منظمات نسوية وحقوقية توجه نداءً عاجلًا للأمم المتحدة لحماية المدنيين
(ارشيفية) جانب من لقاء منظمات نسوية وناشطات سودانيات في العاصمة المصرية التي طالبن خلالها المانحين بالوفاء بالتزاماتهم تجاه السودان - خاص راديو دبنقا
كمبالا: أمستردام / الأحد 14 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا
وجهت(31) منظمة نسوية وحقوقية سودانية نداءً عاجلًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالبت فيه بتدخل فوري لحماية المدنيين في جنوب كردفان و جبال النوبة، في ظل تصاعد العمليات العسكرية واستمرار الحصار المفروض على المدن والقرى منذ أكثر من عام ونصف.
وقالت المنظمات، في خطاب رسمي الأحد، تلقت (دبنقا) نسخة منه، إن مئات الآلاف من المدنيين يعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة، نتيجة الحرمان من الغذاء والمياه والدواء والمأوى، مع استمرار استخدام المناطق السكنية كساحات قتال، في انتهاك وصفته بالصارخ للقانون الدولي الإنساني.
وأشارت إلى تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة والقصف الجوي والمدفعي على المدن والبلدات، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم أطفال وكبار سن، خصوصًا في كادقلي والدلنج والمناطق المجاورة. ولفتت إلى أن هذه الهجمات ترافقت مع انتهاكات جسيمة، شملت العنف الجنسي ضد النساء والأطفال، والاختطاف، والاعتقالات التعسفية، وعمليات القتل خارج نطاق القانون، إضافة إلى التجنيد القسري للنساء والأطفال.
وأوضحت المنظمات أن أطراف النزاع فرضت حصارًا خانقًا على سكان جنوب كردفان عبر إغلاق جميع طرق العبور، بما في ذلك الطرق البديلة التي كان المدنيون يستخدمونها لتجنب المواجهات المسلحة، ما حال دون قدرتهم على الانتقال أو الفرار من مناطق الخطر. وأضافت أن المدنيين الذين حاولوا الفرار تعرضوا لانتهاكات إضافية، شملت النهب والعنف الجنسي والاختطاف والقتل على الطرق.
وأكد الخطاب أن الحصار المستمر منذ 18 شهرًا أدى إلى تدهور حاد في الأمن الغذائي، مع اختفاء شبه كامل للإمدادات الأساسية، وانتشار المجاعة في معظم المناطق المحاصرة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع معدلات سوء التغذية والوفيات، لا سيما وسط النساء الحوامل والأطفال.
كما أشار إلى أن المرافق الصحية القليلة المتبقية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، بما في ذلك محاليل الوريد وأدوية الأمراض المزمنة، في وقت تشهد فيه المنطقة تفشيًا متزايدًا للأوبئة والأمراض، ما يضع آلاف المدنيين في خطر مباشر.
ودعت المنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين في السودان، خاصة في جنوب كردفان وجبال النوبة، عبر محاسبة جميع أطراف النزاع على الانتهاكات المرتكبة، والضغط لفتح ممرات إنسانية آمنة ورفع الحصار عن المدن والقرى، وضمان الإجلاء الآمن للمدنيين.
كما طالبت بإنشاء آلية تحقيق دولية مستقلة لتوثيق ومراقبة جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في جنوب كردفان وجبال النوبة، ومساءلة الأفراد والقادة المسؤولين عنها، محذّرة من أن استمرار الصمت الدولي قد يؤدي إلى تكرار فظائع شهدتها مناطق أخرى من السودان.
واكدت المنظمات أن الوضع الإنساني في جنوب كردفان وجبال النوبة يقترب من نقطة اللاعودة، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين قبل فوات الأوان.


and then