عودة للحاضنة الانقلابية…!ّ

الواجب المُنتظر من الأحزاب في هذه المرحلة هو دعم المقاومة والوقوف معها في خندق واحد.. هذا هو واجب اللحظة إذا كنا جميعاً نعي خطورة الحالة الراهنة التي أوجدها هذا الانقلاب الطائش الذي كان واضحاً من توقيته ومن الذين يقفون خلفه انه ما جاء في (لبوس الشيطان) إلا ليمنع سريان العافية في أوردة هذا الوطن العظيم خوفاً من تعافي البلاد وبداية مسيرة النهضة والنماء وقيام دولة العدالة والقانون والحكم المدني وإيقاف سرقة الموارد ورد الحقوق وغل أيادي اللصوص ونصب المحاكم لكل من سفك الدماء وقتل الناس بغير حق..!

د. مرتضى الغالي

 

بقلم : د. مرتضى الغالي

الواجب المُنتظر من الأحزاب في هذه المرحلة هو دعم المقاومة والوقوف معها في خندق واحد.. هذا هو واجب اللحظة إذا كنا جميعاً نعي خطورة الحالة الراهنة التي أوجدها هذا الانقلاب الطائش الذي كان واضحاً من توقيته ومن الذين يقفون خلفه انه ما جاء في (لبوس الشيطان) إلا ليمنع سريان العافية في أوردة هذا الوطن العظيم خوفاً من تعافي البلاد وبداية مسيرة النهضة والنماء وقيام دولة العدالة والقانون والحكم المدني وإيقاف سرقة الموارد ورد الحقوق وغل أيادي اللصوص ونصب المحاكم لكل من سفك الدماء وقتل الناس بغير حق..!

الواجب الحاضر هو دعم المقاومة بدلاً من هذه الاجتهادات الفطيرة التي حدثت من شخوص في حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي بمسايرة الاخونجية والأمنجية بل تسليم الرقاب لهم والوقوع الساذج في فخاخهم والذهاب إليهم في مواطن الشبهات..التي تبدو في صورة مراكز يقيمها الإنقاذيون تحت أسماء ما انزل الله بها من سلطان مثل “المركز الإفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحوّل” لعنة الله عليها من حوكمة..؟!! 

و(شريك الإثم) مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري..ثم إن الشخص الذي يقف وراء هذا التحرك الإنقاذي الانكشاري الخبيث هو ابن بيئة إنقاذية ملوثة أنتجت من يسمونهم بالدبابين؛ (الآن تحول بعضهم إلى باحثين بالمراكز مكيفة الهواء) وكان الأوفق أن يقال عنهم جندرمة الحرب الأهلية الذين انتهي (دبيبهم) بفصل جنوب البلاد وتمزيق الوطن وحرق دارفور..وتعطيل دواليب التنمية في ربوع البلاد كافة بشعارات هوجاء لم نرَ فيها غير الخراب ولم نسمع منها غير “فلترق كل الدماء”..!! لماذا تراق (وفي دار أبو منو) ولأي غاية..؟!!
من أين أتيت بهذا الحقد الأسود يا قابيل..؟
وبسطت يديك لقتل أخيك..؟!

إنما هي شعارات دموية مستوردة من الحركة الإخوانية مشبوهة الموارد والمصادر التي نشأت في مصر وعليها كل مياسم الجهل التي لا تبني ولا تعمّر إنما تمزق وتدمّر وتستهين بدماء الأبرياء وسلامة الأوطان…وهي العدو الأكبر والأشهر للتنمية والسلام والعلم والتقدم..حركة ما وضعت أقدامها الشوهاء في مكان إلا وأطفأت فيه قناديل الحرية والمعرفة والتنوير..تباً لها من حركة لا تجد أنصاراً لها إلا بين المشوّهين الأدعياء المتربصين للسلطة بغير استحقاق..أصحاب الشره في نشب الدنيا والمال الحرام..الذين عميت قلوبهم وغشيتهم غاشية الجهل والإجرام..قساة القلوب غلاظ الأكباد..وها نحن نرى في وطننا الحبيب نتاج تربيتهم داخل الأقبية المظلمة عبر سلسال الدم منذ إطلالتهم في الانقلاب المشؤوم الأول وانقلابهم الحالي المكلل بالسجم والقطران..لم نر من حركتهم غير القتل الجماعي وغير الإغراق الوحشي للأطفال عشية العيد وغير بيوت الأشباح لإزهاق الكرامة والأرواح واغتصاب الرجال والنساء وإدخال الخشب والسيخ في أدبار السجناء العزلاء..هذا بعد ظهور عورتهم الكبرى في محارق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان..وفي ميدان الاعتصام و(مهرجان كاليجولا) للقتل والدهس والإغراق والخطف والسحل والإعدام..!

رئيس حزب بعد أن تساءل أعضاء حزبه عن (توقيعه المجاني) على وثيقة مشبوهة مع مشبوهين وبعد أن تبيّن أن هذه الخطوة العسراء لم تُعرض على أي مؤسسة في حزبه..قال إن ما جاء في الوثيقة التي مهرها بتوقيعه في (وكر الأفاعي والسعالي للحوكمة ) لا تعبّر عن رأي حزبه..والله كلام جميل..(طيب يا شيخنا موقّع فوق كم)..؟! هنا لا بد من المصارحة (فهذا ليس الفاول الأول)..!! 

والذي يعاتب وينتقد أداء أحزابنا الوطنية العريقة لا بد انه يحترمها ويأمل في استقامة عودها على خط المؤسسية والشفافية..عبر قياداتها وقواعدها وهيئاتها الداخلية..وهنا يجب النظر في صلاحيات رئيس الحزب وعدم إطلاق يده ليقرر من عنده ما يشاء..وكأنه (الفوهرر)..!! خاصة وان رؤساء الأحزاب التاريخيين ليسوا كرؤسائها (المؤقتين) أو الذين وضعتهم تقديرات التراتبية و(الأقدمية) في موقع الرئاسة خلال فترات تسييرية طارئة (يجب أن تؤخذ بقدرها)..!

بل حتى الرؤساء التاريخيين يجب أن يخضعوا إلى مساءلة قواعد الحزب ومؤسساته..حتى ولو كان بينهم جورج واشنطون وأبراهام لينكولن وفرانكلين روزفلت…! اللهم لا تجعل (الاستشهاد بالخواجات) اكبر همنا ولا مبلغ علمنا.. إنك أنت العزيز الحكيم..!!