ناشطة نسوية: تمزيق النسيج الاجتماعي في السودان تم عبر دعاية سياسية ممنهجة

سكان الكنابي

اعتداء مجموعة ترتدي الزي العسكري على أحد كنابي الجزيرة-وسائل التواصل

امستردام 18يونيو 2025م راديو دبنقا

مع استمرار الحرب الدائرة في السودان المصحوبة بخطاب الكراهية، تتصاعد المخاوف من العواقب الوخيمة لتمزيق النسيج الاجتماعي في البلاد.

أكدت فتحية البشاري، رئيسة منظمة نساء السودان، أن النسيج الاجتماعي السوداني لم يكن ممزقًا بطبيعته، بل تعرض لعملية تمزيق ممنهجة عبر أدوات سياسية وإعلامية استغلت هشاشة البنية المجتمعية وتنوعها الثقافي والقبلي.

وقالت البشاري، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن “السودانيين في الأصل شعب متداخل ومتصاهر، لكن منذ العام 1989 عملت السلطة الحاكمة على زرع المخاوف والشكوك في نفوس المواطنين، واتخذت من خطاب الكراهية وسيلة لإحكام السيطرة، ما أدى إلى نتائج كارثية، أبرزها انفصال جنوب السودان”.

وأضافت أن الثورة التي اندلعت في ديسمبر 2018 كانت بمثابة فرصة تاريخية لتجاوز هذا الواقع المأزوم، لكن اندلاع الحرب أعاد الأمور إلى نقطة الصفر، موضحة أن هناك جهات سعت لتحويل الحرب من صراع سياسي-عسكري إلى صراع هوياتي قائم على العنصرية والقبلية والإقصاء، ما عمّق الانقسام المجتمعي.

وأشارت إلى أن “الغضب والخوف تم استغلالهما لتعريف العدو بطريقة تخلق حالة كراهية، وأُنتج سلوك سياسي مشحون عاطفياً”، مؤكدة أن هذا الأسلوب يشبه ما فعلته بريطانيا حين استثمرت في ملف الهجرة للخروج من الاتحاد الأوروبي. “في السودان تم استخدام ذات التكتيك، عبر حملات دعائية مستمرة هدفت إلى تفتيت المجتمع”، على حد قولها.

ولفتت البشاري إلى أن “المشهد اليوم منقسم بين أطراف الحرب، ومواطنين لا دخل لهم في الصراع، بينما تسعى بعض القوى السياسية المتنازعة سابقًا إلى تجاوز خلافاتها من خلال توقيع مواثيق تدعو لحل سلمي”، مشيرة إلى أن “أغلب المواطنين يريدون فقط حياة كريمة”.

دور الإعلام

وأكدت أن الإعلام يلعب دوراً حاسماً في توجيه المواقف، داعية إلى تأسيس منصات إعلامية جديدة تنطلق من القاعدة الشعبية وتسعى لبناء توافق وطني من خلال الاستماع الجاد للآخر وممارسة النقد الذاتي.

وقالت: “طال الزمن أو قصر، ستتوقف الحرب. ولكن إن أردنا بناء سودان جديد، فلا بد من توافق حقيقي يتجاوز كل مسببات الصراع”.

وفي ختام حديثها، شددت فتحية البشاري على أهمية ما تم إنجازه في انشاء تحالف السودان التأسيسي(تأسيس)، واعتبرته “خطوة إيجابية يجب تطويرها “.

 كما حذّرت من تنامي خطاب الكراهية بين فئات فاقدة تربويًا أو مهاجرين في الخارج، داعية إلى إطلاق حملات قوية وعقلانية لمحاربة هذا الخطاب، باستخدام نفس الوسائل التي ساهمت في انتشاره.

وختمت بالقول: “حان الوقت لاستعادة الخطاب الوطني الجامع، وعلى كل من يؤمن بوحدة السودان أن يشارك في حملة مكافحة خطاب الكراهية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”

Welcome

Install
×