26 وفاة و97 إصابة بالكوليرا في معسكر كلمة بجنوب دارفور

نيالا 22 يوليو 2025 راديو دبنقا

أعلن عبد المالك عبد الله إسحاق، سكرتير الكوادر الطبية في معسكر كلمة للنازحين بنيالا، عن تفشٍّ واسع لمرض الكوليرا داخل المعسكر، مسجلاً 97 إصابة مؤكدة و26 حالة وفاة منذ 17 يونيو الماضي وحتى الآن. ووصف إسحاق الظروف الصحية في المعسكر بـ”الكارثية”.

أوضح عبد المالك، في مقابلة مع برنامج “من المعسكرات” على راديو دبنقا، أن التفشي يتركز بشكل خاص في “سنتر 1” باعتباره الأكثر تضررًا، بالإضافة إلى “سنتر 2″، “سنتر 3″، وأجزاء من “سنتر 5″ و”سنتر 4”. وأشار إلى أن المعسكر يضم مركزًا صحيًا وحيدًا مخصصًا لحالات الكوليرا، ويعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الأساسية، مما يضطر الكوادر الطبية لتحويل الحالات المتأخرة إلى مدينة نيالا، الأمر الذي يزيد من احتمالات الوفاة.

زيادة الإصابات

من جهتها، أفادت وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور بأن معسكر كلمة شهد ازديادًا في حالات الإصابة خلال الأسبوعين الماضيين، مما استدعى تدخل الوزارة والشركاء لتأهيل مركز العزل عبر منظمة “ألايت” التي تبنت تشغيل عنبر العزل بصورة متكاملة.

وكشفت الوزارة، في تقريرها أمس، عن تسجيل 42 حالة إصابة جديدة بالكوليرا يومي الأحد والاثنين بجنوب دارفور. وأشار التقرير إلى أن 23 من هذه الحالات سُجلت في معسكر كلمة بمحلية بليل، بينما سُجلت البقية في نيالا ومحليتي كاس والسلام. وبذلك، ارتفع العدد الكلي للحالات في الولاية منذ 27 مايو 2025 إلى 497 حالة، وإجمالي الوفيات إلى 37 حالة.

تدهور مريع للبيئة الصحية

لفت عبد المالك إلى أن غياب الكلور ومضخات الرش حال دون تعقيم المنازل والمناطق التي ظهرت فيها حالات إصابة، مما يهدد بانتشار العدوى على نطاق أوسع. وأرجع تفاقم الوضع إلى سوء البنية التحتية، وانعدام مجاري تصريف المياه، بالإضافة إلى سلوكيات صحية خاطئة، أبرزها التغوط في العراء داخل المناطق الطرفية من المعسكر، مما أدى إلى اختلاط المياه بالصرف الصحي خلال الأمطار اليومية.

إعلان طوارئ صحية وحملة توعية

كشف عبد المالك عن إعلان حالة الطوارئ الصحية في المعسكر بعد زيارة قامت بها إدارته، حيث جرى التشديد على ضرورة تنظيم الأسواق، وتقليل التجمعات العامة، ومراقبة مصادر المياه والمواد الغذائية المفتوحة.

وفي سياق التوعية، أطلقت الكوادر الطبية بالمعسكر حملة بعنوان “الوقاية من الكوليرا”، شملت توزيع ملصقات توعوية في الأسواق ومصادر المياه، إضافة إلى إذاعة رسائل إرشادية، وتنظيم نقاشات جماعية استهدفت قادة المجتمع المحلي.

تحديث الوضع الوبائي على المستوى الاتحادي

على صعيد متصل، كشف اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي، اليوم بالخرطوم، عن تدهور الأوضاع الصحية في السودان خلال الأسبوع 28 (12-18 يوليو). تم تسجيل 1307 إصابات جديدة بالكوليرا، منها 18 حالة وفاة، موزعة على 35 محلية في 12 ولاية.

تُعدّ محلية طويلة بشمال دارفور الأكثر تضررًا (519 إصابة)، تليها قيسان (236 إصابة) وباو (108 إصابات) بإقليم النيل الأزرق. في المقابل، سجلت محلية بليل بجنوب دارفور أعلى عدد من الوفيات. وبذلك، ارتفع العدد التراكمي لإصابات الكوليرا في البلاد إلى 91,034 حالة، منها 2,302 وفاة، منتشرة في 116 محلية عبر 17 ولاية.

وفي سياق متصل، أظهر تقرير الوضع الوبائي لحمى الضنك تراجعًا ملحوظًا، بتسجيل 35 إصابة فقط، جميعها في 5 محليات بولاية الخرطوم. بينما أكد التقرير ارتفاع معدل الإصابة بالملاريا. أما بالنسبة للحصبة، فقد تم تسجيل إصابات جديدة في ولايتي الخرطوم والبحر الأحمر.