إدانة سودانية واسعة للهجوم الإيراني على قطر

رئيس مجلس السيادة السوداني يجري اتصالا بأمير قطر- يونيو 2025-اعلام مجلس السيادة

أمستردام:25 يونيو 2025-راديو دبنقا

أدانت قطاعات سودانية واسعة الهجوم الإيراني على قطر، واعتبرته تهديدًا للأمن الاقليمي، في موقف يعكس تعقيدات العلاقات الإقليمية والمحلية في السودان. هذا الإدانة تأتي في ظل خلفيات متعددة تشمل علاقات السودان بإيران، التنافس بين الفاعلين السودانيين، وديناميكيات الأمن الإقليمي.

وشنت ايران هجوما صاروخيا على قاعد العيديد الأمريكية في قطر أمس حيث تصدت المضادات الأرضية للهجوم.ولم يتسبب الهجوم في خسائر سوى حرائق محدودة

موقف الحكومة السودانية

أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم على قطر، واعتبرته “انتهاكًا لسيادتها في مخالفة واضحة للقانون الدولي”. الملاحظة الأبرز هنا هي أن البيان الرسمي لم يشر صراحة إلى الجهة المعتدية (إيران)، كما أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان اليوم اتصالاً هاتفياً مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤكداً إدانة السودان لهذا الهجوم الذي يعد انتهاكا واضحا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولسيادة دولة قطر،  ولم يتضمن التعميم الصحفي الذي نشره إعلام مجلس السيادة أي إشارة إلى إيران.

وهو ما قد يُعزى إلى رغبة الحكومة السودانية في الحفاظ على توازن في علاقاتها الخارجية. السودان لديه تاريخ من العلاقات المتذبذبة مع إيران، شهدت فترات تقارب خاصة في المجال العسكري والاقتصادي، ثم فترات من التباعد لأسباب إقليمية ودولية. العلاقات القوية بين القوات المسلحة السودانية وإيران، والتي شهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية في وقت سابق، قد تفسر هذا الحذر في الصياغة الرسمية.

إدانة قائد قوات الدعم السريع

على النقيض من الحذر الرسمي، أدان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، “بشدة” الهجوم الإيراني على دولة قطر، واعتبره “تهديدًا خطيرًا للأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط”. دعا حميدتي إيران إلى “عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة”، وأكد “ضرورة عدم امتلاكها سلاحًا نوويًا”. هذا الموقف الصريح من حميدتي يبرز التنافس السياسي والعسكري داخل السودان. ففي ظل الصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يسعى كل طرف إلى تعزيز شرعيته وموقفه على الساحة الدولية. إدانة حميدتي لإيران قد تكون محاولة منه للتماشي مع مواقف الدول الإقليمية والغربية التي تعارض النفوذ الإيراني، وبالتالي كسب دعم خارجي في صراعه ضد الجيش. كما أنها قد تكون رسالة ضمنية للجيش السوداني بأن علاقته بإيران قد تكون نقطة ضعف.

مواقف الكتل السياسية والمدنية

تجاوزت الإدانة الدوائر الرسمية والعسكرية لتشمل الكتل السياسية والمدنية:

  • تحالف السودان التأسيسي: اعتبر الهجوم على قطر “تصعيدًا خطيرًا يهدد أمن الخليج واستقرار المنطقة”، ودعا إلى “تحقيق دولي شفاف حول الدعم الإيراني للجيش السوداني”. هذا الموقف يعكس قلقًا من تداعيات العلاقة بين الجيش السوداني وإيران، خاصة في سياق الصراع الداخلي، ويسلط الضوء على مخاوف من أن الدعم الإيراني قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في السودان وتقويض أي جهود للسلام.

ويضم تحالف السودان التأسيس كل من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية بقياد عبدالعزيز الحلو والجبهة الثورية السودانية وجرى تشكيله في فبراير الماضي. ويسعى التحالف لتشكيل حكومة موازية للحكومة في بورتسودان

  • التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة صمود: أدان الهجوم الصاروخي الإيراني على قطر، داعيًا إلى “تحكيم صوت العقل وتغليب خيار الحلول التفاوضية السلمية”. هذا التحالف، الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك و يمثل قوى مدنية تسعى للانتقال الديمقراطي في السودان، يؤكد على مبادئ السلام وحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، ويعكس رفضه لأي تصعيد عسكري يمكن أن يزعزع الاستقرار الإقليمي.

سياق معقد

تأتي هذه الإدانات السودانية في سياق إقليمي ودولي معقد، حيث تُنظر إلى التحركات الإيرانية في المنطقة بقلق متزايد من قبل العديد من الدول، خاصة دول الخليج والولايات المتحدة. الهجوم على قطر، بغض النظر عن تفاصيله، يُنظر إليه على أنه جزء من استراتيجية إيرانية أوسع لفرض نفوذها في المنطقة، وهو ما يعتبره الكثيرون تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي. الدعوات إلى عدم امتلاك إيران لسلاح نووي والتدخل في شؤون الدول المجاورة تعكس هذه المخاوف العميقة.

في الختام، تعكس الإدانة السودانية للهجوم الإيراني على قطر مزيجًا من الدبلوماسية الحذرة، والتنافس الداخلي بين الأطراف الفاعلة، والقلق من تداعيات الأمن الإقليمي.

Welcome

Install
×