Desp

الفاشر : طويلة : امستردام : راديو دبنقا ووكالات

حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من التراخي حتى يصنف الوضع في الفاشر “إبادة جماعية”.، داعيا المجتمع الدولي للتحرك فورا لمنع تكرار المأساة في شمال كردفان في وقت أعلن فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن 89 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها نحو منطقة طويلة ومليط وسرف عمرة في ولاية شمال دارفور منذ 26 أكتوبر الماضي.
في الاثناء روي ناجون من الفاشر شهادات صادمة عن قتل جماعي وإذلال وخطف استهدفت مدنيين على أساس الانتماء القبلي ولون البشرة، وسط نفي رسمي من الدعم السريع لهذه الاتهامات وتحذيرات أممية من جرائم حرب قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
في السياق حث مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات عاجلة لوقف ما وصفه بـ”الفظائع المروعة” في مدينة الفاشر السودانية، محذرا من التراخي حتى يصنف الوضع “إبادة جماعية”.وشدد تورك على أن “جرائم فظيعة ترتكب في هذه اللحظة”، وبين أن الحصار نفسه شكل “جريمة مروعة”.كما أشار إلى تقارير خطيرة حول حالات اغتصاب فردي وجماعي، بجانب أعمال عنف جنسي وقتل أشخاص يشتبه في تعاونهم مع الجيش.

احتمال وقوع إبادة جماعية

وفي إجابته عن سؤال بشأن احتمال وقوع إبادة جماعية، شدد تورك على أن توصيف ذلك يعود إلى المختصين، مضيفا: “لكن لا ينبغي الانتظار لحين صدور حكم قضائي، علينا التدخل فورا”.
وأضاف أنه “لا مبرر للتأخر حتى تحدد المحكمة ما إذا كانت الأحداث إبادة جماعية”.
ورجح أن تتكرر مشاهد العنف التي شهدتها الفاشر في منطقة كردفان الغنية بالنفط، إذا لم تتخذ إجراءات وقائية جدية.
وأعرب عن أمله في أن يتحرك المجتمع الدولي، منتقدا تجاهل التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الأمم المتحدة على مدار العام الماضي.
واختتم بالتأكيد على ضرورة ضمان “عدم تكرار الكارثة في شمال كردفان”، لافتا إلى أن “المؤشرات الحالية تثير قلقا شديدا”.

الانتماء القبلي ولون البشرة

وروي ناجون من الفاشر شهادات صادمة عن قتل جماعي وإذلال وخطف استهدفت مدنيين على أساس الانتماء القبلي ولون البشرة، وسط نفي رسمي من الدعم السريع لهذه الاتهامات وتحذيرات أممية من جرائم حرب قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ويكشف حسن عثمان، وهو من مدينة الفاشر وقد فر خشية تصاعد العنف، أنه كان شاهدا على “هجمات عرقية”، يتهم قوات الدعم السريع بتنفيذها ضد مدنيين بسبب انتمائهم القبلي ولون بشرتهم.
أما آمنة هارون، ، فأكدت أن عناصر الدعم السريع قتلوا زوجها وولدها البكر أثناء محاولة مغادرة الفاشر، مضيفة: “قتلوهما أمام عيني وهم يقولون لا نريدكم هنا”.وذكر حسن عثمان أن ذوي البشرة الداكنة تعرضوا “لإذلال وإهانة وعنف نفسي وجسدي” أثناء فرارهم من الفاشر، .وأوضح أنه “لو لونك فاتح ممكن يخلوك تمشي… يتعاملون بصورة إثنية بحتة”.
في المقابل، صرح حسين بأنه احتجز عدة أيام مع نحو 200 رجل في بلدة قرني، على بعد 25 كيلومترا شمال غرب الفاشر، حيث تعرضوا للضرب والإهانة.وكشف حسين، الذي امتنع عن ذكر اسم عائلته خشية الانتقام، أنهم “ضربونا بالعصي وقالوا لنا أنتم عبيد”.
كما بين حسن عثمان أن مقاتلي الدعم السريع فرضوا مبالغ تصل في كثير من الأحيان إلى مئات الدولارات مقابل المرور الآمن، وذلك بناء على الهوية القبلية وأصل العائلة.وأشار إلى أنهم “يسألونك عن أصولك أو مكان إقامتك… ثم يحددون المبلغ الذي ستدفعه”.
في الوقت نفسه، نفى ضابط من الدعم السريع متمركز في الفاشر وقوع عمليات قتل عرقية، مؤكدا: “لم نقتل مدنيين ولم نستهدف أحدا لانتمائه إلى قبيلة، هذا مجرد افتراء”.

الهجمات تشبه حملات سابقة على الجنينة وزمزم

وبعد السيطرة على الفاشر، أصدرت قيادة الدعم السريع تعليمات لقواتها تطالب فيها بـ”الالتزام الصارم بالقانون والانضباط العسكري”، وتشدد على حماية المدنيين.إلا أن تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أشارت منذ ذلك الوقت إلى وقوع فظائع واسعة النطاق، تشمل القتل والخطف على أسس عرقية.
وأعلن خبراء أمميون الجمعة أنهم “فزعوا من التقارير الموثوقة” حول إعدام مدنيين في الفاشر، معتبرين أن هذه الأفعال جرائم حرب “قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.وأكد الخبراء أن الهجمات تشبه حملات سابقة نفذتها قوات الدعم السريع في مخيم زمزم في أبريل، وفي الجنينة حيث قتل الآلاف، متهمين المجموعة باستهداف قبائل الفور والمساليت والزغاوة “بقصد إرهابهم وتهجيرهم وتدميرهم جزئيا أو كليا”.وذكر منسق منظمة أطباء بلا حدود في مدينة طويلة، سيلفان بينيكو، أن نازحين من الفاشر أبلغوه أنهم “استهدفوا بسبب لون بشرتهم”.واعتبر بينيكو أن “أكثر ما أرعبه هو مطاردة هؤلاء المدنيين أثناء فرارهم للنجاة بحياتهم… الهجوم عليهم فقط لأنهم سود”.

صورة اخري مغايرة للوضع في الفاشر

قال احمد جرمة الأمين العام لحركة العدل والمساواة السودانية أن مدينة الفاشر تفتقد الان كل مقومات الحياة، وأضاف في تصريحه لراديو دبنقا انه جاء للفاشر على راس وفد من حركة العدل والمساواة بقيادة عضو الهية القيادية الدكتور محمد البكر حسن تفقدوا فيه الأوضاع لمدة أسبوع داخل المدينة.
وأكد ان المدينة خالية الان من أي مقاتلين وأن المواطنين الموجودين تم تجميعهم في مراكز إيواء وتقدم لهم الخدمات بشكل جيد حسب تعبيره خاصة فيما يتعلق بالأكل والشرب. وأوضح جرمة ان الحياة بدأت تعود تدريجيا في كثير من الاحياء مثل الدرجة والمستشفى السعودي وداخلية الرشيد وأن الناس يتحركون في هذه المناطق بشكل عادي.وأضاف أن الوضع في المناطق الجنوبية من المدينة والجنوبية الشرقية يختلف بسبب طبيعة الصراع الذي جرى في هذه المحاور مما يشكل مهددات تعيق وصول المواطن الى هذه المناطق بسبب الألغام التي تم زرعها.
وأكد ان مدينة الفاشر تحتاج لتضافر الجهود ودعا المجتمع الدولي والمحلي والإقليمي كي يكونوا شركاء في إعادة الحياة لمدينة الفاشر.
وأوضح أحمد جرمة أن وقدهم زار منطقة كركر ومنطقة جوجو التي تبعد حوالي 25 كيلومتر شرق الفاشر وبها عدد كبير من الفارين من الحرب التي دارت في المدينة مشيرا الى أن الخدمات تم تقديمها لهذه المجموعات من المواطنين الفارين عبر الدعم الإنساني وحكومة تأسيس.
وأشار في حديثه لراديو دبنقا أن وضع الجرحى، والوضع الصحي عموما يشكل التحدي الأكبر وناشد المجتمع الدولي وحكومة تأسيس التي أصبحت المسئول الأول في إدارة شئون الولاية الى التصدي لهذه المسئولية، مضيفا أن المواطن بدأ يحس بالأمان الان وأن المدينة تشهد استقرار نسبي والسوق عاود عمله وتم فتح القهاوي والمطاعم وحتى الخضروات أصبحت ترد للمدينة من المناطق المجاورة.

انتشار العنف خارج ، الفاشر وعلى الطرقات الرئسية

لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حذر في تقرير له من تفاقم الأزمة في ولاية شمال دارفور مع انتشار العنف خارج ، الفاشر. ولا تزال التقارير تشير إلى اشتباكات على طول طرق الوصول الرئيسية، عقب استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة في 26 أكتوبر، مما أدى إلى محاصرة المدنيين وقطع المساعدات.ومنذ ذلك التاريخ، فر ما يقرب من 89 ألف شخص من الفاشر والقرى المجاورة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة. ولجأ الكثيرون إلى مناطق طويلة ومليط وسرف عمرة بشمال دارفور ، بينما نزح آخرون إلى دبة في الولاية الشمالية.

3,000 فرو للطينة الحدودية مع تشاد

وأفاد متطوعون محليون بمنطقة الطينة الحدودية مع تشاد بأن أكثر من 3,000 نازح بحاجة ماسة إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن بعض الاسر من الفاشر لجأت إلى مدينة طينة بحثا عن الامن والسلامة ،
وقال مكتب أوتشا إنه يقدم مع الشركاء في المجال الإنساني الغذاء والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، من بين مساعدات أساسية أخرى، للنازحين في منطقة طويلة في شمال دارفور ومدينة الدبة في الولاية الشمالية، لكن الاحتياجات تتجاوز بكثير الموارد المتاحة، وفقا للمكتب الأممي.

Welcome

Install
×