إسقاط جوي ثانٍ في الفاشر والدعم السريع تعلن إسقاط مسيّرة “بيرقدار أقينجي”

الطيران الحربي يجري اسقاطا مظليا في الفاشر-سبتمبر 2025- وسائل التواصل
الفاشر – الثلاثاء 7 أكتوبر 2025م – راديو دبنقا
كشفت مصادر متطابقة عن تنفيذ عملية إسقاط جوي ناجحة للإمدادات الحربية فجر اليوم الثلاثاء لصالح قيادة الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن الإسقاط الجوي جرى عبر دفعتين مظليتين، ونفّذت أول طائرة العملية عند الساعة الثانية فجرًا، تلتها طائرة أخرى قامت بعملية إسقاط ثانية عند الساعة الثالثة فجرًا.
وأعلنت تنسيقية لجان المقاومة – الفاشر تأييدها وتبنّيها لمقترح الجسر الجوي المدني لإغاثة الفاشر، مشيرةً إلى استمرار التدهور المريع للأوضاع الإنسانية، وإلى المبادرة التي تبنّتها الولاية الشمالية كمبادرة أهلية تسعى لإغاثة المتضررين من أهل الفاشر عبر تنسيقٍ مجتمعي مباشر.
ودعت التنسيقية كافة لجان المقاومة والمنظمات الطوعية والكيانات المدنية في جميع ولايات ومحليات السودان إلى الاصطفاف خلف هذه المبادرة الإنسانية العاجلة، والعمل المشترك لإنجاحها ميدانيًا عبر التنسيق المحكم مع الجهات ذات الاختصاص لتأمين خطوط الإمداد الجوية وتسهيل عمليات الإسقاط أو النقل الجوي المنتظم.
إسقاط مسيّرة
قالت قوات الدعم السريع إنها تمكنت فجر اليوم الثلاثاء من إسقاط طائرةٍ مسيّرةٍ من طراز «أكينجي» التركية الصنع في سماء مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأوضحت أن هذه الطائرة كانت قد شنّت قبل أيام هجماتٍ على المدنيين في مناطق بجنوب دارفور وشمال دارفور.
وأعلنت قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية إسقاط عددٍ من المسيّرات من طراز “بيرقدار أقينجي” في ولايتي دارفور وكردفان.
وشهدت الفاشر أمس هجوما شنته قوات الدعم السريع من ثلاثة محاور : الجنوبي والشمالي الغربي والشمالي، ونشر جنود في قوات الدعم السريع مقاطع فيديو قالةا فيها إنهم تمكنوا من الدخول لمقر الفرقة بينما أعلن الجيش والقوة المشتركة صد الهجوم.
استمرار النزوح
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) استمرار القتال في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وإجبار المزيد من الناس على مغادرة منازلهم في خضمّ تدهور الوضع الإنساني في المدينة المحاصَرة منذ أكثر من 500 يوم.
وقدّرت المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من 770 شخصًا نزحوا من المدينة إلى منطقة طويلة، بسبب تزايد انعدام الأمن في الفترة بين 2 و4 أكتوبر الجاري.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن المنظمة وشركاءها يقفون على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة بمجرد السماح بالوصول إلى الفاشر. وفي الوقت نفسه، تواصل الأمم المتحدة الضغط من أجل زيادة الوجود الأممي على الأرض في شمال دارفور وجميع المناطق المحتاجة.
تحويلات نقدية لربع مليون شخص
واستجابةً للأزمة المتفاقمة، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه قدّم تحويلات نقدية شهرية لنحو 250,000 شخص في الفاشر منذ بداية العام. وفي أجزاء أخرى من دارفور، وسّع البرنامج نطاق مساعداته الغذائية والتغذوية الطارئة.
وأبلغت الوكالة الأممية أن ما يقرب من مليوني شخص في جميع أنحاء دارفور تلقّوا مساعدات غذائية وتغذوية في أغسطس الماضي، بما في ذلك في المناطق التي تأكد فيها وجود مجاعة أو حيث مخاطر المجاعة مرتفعة. ويمثّل هذا العدد نحو نصف الـ 4.2 ملايين شخص الذين يتلقّون دعمًا من برنامج الأغذية العالمي في جميع أنحاء السودان، حيث تعطي الوكالة الأولوية للمناطق التي تواجه أشدّ مستويات الجوع.
وجدّد المتحدث باسم الأمم المتحدة الدعوة إلى رفع الحصار عن الفاشر وحماية المدنيين، وتوفير ممرّ آمنٍ لأولئك الفارّين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين ظلّوا محاصرين في المدينة لأكثر من 500 يوم.
من جانبها، كانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، دينيس براون، قد زارت منطقة طويلة في شمال دارفور مؤخرًا، ومن هناك جددت الدعوة إلى وقف الحرب والسماح للأمم المتحدة بالوصول إلى المتأثرين بها، ولا سيما في مدينة الفاشر المحاصَرة.