أمريكا : كولمبيون شاركو مع الدعم السريع بمعارك الخرطوم و الفاشر وكردفان

US President Donald Trump (File photo: The White House)

أمستردام :10 ديسمبر2025 :راديو دبنقا
فرضت الولايات المتحدة – الثلاثاء- عقوبات على بشبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع حيث شارك المرتزقة الكولمبيين في معارك الفاشر و الخرطوم وكردفان .
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية -في بيان- أنها فرضت عقوبات على 4 أفراد و4 كيانات ضمن الشبكة، التي قالت إنها تتألف في معظمها من مواطنين وشركات كولومبية.
وأشارت الوزارة إلى أنه منذ عام 2024 على الأقل سافر المئات من العسكريين الكولومبيين السابقين إلى السودان للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع، التي تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية.
وذكرت أن الكولومبيين قدموا لقوات الدعم السريع خبرات تكتيكية وتدريبية وقاتلوا كجنود مشاة ومدفعية ووجهوا طائرات مسيّرة، من بين أدوار أخرى، مع تدريب بعضهم لأطفال للقتال في صفوف القوات شبه العسكرية.
وأضافت الوزارة أن مقاتلين كولومبيين شاركوا في معارك في أنحاء السودان، بما في ذلك في العاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر.

“وحشية الدعم السريع”

وقالت الخزانة الأميركية إن “وحشية الدعم السريع فاقمت الصراع بالسودان وزعزعت الاستقرار وهيأت ظروف نمو جماعات إرهابية”. وأكدت الوزارة أن “الدعم السريع وحلفاءه استهدفوا المدنيين بمن فيهم الرضع والأطفال الصغار، وقتلوا الرجال والفتيان بشكل منهجي”.
وأضافت أن هذه القوات “اعتدت عمدا على نساء وفتيات بالاغتصاب وأشكال العنف الجنسي”.

الضابط الكولومبي المتقاعد ألفارو أندريس

وبحسب البيان فان العقوبات شملت الضابط الكولومبي المتقاعد، والذي يحمل أيضًا الجنسية الإيطالية والمقيم حاليًا في الإمارات، ألفارو أندريس كيخانو بيسيرا (كيخانو)، نظرًا لدوره المحوري في تجنيد العسكريين الكولومبيين السابقين وإرسالهم إلى السودان.
وأوضح أن كيخانو، الذي كان سابقًا على صلة بـ”كارتل نورتي ديل فايي” في كولومبيا، مدعوم بشبكة من الشركاء والشركات المتخصصة في تجنيد المقاتلين وتسهيل حركة الأموال المتعلقة بنشرهم.
وأفاد المكتب بأن العقوبات شملت كذلك شركة الوكالة الدولية للخدمات التي شارك كيخانو في تأسيسها، حيث تعد المركز الرئيسي لعمليات التجنيد.
وقال البيان إن هذه الشركة التي تملكها وتديرها زوجة كيخانو، كلوديا فيفيانا أوليفيروس فوريرو (أوليفيروس)، تقوم بحملات عبر موقعها الإلكتروني ومجموعات المحادثة واللقاءات العامة لملء وظائف مثل مشغلي المسيّرات، والقناصة، والمترجمين.

ادوار الأفراد والكيانات الأخرى

وأورد بيان الخزانة الأميركية إن شركة الوكالة الدولية للخدمات تعتمد على شركة غلوبال ستافينغ التي يقع مقرها في بنما، حيث غيرت اسمها الآن إلى Talent Bridge S.A، لتقليل تعرضها القانوني وإخفاء الصلات بينها والشركة التي تستقدم المقاتلين الكولومبيين.
وبيّن أن غلوبال ستافينغ تقوم بتوقيع العقود واستلام الأموال نيابة عن شركة الوكالة الدولية للخدمات.
وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على وكالة التوظيف ماين غلوبال كورب التي يقع مقرها في بوغوتا، تحت إدارة المواطن الكولومبي–الإسباني ماتيو أندريس دوكي بوتيرو (دوكي)، الذي يشغل مناصب المساهم والرئيس والمدير أو المدير التنفيذي في شركات داخل كولومبيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأوضح البيان أن هذه الوكالة تقوم بإدارة وصرف الأموال لصالح غلوبال ستافينغ وللشركة التي تستقدم الكولومبيين، بدعم من شركات أميركية مرتبطة بدوكي، بما في ذلك معالجة رواتب المقاتلين الكولومبيين والعمل كوسيط لتحويل العملات عبر تحويل اليورو والبيزو الكولومبي إلى الدولار الأميركي.
وقال إنه في العام السابق والعام الحالي، نفذت شركات أميركية مرتبطة بدوكي العديد من التحويلات المصرفية، بلغ مجموعها ملايين الدولارات، إلى الوكالة وغلوبال ستافينغ وإلى الشركة التي تستقدم المقاتلين الكولومبيين.
وأفاد بأن المواطنة الكولومبية مونيكا مونيوز أوكروس تعمل كمديرة بديلة للوكالة، كما أنها مديرة لشركة كوميرسياليزادورا سان بينديتو (سان بينديتو) في بوغوتا، والتي قامت بتحويلات مالية مع شركة أميركية مرتبطة بدوكي ومع دوكي بشكل مباشر.

الشركات والوكالات التي شملتها العقوبات

وقالت وزارة الخزانة إنها فرضت عقوبات على كيخانو وشركة الوكالة الدولية للخدمات، باعتبارهما أشخاصًا أجانب مسؤولين أو متورطين، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان.
وجمّد المكتب ممتلكات ومصالح أوليفيروس لكونها شخصًا أجنبيًا تشغل منصب قائدة أو مسؤولة أو مديرة تنفيذية رفيعة أو عضوة في مجلس إدارة شركة الوكالة الدولية للخدمات.
وقال إن التجميد شمل غلوبال ستافينغ لكونها شخصًا أجنبيًا مملوكًا أو مُدارًا من شركة الوكالة الدولية للخدمات، تصرفت أو ادعت التصرف نيابة عنها بشكل مباشر أو غير مباشر، وهي جهة جُمّدت ممتلكاتها ومصالحها.
وفرض عقوبات على وكالة ماين غلوبال كورب لكونها كيانًا أجنبيًا قدّم دعمًا ماديًا أو ماليًا أو تقنيًا أو سلعًا أو خدمات لغلوبال ستافينغ أو دعمًا لها.
وشملت العقوبات دوكي ومونيوز بموجب الأمر التنفيذي لكونهما شخصين أجنبيين يشغلان مناصب قيادية أو تنفيذية رفيعة أو عضوية في مجلس إدارة وكالة التوظيف.
وذكر المكتب أن العقوبات شملت شركة سان بينديتو لكونها شخصًا أجنبيًا مملوكًا أو مُدارًا من مونيوز، أو تصرفت أو ادعت التصرف نيابة عنها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

ماذا يفعل المرتزقة الكولمبيين مع الدعم السريع ؟

وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في البيان إن مئات العسكريين الكولومبيين السابقين سافروا إلى السودان للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع منذ سبتمبر 2024.
وذكر أن هؤلاء الأشخاص يقدمون خبرات تكتيكية وتقنية، ويعملون كمشاة ومدفعيين، وطياري مسيّرات، وسائقي مركبات، ومدربين — بمن فيهم مدربون لأطفال يتم تجنيدهم للقتال لصالح قوات الدعم السريع.
وأفاد بأن العديد من المقاتلين الكولومبيين شاركوا في معارك عديدة في أنحاء السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وأم درمان، وكردفان، والفاشر.
وأضاف: “لولا دعم العديد من الأفراد والشركات — ومعظمهم من كولومبيا — لما أمكن وجود هؤلاء المقاتلين الكولومبيين في السودان”.
وفرض مكتب الأصول الأجنبية العقوبات بعد إجرائه تحقيقًا مع إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، ومركز الاستهداف الوطني حول أنشطتهم.

الدعم السريع سيطر على الفاشر بدعم من الكولومبين

وقال البيان إن الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها استهدفت منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 المدنيين بصورة متكررة، حيث نفذت عمليات قتل منهجية للرجال والصبية بما في ذلك الرضّع، كما اعتدت عمدًا على النساء والفتيات عبر الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.
وأفاد بأن الدعم السريع هاجمت المدنيين ومنعتهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
وتابع: “على الرغم من محاولاتها الأخيرة للتقليل من جرائمها، تواصل قوات الدعم السريع ارتكاب هذه الفظائع، وآخرها في مدينة الفاشر”.
وقال البيان إن الدعم السريع سيطرت على الفاشر بدعم من مقاتلين كولومبيين، بعد حصار دام 18 شهرًا، حيث ارتكبت بعدها عمليات قتل جماعي للمدنيين، وتعذيبًا ذا طابع عرقي، وعنفًا جنسيًا واسع النطاق.

دعم السلام

وقال البيان إن الحرب في السودان تعرض المنطقة لخطر زعزعة الاستقرار، محذرًا من أنها تجعل من البلاد ملاذًا آمنًا لأولئك الذين يهددون الولايات المتحدة.
وجدد التزام الولايات المتحدة بالمبادئ الواردة في البيان المشترك الصادر في 12 سبتمبر 2025 بشأن استعادة السلام والأمن في السودان، والذي يدعو إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تليها هدنة دائمة وعملية انتقالية شفافة تؤدي إلى حكومة مستقلة بقيادة مدنية.
وأوضح أن الولايات المتحدة تدعو مجددًا الجهات الخارجية إلى التوقف عن تقديم الدعم المالي والعسكري لأطراف النزاع.
وطرحت الآلية الرباعية المؤلفة من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر في 12 سبتمبر الماضي خارطة طريق لإنهاء النزاع، تقوم على تأمين هدنة إنسانية يعقبها وقف إطلاق نار دائم وابتدار عملية سياسية تفضي إلى حكم مدني.

دعوة لقبول الهدنة

من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس، أن واشنطن تحاسب مرتكبي الفظائع بالسودان، داعياً الأطراف السودانية إلى قبول الهدنة لوقف العنف في البلاد.
وكتب عبر حسابه على منصة “إكس”، الثلاثاء، “تُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية لأولئك الذين يرتكبون الفظائع في السودان”.
كما تابع “يجب على الأطراف القبول بهدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الشبكات العابرة للحدود التي تضم قتلة، مثل الكولومبيين الذين فُرضت عليهم العقوبات اليوم”، مضيفاً “تعكس هذه الإجراءات التزامنا بدعم السلام ومساندة الشعب السوداني”.

Welcome

Install
×