رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان-صفحة القوات المسلحة

رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهانخلال وصوله إلى مطار الخرطوم -صفحة القوات المسلحة

أمستردام 20 يوليو 2025 راديو دبنقا

هبطت الطائرة الرئاسية التي تقل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، أمس السبت في مدرج مطار الخرطوم الدولي. يُعد هذا الهبوط الأول لطائرة مدنية منذ اندلاع الحرب، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من الجهود الرامية لإعادة إعمار العاصمة السودانية التي عانت ويلات الصراع.

مهددات وجهود حكومية

في موازاة ذلك، عقدت اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين اجتماعًا مشتركًا مع حكومة ولاية الخرطوم. هذه اللجنة، التي يترأسها عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر والتي تضم رئيس الوزراء د. كامل إدريس وعضو مجلس السيادة د. سلمى عبد الجبار، تهدف إلى وضع خارطة طريق لعودة الحياة.

وقوبل تشكيل اللجنة مؤخرا بانتقادات واسعه حيث اعتبرت تغولاً صريحا من مجلس السياده على اختصاصات رئيس الوزراء.

وعد رئيس الوزراء، د. كامل إدريس، بإعادة تأهيل مدينة الخرطوم خلال ستة أشهر، وهو ما قابله المهندسون باعتراض حول قصر المدة، خاصة بعد توجيهه بإكمال صيانة جسري الحلفايا وشمبات خلال ثلاثة أشهر فقط. تأتي هذه الوعود في ظل تحديات هائلة، حيث أشار والي الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، إلى أن أكبر المهددات تتمثل في السكن العشوائي والوجود الأجنبي، بالإضافة إلى التحدي الأساسي المتمثل في إعادة تأهيل البنى التحتية للكهرباء.

ومؤخراً، كشف مواطنون عادوا من الولايات إلى مناطق وسط وجنوب الخرطوم لراديو دبنقا بأن هذه الأحياء يقل فيها عدد السكان بصوره ملحوظه مع تدهور مريع للوضع الأمني وعدم توفر خدمات الكهرباء والماء وتذبذب خدمات الاتصالات والإنترنت.

أولويات عاجلة

حددت اللجنة العليا أولوياتها العاجلة في قطاعات المياه والكهرباء والصحة والتعليم. تم الاتفاق على مواعيد محددة خلال شهري يوليو وأغسطس لإدخال الكهرباء إلى محطات المياه والمستشفيات، وتوفير 40 ألف وحدة جلوس والكتاب المدرسي، وصيانة 60 مدرسة، وإكمال نقل النفايات والأنقاض. تعهد ممثل بنك السودان بتوفير النقد الأجنبي اللازم لاحتياجات الكهرباء والمياه، كما طالب الاجتماع القطاع الخاص بالبدء فورًا في إعمار المصانع والبنوك.

على صعيد الخدمات، بدأت هيئة مياه ولاية الخرطوم بالإعلان عن وصول مياه محطة المقرن إلى مناطق جديدة في أم درمان، مثل حمد النيل والدوحة وبانت غرب ومربعات أبو سعد، مما يُعد خطوة إيجابية نحو تخفيف الأعباء عن كاهل السكان.

تحديات أمنية وعودة المواطنين

رغم الوعود بالاستقرار، لا تزال هناك تحديات أمنية. فقد هاجم مسلحون ملثمون موقف “أمان” بحي العرب في أم درمان، ونهبوا أموالًا وممتلكات. وكشفت القوة المشتركة للحركات المسلحة عن تكرار وقائع انتحال صفتها، وضبط شخصين متورطين في ترويع وسرقة المواطنين، مؤكدةً عزمها على حماية المواطن وضمان أمنه.

في غضون ذلك، بدأت عودة المواطنين إلى العاصمة، حيث استقبلت حكومة ولاية الخرطوم 168 أسرة عادت من ولاية كسلا بدعم من جمعية الهلال الأحمر السوداني، مما يعكس بداية لعودة تدريجية للأسر النازحة.

هل تكفي 6 أشهر؟

إن هبوط الطائرة الرئاسية، وإعلان الحكومة عن خطط زمنية طموحة، وزيارات المسؤولين، وبدء عودة بعض الخدمات، كلها مؤشرات إيجابية. ومع ذلك، فإن حجم الدمار الذي لحق بالخرطوم، والتحديات الأمنية المستمرة، وضخامة الاحتياجات في قطاعات البنية التحتية الأساسية، تُثير تساؤلات حول مدى واقعية تحقيق “عودة الحياة” بالكامل خلال ستة أشهر فقط. فالوعد بتحويل الخرطوم إلى “أفضل مما كانت عليه” يتطلب جهود هائلة، وتمويلًا ضخمًا، واستقرارًا أمنيًا مستدامًا، وهي عوامل لا يمكن تحقيقها بسهولة في فترة وجيزة. يبقى الأمل معقودًا على استمرارية هذه الجهود وتغلبها على التحديات لتعود الخرطوم قلبًا نابضًا للسودان.

Welcome

Install
×