هيئة الأمم المتحدة للمرأة : حرب السودان تخاض علي أجساد النساء
امرأة فرت من الفاشر ويبدو عليها الارهاق والحزن الشديد على قارعة الطريق في منطقة خلوية بحثا عن مكان امن : وسائل التواصل الاجتماعي
أمستردام :11نوفمبر 2025: راديو دبنقا
حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن هناك أدلة متزايدة على أن الاغتصاب “يستخدم عمدا وبشكل منهجي” في السودان، مشددة على أن النساء والفتيات “لسن مجرد إحصائيات، بل هن مقياس إنسانيتنا المشتركة”.
وقالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا للصحفيين في جنيف عقب نشر تقرير هيئة الأمم المتحدة للمرأة اليوم الثلاثاء ، إنه في كل يوم “يتأخر فيه العالم عن اتخاذ إجراء بشأن السودان، تلد امرأة أخرى تحت وطأة القصف، أو تدفن طفلها جوعا، أو تختفي دون عدالة”.
الجوع والنزوح والاغتصاب
وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وهي تستعرض التقرير الذي يركز على الأبعاد الجنسانية لانعدام الأمن الغذائي في السودان. إن النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، “قلب الكارثة الأخيرة في السودان”، حيث “وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع بعد نهب وتدمير آخر مستشفيات الولادة المتبقية”.
الأمم المتحدة : أجساد النساء أصبحت مسرحا للجريمة في السودان
وأضافت: “ما تخبرنا به النساء هو أنه خلال رحلتهن المروعة، كانت كل خطوة يخطينها لجلب الماء، أو جمع الحطب، أو الوقوف في طابور الطعام تحمل مخاطر عالية للعنف الجنسي”.
وحذرت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن أجساد النساء “أصبحت مسرحا للجريمة في السودان”، مؤكدة على أنه “لم تعد هناك أي أماكن آمنة” يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الرعاية النفسية والاجتماعية الأساسية.
الكرامة الأساسية انهارت أيضا
وقالت المسؤولة الأممية إن “الكرامة الأساسية انهارت أيضا”، موضحة أن عبوة الفوط الصحية الواحدة في شمال دارفور تُكلف حوالي 27 دولارا، بينما تبلغ في المتوسط قيمة المساعدة النقدية الإنسانية أقل بقليل من 150 دولارا شهريا لأسرة مكونة من ستة أفراد
وتحدثت السيدة موتافاتي عن “قرارات مستحيلة” تتخذها الأسر “المجبرة على الاختيار بين الغذاء والدواء والكرامة”، مؤكدة أن الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات “تقع في أسفل تلك القائمة”.
الجوع كافر
وقالت: “قد لا تتناول معظم النساء والفتيات الطعام على الإطلاق في السودان. غالبا ما تتجنب النساء وجبات الطعام ليتمكن أطفالهن من تناول الطعام، بينما تحصل المراهقات في كثير من الأحيان على أقل حصة، مما يقوض تغذيتهن وصحتهن على المدى الطويل”.
وحذرت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن الجوع الذي تعاني منه النساء له “تأثير مضاعف”، حيث يبلغ العاملون في مجال الصحة عن تزايد حالات سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الرضّع، والذي غالبا ما يرتبط بانخفاض قدرة أمهاتهم الجائعات على الرضاعة الطبيعية.
ودعت إلى إنهاء العنف، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، وزيادة الدعم لمطابخ الحساء التي تقودها النساء وغيرها من مقدمي المساعدات. يذكر أن تحليل للأمن الغذائي في أوائل الشهر الجاري أكد وجود المجاعة في الفاشر وكادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.
موجة نزوح هائلة
من جانبها، حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب التي تزور السودان هذه الأيام من أن انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر قد أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية.
وأضافت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة “فرقنا تبذل قصارى جهدها للاستجابة، لكن حالة الانعدام الأمني ونفاد الإمدادات تعني أننا لا نصل إلا إلى جزء محدود من المحتاجين. وبدون وصول آمن وتمويل عاجل، فإن العمليات الإنسانية معرضة للتوقف في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات بأمس الحاجة إلى الدعم”.
وذكرت المسؤولة الأممية أن مدينة طويلة كانت قبل التصعيد تؤوي نحو 650 ألف نازح تلقت العشرات الجرحى القادمين من الفاشر في حالات حرجة.
وأوضحت أنه رغم تصاعد الاحتياجات فإن العمليات الإنسانية باتت مهددة بالانهيار.
المخازن تكاد تكون فارغة
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة ان “المخازن تكاد تكون فارغة، وقوافل المساعدات تواجه مستويات كبيرة من انعدام الأمن، فيما تمنع القيود المستمرة على الوصول إيصال المساعدات بالشكل الكافي. وتناشد المنظمة الدولية للهجرة بشكل عاجل بزيادة التمويل وضمان وصول إنساني مستمر وآمن لتفادي وقوع كارثة أكبر.
وأعلنت انطلاق قافلة من بورتسودان في 20 أكتوبر متجهة إلى طويلة محمّلة بمواد المأوى والمواد غير الغذائية لما يقرب من 7,500 نازح، على أن يتم توزيعها بالتعاون بين لجنة الإغاثة الإفريقية ومنظمة إنقاذ الطفولة الدولية.
وأشارت إلى أن شركاء المنظمة المحليون ينفذون مشاريع طارئة تقدم مجموعات مأوى ومساعدات حماية وخدمات صحية، وتحسن الوصول إلى المياه والصرف الصحي والنظافة لما يقرب من 60,000 شخص في شمال وجنوب دارفور، في محاولة لمنع تفشي أوبئة مثل الكوليرا.


and then