تصاعد مخاطر التلوث البيئي في الولاية الشمالية جراء أنشطة التعدين

أمستردام – 18يونيو2025-راديو دبنقا

حذرت منظمة هايتون للبيئة والتنمية من تصاعد المخاطر البيئية والصحية المرتبطة بأنشطة تعدين الذهب في الولاية الشمالية، مطالبة بإجراءات عاجلة لاحتواء التدهور البيئي المتزايد في المنطقة.

وفي بيان تلقى راديو دبنقا نسخة منه، كشف رئيس المنظمة، المهندس بكري جاويش، عن حدوث أضرار بيئية وصفت بالخطيرة جراء انفجار مصنع لتعدين الذهب تابع لشركة دلقو التركية يوم الأحد، الأمر الذي اعتبره مؤشراً خطيراً على هشاشة المعايير البيئية المتبعة في أنشطة التعدين.

وكشف جاويش عن تفشى امراض السرطانات والجلطات الدماغية في المنطقة بصورة غير معهودة من قبل.
وأشار جاويش إلى أن الحادثة تؤكد الحاجة الماسة لإعادة النظر في السياسات المتبعة في مجال التعدين، خصوصاً فيما يتعلق باستخدام مواد شديدة السمية مثل الزئبق والسيانيد، وهي المواد التي يُحظر استخدامها في العديد من الدول نظراً لتأثيراتها الكارثية على الصحة العامة والبيئة.

وطالبت المنظمة بإغلاق كامل ونهائي لأسواق التعدين في المنطقة، بما في ذلك أسواق “٦٢٥” بدلقو، “الخناق”، و”سكينة” في أبوصارة، كما دعت إلى إيقاف جميع الشركات العاملة في مجال معالجة مخلفات التعدين، إلى حين إجراء مراجعة بيئية شاملة والتأكد من التزامها بالمعايير والاشتراطات البيئية.

وأكد جاويش أن استمرار استخدام الأساليب الحالية في التعدين دون رقابة فعالة يهدد حياة الإنسان والنظم البيئية في الولاية، محذراً من “مغبة إعادة استخدام المواد السامة نفسها التي سبق أن تسببت في تلوث التربة والمياه وتفاقم الأمراض في المجتمعات المحلية”.

ودعا رئيس منظمة هايتون السلطات السودانية إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية والبيئية، والعمل على تطبيق صارم للقوانين والاتفاقيات الدولية التي وقّع عليها السودان في مجال حماية البيئة، مشيراً إلى أن التقاعس في هذا الملف قد يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية يصعب تداركها.

ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد الحوادث المرتبطة بأنشطة التعدين التقليدي والصناعي، وسط مطالب شعبية متزايدة بإعادة تنظيم القطاع بما يضمن حماية الإنسان والبيئة، ويفتح المجال أمام تنمية مستدامة تحقق التوازن بين الاستفادة من الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.