ليبيا.. لاجئون سودانيون عالقون وتراجع حركة الهجرة غير الشرعية

الكفرة

مقر تسجيل اللاجئين في الكفرة الليبية - مفوضية اللاجئين

طرابلس – 10 يوليو 2025م – راديو دبنقا

يواجه اللاجئون السودانيون من منسوبي القطاع العام في ليبيا أوضاعًا معيشية صعبة، في ظل غياب فرص العمل التي تتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم المتخصصة. ويضم هؤلاء اللاجئون أساتذة جامعات، ومهندسين، وأطباء، وغيرهم من الكفاءات النادرة، التي تجد نفسها اليوم خارج نطاق التوظيف والإنتاج.
وفي الوقت ذاته، تراجعت حركة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود، منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي.

وقد زادت الأوضاع الأمنية في منطقة المثلث – التي تُعد معبرًا أساسيًا لعودة اللاجئين – من تعقيد الأزمة، عقب دخول قوات الدعم السريع إليها، ما حال دون إمكانية العودة البرية الآمنة لعدد كبير من السودانيين.

وفي هذا السياق، أطلقت حكومة ولاية الخرطوم نداءً دعت فيه العاملين في الخدمة المدنية إلى العودة لمقار أعمالهم في المؤسسات العامة، لا سيما في الولايات الآمنة مثل الخرطوم وولايات الوسط والشمال والشرق.

الدكتورة هالة ميرغني، أستاذة جامعية تقيم في ليبيا، ناشدت السلطات السودانية والسفارة السودانية في طرابلس، وكل الجهات ذات الصلة، “بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتأمين عودة آمنة للكفاءات السودانية الراغبة في العودة إلى الوطن”، مؤكدة أن الأوضاع في ليبيا لا تتيح لهم فرصًا مناسبة للعمل أو الاستقرار.

من جانبه، أطلق السفير السوداني الأسبق في طرابلس، حاج ماجد سوار، مناشدة باسم عدد من أساتذة الجامعات السودانيين، دعا فيها الحكومة السودانية إلى تحمّل مسؤوليتها الوطنية تجاه هذه الفئة، والعمل على إعادتهم في أقرب وقت ممكن.

أما الدكتور أحمد عبد الرحمن، الأستاذ المشارك بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، فقد شدد على “ضرورة ترحيلهم جوًا، بسبب ما وصفه بالصعوبات الأمنية واللوجستية التي تعيق السفر البري”، مضيفًا أن “الحاجة ملحّة لتوفير ممر إنساني آمن يعيد العقول السودانية المهاجرة إلى مواقعها في بناء الدولة”.

يُذكر أن مئات الآلاف من السودانيين فرّوا إلى ليبيا برفقة أسرهم منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023، ويعانون من ظروف معيشية قاسية، تتمثل في محدودية الدخل، وندرة فرص العمل، وضعف الخدمات الأساسية كالسكن والتعليم.

تراجع حركة الهجرة غير الشرعية

تراجعت حركة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود السودانية إلى ليبيا، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا خلال الشهر الماضي.

قال الناشط أحمد الحسن، في حديث لراديو دبنقا، إن فصل الصيف يُعد تقليديًا موسم العبور نحو أوروبا، بسبب هدوء البحر الأبيض المتوسط، إلا أن الطريق من السودان بات شبه مغلق، إذ تقوم قوات الدعم السريع بإرجاع المهاجرين وتضييق الخناق على الحركة عبر الحدود.

وأوضح أن الطريق البري نحو الجنوب الليبي أصبح أكثر خطورة، بسبب انتشار العصابات ووعورة الصحراء، مضيفًا أن من يغامر بالعبور قد يتعرض للنهب أو يُترك في العراء.

وأشار إلى حالة اليأس التي يعيشها الشباب السوداني مع انسداد الأفق داخل البلاد، ما يدفعهم للهجرة رغم علمهم بالمخاطر. وأضاف أن الشباب يمثلون طاقة السودان الحقيقية، لكن غياب الخطط الحكومية لاستيعابهم يدفعهم للفرار بحثًا عن الأمل في أماكن أخرى.

وأكد أن من ينجو من البحر، يواجه غربة قاسية في مجتمعات لا تُشبه مجتمعه، محذرًا من أن هجرة الشباب بهذه الوتيرة قد تؤثر على مستقبل السودان. وأضاف أحمد الحسن لراديو دبنقا في هذا الخصوص.

أوضاع متدهورة

لا يزال السودانيون العالقون في ليبيا يواجهون أوضاعًا إنسانية متدهورة، وسط انسداد سبل الهجرة وصعوبة العودة إلى البلاد.

وقال الناشط أحمد الحسن، في حديث لراديو دبنقا من طرابلس، إن الطريق البري من السودان إلى ليبيا أصبح مغلقًا بفعل انتشار قوات الدعم السريع، التي تقوم بإرجاع المهاجرين عند الحدود، مشيرًا إلى أن الطريق عبر الجنوب الليبي محفوف بالمخاطر، بسبب العصابات وظروف الصحراء القاسية.

من جهته، كشف المواطن أحمد الحسن عن قلة فرص العمل داخل ليبيا، وتراجع إمكانية السفر إلى الخارج عبر مفوضية شؤون اللاجئين، مؤكدًا أن العودة إلى السودان باتت مستحيلة في ظل إغلاق الطرق، وارتفاع تكلفة السفر جوًا، بالإضافة إلى تردّي الأوضاع داخل البلاد.

وأكد الحسن أن الحكومة السودانية غير قادرة على إعادة المواطنين من ليبيا، بسبب ضعف الإمكانيات، في وقت وصف فيه الأوضاع في الخرطوم بأنها “غير صالحة للعيش أو الاستقرار”.

Welcome

Install
×