اجتماع رئيس الوزراء مع قيادات حزب الأمة.. هل تباعد الشقة بين فرقاء الحزب؟

رئيس الوزراء يلتقي قيادات حزب الأمة القومي

رئيس الوزراء يلتقي قيادات حزب الأمة القومي-يوليو 2025-وكالة سونا

أمستردام – 10 يوليو 2025 – راديو دبنقا

أثارت الاجتماعات التي تنظمها مؤسسة الرئاسة في حزب الأمة القومي، برئاسة الدكتور محمد عبد الله الدومة، ردود فعل واسعة داخل الحزب، حيث عقدت المؤسسة اجتماعًا مع رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، وسبقته باجتماع مع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.

وتمثل مؤسسة الرئاسة أحد الأجسام التي نشأت على خلفية تصاعد الصراعات داخل حزب الأمة القومي بسبب التحالفات السياسية.
وتتنازع داخل الحزب عدة تيارات، من بينها التيار الذي يترأسه الرئيس المكلّف اللواء فضل الله برمة ناصر، الذي شارك في تأسيس تحالف “السودان التأسيسي”، بينما يشارك تيار آخر في التحالف المدني الديمقراطي “صمود”، بقيادة صديق الصادق المهدي والواثق البرير.

وكانت مؤسسة الرئاسة قد أعلنت إنهاء تكليف اللواء فضل الله برمة ناصر، بينما قام الأخير بإعفاء نوابه ومساعديه.

مؤسسة الرئاسة تلتقي كامل إدريس

بحث وفد من حزب الأمة القومي، برئاسة محمد عبد الله الدومة، مع رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس في بورتسودان، تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في البلاد.
وأكد إسماعيل كتر، مساعد رئيس حزب الأمة القومي للشؤون القانونية والدستورية، أن الحزب سلّم رئيس الوزراء رؤية مكتوبة ومتكاملة لإدارة الفترة الانتقالية في السودان، تتضمن تصورًا للخروج من الأزمة الحالية وتأسيس مرحلة انتقال ديمقراطي شامل.

وقال كتر، في مقابلة مع “راديو دبنقا”، إن اللقاء مع رئيس الوزراء جاء في توقيت “مفصلي”، بعد تكليفه من قبل السلطات بمهام رئيس وزراء مدني يتمتع بصلاحيات كاملة، مشيرًا إلى أن الحزب يرى أن وجود حكومة مدنية ذات طاقم وطني هو أمر بالغ الأهمية لإنقاذ البلاد من أزماتها المتفاقمة.

وأوضح أن الحزب عقد اللقاء بعد تنادٍ طوعي لقياداته من مختلف ولايات السودان، وليس بمبادرة مركزية، بهدف دعم مشروع الانتقال الديمقراطي.
وأشار إلى أن الرؤية التي تم تسليمها تضمنت آليات إنهاء الحرب، وإعادة بناء الدولة، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتعزيز مؤسسات الانتقال.

وشدد كتر على أهمية مشاركة القوى السياسية كافة في صياغة برنامج الحد الأدنى لإدارة الفترة الانتقالية، دون أن يكون ذلك بالضرورة من خلال المشاركة في السلطة، بل عبر الحضور الفاعل في المتابعة، والمراقبة، والمناصحة.

الطريق إلى وقف الحرب

وفيما يتعلق بفرص إنهاء الحرب، قال كتر: “كل عاقل في السودان يتمنى وقف الحرب اليوم قبل الغد”، لكنه أكد أن ذلك لا يمكن أن يتم في ظل استمرار ما وصفه بـ”الاعتداءات من قوات الدعم السريع ومن يساندونهم سياسيًا”، متهمًا هذه الأطراف بمهاجمة المدنيين والمعسكرات باستخدام المسيّرات والأسلحة الثقيلة.

وأشار إلى أن وقف الحرب يتطلب إزالة الاعتداءات الحالية، وبعدها يمكن الجلوس للتفاوض، مضيفًا أن الشعب السوداني وحكومته يدافعون عن الوطن، وأن أي سلام يجب أن يكون مبنيًا على احترام السيادة ووقف العدوان.

وحول الانقسامات داخل حزب الأمة القومي، قال كتر إن الحزب، بكامل مؤسساته وقياداته الشرعية، موجود الآن في بورتسودان ويمارس نشاطه السياسي بصورة طبيعية، نافيًا أن يكون هناك انقسام مؤسسي حقيقي.
ووصف المواقف الفردية لبعض الشخصيات بأنها لا تمثل الحزب، قائلاً: “لا يمكن كبت أصوات من خرجوا عن الحزب، لكن لا يحق لهم التحدث باسمه”.

واختتم كتر حديثه بالتأكيد على أن حزب الأمة القومي سيواصل دعم الحكومة المدنية وبرنامج الانتقال، وسيتحمل مسؤوليته الوطنية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

انتقادات

في المقابل، انتقد حزب الأمة القومي، برئاسة فضل الله برمة ناصر، مشاركة بعض أعضائه في أنشطة سياسية ولقاءات مع شخصيات وقيادات في الدولة، واعتبرها خروجًا على مؤسسات الحزب وقراراته الدستورية.
وأوضح مجلس التنسيق بالحزب، في بيان صحفي، أن المشاركين لا يملكون أي تفويض رسمي، وأن اللقاء لا يمثل الحزب ولا مواقفه، مؤكدًا أن هذه التحركات تصب في خدمة أجندة “شمولية وحربية”.

وأكد الحزب تمسكه بموقفه الرافض “لانقلاب 25 أكتوبر”، ودعوته إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تستند إلى جيش قومي موحّد، بعيد عن العمل السياسي والاقتصادي، وفقًا للبيان.

رفض

كما أصدرت مكاتب حزب الأمة القومي في عدد من الولايات بيانات أعلنت فيها رفضها للقاءات التي تجري في بورتسودان.

وكانت مؤسسة الرئاسة في حزب الأمة القومي قد اتفقت مع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي على ضرورة بناء جبهة عريضة لمواجهة الأخطار الداخلية والخارجية.

وقال الطرفان في بيان مشترك، عقب اجتماع في بورتسودان بمنزل حاكم إقليم دارفور، إن البلاد بحاجة إلى استنهاض كل القوى السياسية والمجتمعية لتجاوز الأزمة وتهيئة البلاد للانتقال الديمقراطي.

من جانبه، حذّر محمد المهدي حسن، رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، من إنشاء مركز بديل للحزب في بورتسودان.

Welcome

Install
×