مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان ( المصدر صفحة ولاية جنوب كردفان على الفيس بوك

أمستردام: راديو دبنقا-5ديسمبر2025م

قال ناشطون في لجان الخدمات في مدينة كادقلي انه رغم الهدوء النسبي الذي يخيّم على المدينة، إلا أن هذا الهدوء يخفي وراءه توتراً عميقاً وقلقاً متصاعداً، في ظل تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية والخدمية التي تدفع المواطنين إلى مغادرة المدينة بوتيرة غير مسبوقة.

نزوح كبير وذعر وسط السكان:

ووفقا لإفادات الناشطين فان المدينة تشهد حركة خروج ونزوح متسارعة بشكل ملحوظ، إذ يغادر السكان المدينة يومياً خوفاً من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية واحتمال تجدد الهجمات. موضحين إن حالة من الهلع والخوف باتت تسيطر على الناس، لدرجة أن الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس صباحاً يعودون سريعاً بمجرد تداول أنباء عن وجود مسيّرات في الجو. مشيرين الي ان هذا المناخ النفسي المضطرب يدفع كثيرين إلى اتخاذ قرار الرحيل دون انتظار أي تطور جديد، في ظل غياب ضمانات أمنية واضحة.

انسحاب اليونسفا وغياب المنظمات:

وبحسب إفادات الناشطين فان من بين العوامل التي عززت المخاوف مغادرة بعثة اليونسفا للمدينة بشكل شبه كامل، في وقت تستعد فيه عدد من المنظمات الإنسانية لإنهاء مشاريعها قبل نهاية العام، الأمر الذي يجعل فرص استمرار وجودها في المنطقة شبه معدومة.
ويحذر ناشطون من أن خروج هذه الجهات سيترك فراغاً كبيراً في جانب الحماية والمساعدات، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني.

تأخر في المرتبات وتوسع في الاعتقالات:

وفيما يلي الخدمات قال الناشطون ان الموظفون في كادقلي يعيشون وضعاً صعباً نتيجة تأخر صرف المرتبات، حيث تشير مصادر إلى أن بعض المؤسسات لم تتسلم رواتب شهر أكتوبر حتى الآن، ما يزيد الضغط على الأسر في ظل الظروف المعيشية القاسية.
وأشاروا في الوقت ذاته، الى تواصل الخلية الأمنية المشتركة حملات اعتقال تعسفية طالت العشرات من النشطاء بعضهم تم تحويلهم إلى السجن دون توجيه أي تهم إليهم، ما أثار موجة من الاستياء والقلق داخل المجتمع المحلي.

مدارس بلا معلمين… وطلاب بلا احتياجات أساسية:

ورغم إعلان الحكومة إعادة فتح المدارس، إلا أن العملية التعليمية تواجه نقصاً حاداً في المعلمين والمعلمات بسبب النزوح الواسع. كما تعاني المدارس من انعدام كامل للزي المدرسي والكراسات والكتب والأقلام، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المواصلات والوجبة اليومية للطلاب، مما يجعل انتظام العملية التعليمية شبه مستحيل.

توقف البنوك وانعدام الدواء:

وأضاف الناشطون في افادتهم لراديو دبنقا ان من بين الاسباب التي ن زاد من تعقيد الوضع توقف جميع البنوك في المدينة لأكثر من أسبوعين متتاليين دون تقديم أي إيضاحات، وهو ما أدى إلى شلل اقتصادي كامل، خاصة للموظفين والتجار وأصحاب المشاريع الصغيرة.
كما أشاروا الي ان المدينة تعاني من انعدام شبه تام للأدوية والعقاقير الطبية، مع ارتفاع كبير في أسعار الأصناف القليلة المتوفرة، ما يعرّض حياة المرضى للخطر، خصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة.

حياة مزرية ومستقبل مجهول:

يصف الناشطون الحياة في مدينة كادقلي بأنها مزرية للغاية، في ظل تدهور كل القطاعات بالتوازي: التعليم، الصحة، الاقتصاد، الأمن، وخدمات الإغاثة. ورغم غياب أصوات الاشتباكات، إلا أن المدينة تبدو وكأنها تسير نحو فراغ كبير يهدد استقرارها ومستقبل أهلها.

Welcome

Install
×