تنشر لأول مرة حول الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب كما أفصح عن معلومات ذات أهمية في شأن علاقة قوى الحرية والتغيير بالجيش أثناء الفترة الانتقالية ومجهوداتها المستمرة لبناء الثقة مع المؤسسة العسكرية وكذلك ما دار في لقاءات على هامش اجتماعات الإصلاح الأمني والعسكري.

*ماذا حدث في اجتماعات لجنة الإصلاح الأمني والعسكري قبل الحرب؟

تكونت اللجنة برئاستي وعضوية العميد عادل ممثل للقوات المسلحة، ويوسف عزت ممثل الدعم السريع وعبد المنعم الجاك ممثل لـ(يونيتاميس).. كان هنالك إصراراً من العسكريين على تولي كل مهام اللجنة.. رفضنا إبعادنا من اللجنة، رغم قناعتنا بأن عملية الإصلاح الأمني هي عملية عسكرية، ولكن نحن نؤمن بأهمية تمثيلنا في اللجنة لفض الخلافات بين الجيش والدعم السريع.. توصلنا لتكوين لجنة سداسية بين الطرفين يمثل فيها كل طرف بثلاثة أعضاء.. لمناقشة نقاط الخلاف.. اتفق أعضاء اللجنة السداسية على ثمانية نقاط من عشرة.. بعد تعنت الطرفين في مقترحاتهم حول النقطتين، عقدنا إجتماع في القصر الجمهوري، ضم كل القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري.. تكونت المنصة من (البرهان وحميدتي والطاهر حجر).. تقدمت بمقترح أن نكون شخصي وسعادة اللواء معاش فضل الله برمة وسطاء لحل الخلاف بين الأطراف العسكرية.. لكن المقترح لم يجد استجابة.. انتهى الاجتماع في ظل جو متوتر وبدون التباحث حول القضية الأساسية.. عقب الاجتماع وجه البرهان مدير مكتبه بعقد اجتماع يضم أعضاء اللجنة الثلاثية للجيش مع كمال اسماعيل وفضل الله برمة.. لكن اكتشفنا أن اللجنة متغيبة منذ أربعة أيام من ذلك الوقت.. كان واضح جداً انعدام الإرادة لدى البرهان، وبدا واضحاً أن الأمور في طريقها للحرب.. آخر لقاء كان قبل خمسة أيام من بداية الحرب، ضم الوفد مريم الصادق، وكمال بولاد، وشخصي.. الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري بذلت جهود كبيرة لوقف الانزلاق في مسار الحرب.. ولكن اصطدمت كل جهودنا بالتعنت من الطرفين.

*ماهي أسباب الخلاف الأساسية التي أدت لإشعال فتيل الحرب؟

نقطتا الخلاف تمثلت في القيادة أثناء عملية الدمج، وفترة الدمج.. الدعم السريع من عشرين سنة، قدم مقترح للدمج في عشرة سنوات.. والجيش اقترح سنتان للدمج.

*هل تحدثتم مع الأطراف بعدم الجنوح لاستخدام السلاح لحل الخلافات بينهما؟

كل الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري تحدثوا مع الطرفين.. ووضحنا المآسي التي يمكن أن تواجه الجميع في حال اشتعال الحرب.. فمن السهول أن تطلق الطلقة، ولكن صعب جداً إنك توقفا .

*مع من اجتمعتم، وأين، وما النقاش الذي تم حول عدم الانزلاق في الحرب؟

سعيت وآخرون قبل انطلاق الحرب لخلق نوع من الثقة بين القوات المسلحة وقيادتها وبين قوى الحرية والتغيير.. برهان فوض الفريق ميرغني إدريس، ومن الحرية والتغيير بابكر فيصل، وطه عثمان، وخالد سلك، والواثق البرير، وياسر عرمان.. تناقشنا حول بناء الثقة، واقترح ميرغني إدريس إشراك الدعم السريع.. أجرينا إتصال بالسيد عبد الرحيم دقلو، كان وقتها بالإمارات، وتحدثنا معه عبر (الاسبيكر)، وأبدى موافقته.. واتصلنا بالسيد البرهان لتأكيد موافقته.. ولكن بعد خمسة أيام تم اعتقال ثلاثة من الخمس أعضاء الممثلين لقوى الحرية والتغيير، وهم بابكر فيصل وطه عثمان وخالد سلك.. بتهمة التمكين.. في اجتماعي مع حميدتي كممثل للجنة، اقترح أن يكون الإصلاح سابق للدمج.. وممثلين الجيش يروا أن يكون الدمج قبل الإصلاح الأمني.. حسب خبرتي العسكرية تأكدت تماماً أن النتيجة ستكون حرباً لا محالة.. عدم تفكيك التمكين من القوى الأمنية، اتاحت الفرصة للإسلاميين بالتدخل.. ومن رأيي أن الحرب إذا استمرت ستتحول لحرب وكالة.

*هل تعتقد أن ذات الجهات التي كانت تعمل على ألا تكون هنالك علاقة تتسم بالثقة بين الأطراف العسكرية والمدنية هي من أطلقت الطلقة الأولى في هذه الحرب؟

بالتأكيد، فهم الوحيدين المستفيدين هذه الحرب، وهم المستفيدين من تعطيل الإصلاح الأمني، حتى يظلوا يسيطرون على قرار المؤسسة العسكرية ليخدموا مصالحهم من خلالها.. نفس الجهات تسعى للانتقام من الثورة وشبابها، وبالتالي الانتقام من الشعب الذي رفضهم.

*ذات التيار يتهمكم بالتهديد بالحرب في حال تعطل الاتفاق الإطاري، ما هو تعليقك؟

هذا كلام غير صحيح إطلاقاً، نحن لسنا مسئولون عن بناء الدعم السريع.. رغم أن الدعم السريع وليد للمؤسسة العسكرية، ظل سعينا دائماً منصب على بناء الثقة بين الجيش والدعم السريع حتى نجنب السودان ويلات الحرب.. وطبيعي جداً إذا فشلت المساعي السياسية، سيؤدي ذلك لاشتعال الحرب.

*هل تعني أن الحرب أشعلها من تقاطعت مصالحهم مع الاتفاق الإطاري؟

الاتفاق الإطاري وقعت عليه أغلب القوى السياسي، وكل الأطراف العسكرية، قليل من القوى السياسية كانت تقف ضد الاتفاق الإطاري.. وطلبنا من الأطراف الرافضة للاتفاق الإطاري أن توضح النقاط غير المقبولة في نص الاتفاق وفشلت في تقديم مبرراتها.. الاخوان المسلمين وفلول النظام وجدوا فرصتهم في ظل خلاف قوى الثورة، وسعوا بكل جهدهم للانقضاض على الثورة.

*هل الحركة الإسلامية تمتلك القوة الكافية للسيطرة على كل القرار داخل المؤسسة العسكرية؟!

أي عناصر سياسية تدخل داخل المؤسسة العسكرية تنفي المهنية عن الجيش.

*بصفتك ضابط في القوات المسلحة، هل لمست وجود مؤثر وفاعل للحركة الإسلامية داخل الجيش؟

نعم، منذ انقلاب ٨٩ عملت الحركة الإسلامية على تصفية الضباط الوطنيين، أكثر من ١٠٠٠ ضابط تمت إقالتهم في أقل من شهر.. في عام ١٩٩٠ قال الترابي في توتي: (نحن ندعم الجيش الجهادي، لا الجيش المرتزق).. في تخريج الدفعة ٤٠ في الجيش، كان هتاف الضباط: (أربعين حماة الدين).. كان الأجدى أن يكون الهتاف: (نحن حماة الشعب، الأرض، والدستور).

*هل تفتكر أن مسألة وقف الحرب بيد الحركة الإسلامية، طالما أنها هي من أشعل الحرب؟!

أدعو البرهان لحماية الجيش من تدخلات الحركة الاسلامية، طالما أن القرار لايزال بيده..وأناشده بالجلوس مع الطرف الآخر وإنهاء هذه المعاناة.. طالما أنه أقر بأنها حرب عبثية.. والحل الذي يحقن دماء السودانيين هو تشكيل حكومة المدنية وعودة الجيوش للثكنات، والشروع في ملف الإصلاحات الأمنية وفق منهج يؤسس لقومية ووطنية الجيش.. أناشد الطرفين بأن يرحموا الشعب السوداني، وأن يرحموا ثورة ديسمبر، وأن يوقفوا الحرب اليوم قبل الغد..

*طالما أن الحركة الإسلامية هي من أشعل الحرب، وبيدها قرار المؤسسة العسكرية، لماذا لا تتفاوضون معها حول وقف الحرب؟

الثورة انطلقت ضد الحركة الاسلامية، وهي تسعى للعودة للسلطة على جثث ودماء السودانيين، وهذا الأمر مرفوض تماماً.

*هل تقصد أن التفاوض مع الحركة الإسلامية يمثل مكافأة لها على إشعال الحرب؟

نحن لسنا ضد الاسلام، ولا الاسلاميين، فالشعبيين جزء منا.. فهم يقفون ضد الحرب وضد الانقلاب.. ولكن كيف نكافئ من يقف ضد الشعب السوداني، ويسعى لتدمير السودان، وسفك دماءه؟ هؤلاء مكانهم مقبرة التاريخ فقط.

*بخبرتك العسكرية ، من هو المنتصر حتى الآن في العمليات العسكرية الميدانية؟

كل الأطراف خاسرة، والمهزوم الأكبر هو الشعب السوداني.. الدعم السريع منتصر على الأرض، والجيش منتصر في السماء، والشعب هو الخاسر.

*هل يمكن أن تشرح لنا اعتقادك بأن الحرب قد تتحول لحرب بالوكالة؟

هنالك صراعات إقليمية مفهومة للجميع، هنالك دول تسعى لإيقاف الحرب، وهنالك دول لديها مصالح في السودان، واستمرار الحرب قد ينقل الصراعات الإقليمية لداخل السودان.

*ما هي الخلافات الواضحة بين بعض الدول التي قد تنتقل للداخل السوداني، حسب وجهة نظرك؟

لدينا اتصالات مع كل دول الإقليم، لذلك لا أستطيع أن أوجه اتهامات لدول بعينها، ليس ضعفاً.. فكل دول الإقليم تجد منا كل الاحترام.. ولكن الخلافات والتباينات واضحة.

*ما الذي يعرقل جهود الاتصالات بينكم والبرهان؟

البرهان يتعرض لضغوط كبيرة جداً تعرقل اتصاله بتقدم، ولكن لا نزال في تقدم نضغط ليوافق على لقائنا.

*مع من تتواصل اتصالاتكم بضباط الجيش حول البرهان؟

لا أستطيع أن أفصح عن ذلك، ولكن الجيش به ضباط وطنيين يسعون لوقف معاناة الشعب السوداني.. تنحصر اتصالاتنا حول الضغط لإيقاف هذه الحرب، بدوافع وطنية ولا تتعدى ذلك.

*ما صحة أن البرهان اقترح أن يكون اللقاء في بورتسودان؟ وهل فعلاً أنتم رفضتم ذلك بحجة أن بورتسودان تعتبر منطقة حرب مثلها مثل الجنينة ومدني؟

نحن على استعداد للقاء مع البرهان في أي مكان، حتى لو نضحي بأرواحنا.. نحن سودانيون وعلى استعداد للتواجد في أي بقعة في السودان، متى ما وافق البرهان على اللقاء.. هنالك مقترح بأن يكون اللقاء بجوبا، بجنوب السودان، ولكن البرهان لم يوافق على اللقاء في حد ذاته حتى الآن.

*ما رأيك في قرارات الولاة الأخيرة بحل لجان التغيير والخدمات؟

هذه قرارات مخزية، وتسئ حتى لمتخذيها، وهذا يؤكد أن فلول النظام السابق لا يزالوا متمكنين.. وكل من أصدر هذه القرارات لن يفلت من المحاسبة والعقاب.