تباينات سودانية حول تصريحات ترامب بشأن التسوية السلمية في السودان

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- حسابه على منصة إكس

أمستردام – 10 يوليو 2025 – راديو دبنقا

تباينت آراء السودانيين بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي أدلى بها أمس، حول سعي بلاده للوصول إلى تسوية سلمية في السودان وليبيا ودول أخرى.

ورحّب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة – صمود – بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، خلال القمة المصغرة التي عقدها في البيت الأبيض بحضور عدد من القادة الأفارقة.
ووصف التحالف في بيان له، اطلع عليه “راديو دبنقا” هذا التوجه بأنه “محمود”، مشيدًا بتجدد الدور الإيجابي الأمريكي في حل الأزمات بالقارة، ومعربًا عن أمله في أن يُعزّز هذا التوجه مسار الحل السياسي ويمهد الطريق نحو تحقيق السلام والتحول الديمقراطي، بما يتماشى مع رغبة غالبية الشعب السوداني.

“علاقات عامة” ولا تحمل جديدًا

قلّل الخبير القانوني والمحامي الصادق علي حسن، من أهمية التصريحات الأخيرة المنسوبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومساعديه، بشأن اهتمامهم المتجدد بالأزمة السودانية، ونيتهم الإسهام في التوصل إلى ترتيبات ناجحة لعملية السلام في السودان.

واعتبر الصادق، في تصريح صحفي، أن هذه التصريحات “لا تعدو كونها جزءًا من أدوات العلاقات العامة في السياسة الأمريكية والدولية”، مشددًا على أن الأزمة السودانية “قد تجاوزت مرحلة المعالجات التقليدية التي تتم عبر المؤتمرات الدولية، سواء في جنيف أو جدة أو واشنطن”.

وأضاف: “الصراع في السودان أصبح أكثر تعقيدًا، إذ انتقل إلى القواعد وتولدت عنه مراكز قوى جديدة باتت فاعلة ومستقلة بذاتها، ولا يمكن احتواؤها بالأساليب القديمة أو التصورات الدولية الجاهزة”.

وأشار إلى أن ما يُقال عن اهتمام ترامب أو غيره لا يمكن التعويل عليه، في ظل الفوضى متعددة الأطراف التي دخلها السودان، مؤكدًا أن “المعالجة الحقيقية يجب أن تنبع من داخل المجتمع السوداني نفسه، من خلال تفاعل القوى المدنية والسياسية والإدارات الأهلية القاعدية لإنتاج حلول مستدامة”.

وفي سياق متصل، أشار الصادق إلى أن الولايات المتحدة، رغم نفوذها، لم تعد قادرة على فرض حلول نهائية في مناطق النزاع، مستشهدًا بالتجربة الإيرانية، ومشدّدًا على أن “النموذج الليبي أقرب إلى ما يحدث في السودان حاليًا، من حيث وجود مراكز قوى متنازعة، وانقسام فعلي بين جهتين تسعيان لتأسيس نموذجين متصادمين لدولتين فاشلتين”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الدعوات الدولية لعقد مؤتمرات جديدة حول السودان لن تُثمر عن نتائج ملموسة، ما لم تُبنَ على إرادة سودانية حقيقية تتعامل مع الواقع الجديد والمخاطر المعقّدة التي يواجهها البلد.

Welcome

Install
×