نشطاء يطالبون بالتنسيق والصمود لانجاح اي اعتصام مدني في جميع ارجاء السودان

طالب نشطاء قطاعات الشعب السودانى المختلفة بمزيد من الصمود والتنسيق لاعتصام فى كافة أرجاء السودان وفى لحظة واحدة لاقتلاع …

طالب نشطاء قطاعات الشعب السودانى المختلفة بمزيد من الصمود والتنسيق لاعتصام فى كافة أرجاء السودان وفى لحظة واحدة لاقتلاع النظام. واعتبر نشطاء من دارفور وشرق السودان ونهر النيل وكردفان  العصيان المدنى هو النجاح الفعلى بالنسبة للشعب السودانى لمقاومة النظام، ووصفوا العصيان الذى تم خلال الثلاثة ايام بأنه البداية لمقاومة حقيقية ومنظمة. وقالت أماني حامد حسبو السياسية والناشطة لـ"راديو دبنقا" من مدينة الفاشر إن العصيان فى دارفور لم يكن عصيانا بالمعني الحقيقي، ولكنه وجد قبولا من المواطنيين وتفاعلا مع الفكرة ورفضا للنظام وسياساته. ومع ذلك أكدت أماني غياب التنسيق بين القوى المختلفة هو الذي أدي بدوره  لعدم وجود حراك حقيقى للعصيان المدنى في دارفور وبقية الولايات. ووصفت العصيان المدني الذي نفذ على مدي (3) أيام بأنه يمثل بداية ناجحة وذات مفعول كبير يضمن له الاستمرارية لما بعد الثلاثة أيام.

وفى  ولاية غرب كردفان وصف نشطاء في بابنوسة العصيان المدنى بالإيجابي وقالوا لـ"راديو دبنقا" إنه منح الشعب السودانى أملا كبيرا فى إعادة اللحمة. وقال أحد النشطاء لـ"راديو دبنقا" من بابنوسة يوم الثلاثاء إن العصيان وجد تجاوبا كبيرا من قبل النشطاء السياسين فى المنطقة وخاصة وسط الشباب، وأضاف أن بعض الشباب في المنطقة لزموا منازلهم تجاوبا مع العصيان. وأشار كذلك لتجاوب المواطنيين مع العصيان من خلال المتابعة والنقاش في المنتديات والأماكن العامة بغرب كردفان. وأشار كذلك إلى وجود عمل كبير وحراك دائر بين كافة القوى المعارضة والتنظيمات المدينة والشبابية فى الولاية استعدادا لمرحلة ما بعد اعتصام.

وفي شرق السودان واصلت الحياة سيرها المعتاد في مختلف مدن شرق السودان بالرغم من العصيان المدني الذي تم تنفيذه بشكل واسع في الخرطوم منذ يوم الأحد الماضي، فيما اعتقلت السلطات الأمنية ناشطين بدعوى التحريض للعصيان المدني. وشهدت عدد من المدن مخاطبات وتوزيع لقصاصات ورقية وبيانات ومخاطبات مؤيدة للعصيان. ففي مدينة كسلا اعتقلت الأجهزة الأمنية، يوم الاثنين، الأستاذ عبد القوي خالد وكيل مدرسة كسلا الثانوية بنات قبل أن تطلق سراحه في وقت متأخر من الليل وألزمته بمعاودة الحضور صباح يوم الثلاثاء إلى مكاتب جهاز الأمن بكسلا. وكشف مواطن من كسلا لـ"راديو دبنقا" عن تنفيذ العصيان المدني بشكل محدود في مرافق القطاع الخاص، وعزا عدم تنفيذ العصيان في المؤسسات الحكومية والمدراس للتحذيرات المسبقة التي أصدرها عدد من الهيئات والمؤسسات لمنفذي العصيان ، وأشار كذلك إلى التأييد الواسع لفكرة العصيان المدني وسط مواطني كسلا بالرغم من ضعف تنفيذه.

وفي ولاية جنوب كردفان وقال ناشطون من الدلنج إن العصيان المدني وجد في يومه الأخير تجاوبا معنويا من قطاعات كبيرة من مواطنى الولاية لكنه في المقابل لم يتم إنزاله إلى حيز التنفيذ بالخروج إلى الشارع. وقال ناشط من الدلنج لـ"راديو دبنقا" إن الشارع بات مهيئا لانتفاضة شاملة لكن ينقصه فقط اليات التنفيذ والتنسيق، مشيرا في ذلك إلى حالة السخط والتذمر وسط مواطنى الولاية جراء الغلاء الطاحن وفشل الموسم الزراعى لهذا العام.

وفي مدينة بورتسودان نظمت مركزية طلاب البجا مخاطبة في سوق المدينة تدعو للعصيان المدني فيما واصلت الحياة سيرها المعتاد في مختلف المرافق الحكومية والخاصة بولاية البحر الأحمر. وعزا علي منيب في حديث لـ"راديو دبنقا" من بورتسودان ضعف تنفيذ العصيان في بورسودان للقبضة الأمنية وغياب الحريات والسيطرة الحكومية الكاملة على النقابات، بالإضافة إلى تشكيك بعض المواطنين في جدوى العصيان المدني في الضغط على الحكومة للتراجع عن القرارات الإقتصادية. وأوضح منيب إن جميع المنتديات والمقاهي شهدت نقاشا واسعا حول فكرة العصيان المدني بمدينة بورسودان.

وفي ولاية نهر النيل أيد نشطاء عطبرة العصيان المدني وقال أحد النشطاء لـ"راديو دبنقا" إن العصيان كفكرة وكثقافة جديدة تعتبر شكلا من أشكال النضال السلمي لرد الحقوق. وقال إن مواطني نهر النيل تقبلوا فكرة العصيان لكن هناك إشكالية فى الفكرة الأساسية لأنها جاءت مفاجئة ولم يسبقها ترتيب على الأرض في الولايات. وأكد أن فكرة الاعتصام تم تداولها على نطاق واسع في الأسواق والأندية والأسر وعلى مستوي أطفال المدارس كثقافة وكفكرة جديدة، مشيراً إلى أن الوضع فى عطبرة طيلة فترة الاعتصام كان طبيعيا.

وفي مدينة القضارف كشف شهود عن مخاطبات لحزب المؤتمر السوداني في عدد من أحياء القضارف فيما وزعت مبادرة القضارف للخلاص قصاصات ورقية وبيانات مؤيدة للعصيان المدني. وأوضح  الشهود عن استمرار الأوضاع العامة في والمرافق الحكومية والخاصة والمواصلات سيرها المعتاد طيلة أيام العصيان، في الوقت الذي أعلن فيه عدد من المواطنين تجاوبهم مع نداءات العصيان المدني عبر وسائط التواصل الإجتماعي. وقلل عدد من المواطنون من جدوى العصيان المدني  في التأثير على القرارات الإقتصادية الأخيرة، مطالبين بردة فعل أقوى مثل المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. وقال مواطن من القضارف إن مقاهي المدينة واماكن التجمعات شهدت تداولاً واسعا لقضية العصيان المدني.