On 2 December 2024 in Sudan, an abstract visual of frontline workers at a women-led organization working on gender-based violence and child protection. Since the start of the conflict in April 2023, the dedicated team of qualified and experienced social workers and psychologists are providing direct services to survivors, children, and women at risk of Gender-Based Violence (GBV) daily, including on-site psychosocial support, and referrals to other services. The ongoing conflict in Sudan has killed and injured thousands of people, internally displaced more than 11 million people, and spawned a humanitarian crisis that has resulted in disease and malnutrition. But less often reported is the severe protection crisis that is occurring during this conflict, especially the widespread perpetration of sexual violence against children. New data reveals children as young as one have been subjected to horrific sexual violence, including rape. These are not rare occurrences or violations isolated to certain parts of Sudan. As is the case in many conflict settings, sexual violence in Sudan has often been used as a weapon of war during periods of conflict, according to the UN, which found it has resurged again in this conflict, with atrocities occurring in cities and towns across the country.

امستردام: 14/ ديسمبر/2025م: راديو دبنقا

تواجه المرأة أشكال متعددة من العنف لكن برز العنف الرقمي كواحد من أخطرها وأكثرها شيوعاً، لاتهدد النساء وحدهن فحسب بل تمتد للأسر والمجتمعات مع تنامي خطاب الكراهية الذي يهدف لإسكات صوت النساء وإقصائهن من المشهد، خصوصاً في ظل ما نشهده من حرب مدمرة، مع غياب دولة القانون وانعدام آليات الحماية تواجه النساء السودانيات مصير صعب ومستقبل مجهول.

مع انقضاء حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات والتي تمثل فرصة لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات الخطيرة، تصبح هذه الحملة انطلاقة مستمرة لاتنحصر بعدة الأيام بل بالأفعال والمواقف في الاستمرار لمناهضة هذا العنف وتعزيز آليات المناصرة والدعم للمرأة السودانية، المتضرر الأول من الحرب، من عنف، اغتصاب، قتل، تشريد وتجويع وكلها انتهاكات ممنهجة تحملت المرأة السودانية العبء، الثقل الأكبر وتكبدت خسائر فادحة، فهن المدافعات في خطوط المواجهة .

ومع ذلك تتمسك المدافعات عن حقوق المرأة اللائي استطلعتهن “راديو دبنقا” عبر برنامج “كنداكات وميارم”، بضرورة وقف الحرب وبناء مؤسسات عدلية وتشريع قوانين تجرم العنف بكل أشكاله، بجانب تعزيز الوعي وسط المجتمعات بخطورة التعايش مع العنف عامة والعنف عبر الانترنت.

فكرة الحملة الـ16 يوم:

وتسترجع الناشطة بثينة حماد حمدان من ولاية غرب كردفان فكرة حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، إلى أنها تعود لقصة ثلاث أخوات في دولة الدونيمكان تمت دعوة الفتيات لحضور حفل في منزل الحاكم الدومنيكي وحين ذهبن ثلاثتهن لحضور الحفل تعرضت إحداهن لتحرش من قبل الحاكم نفسه فكانت ردة فعل الفتاة أن صفعة الحاكم أمام الجمهور، ما استفز الحاكم ودفعته للتفكير في الانتقام من هؤلاء الفتيات بصورة وحشية.

وتقول: إن الحاكم طلب من حارسه أن ينتظر هؤلاء الفتيات في الطريق عند عودتهن من العمل وتقوم بقتلهم، وبالفعل قام الحارس بقتلهن بطريقة عنيفة وذلك بتاريخ 25/11/196

ومن هنا جاءت فكرة الاحتفال بحملة الـ 16 يوم تخليداً لذكرى الفتيات اللائي تم قتلهن بصورة وحشية.

وتضيف بقولها: من هنا جاءت حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، لكن دعونا نتكلم عن العنف كظاهرة موجودة في الكون، وأردفت قائلة: أنا بالنسبة لي كناشطة نسوية أرى أن العنف موجود مثل الظواهر الطبيعية.

وتشير إلى أن حسب المصادر التي تتحدث عن أن بين كل ثلاث نساء في العالم واحدة منهن تتعرض لحالة العنف، وتقول إنَّ أنواع العنف كثيرة جداً يتراوح مابين عنف جسدي، جنسي، لفظي، اجتماعي، اقتصادي، قانوني وأخيراً العنف الرقمي والذي تقول بأنه أخذ حيز كبير جدا الذي ظهر على شبكات التواصل الاجتماعي.

هذا النوع خطير:

وتصف الناشطة الحقوقية بثينة حماد هذا النوع من العنف ضد النساء والفتيات بأنه خطير جدا هو شكل من أشكال العنف الذي يحدث عبر الانترنت أو باستخدام التكنولوجيا ويشمل مجموعة واسعة من الأفعال للضارة التي يمكن أن تؤثر على حياة النساء والفتيات الشخصية والاجتماعي والنفسية.

وتعتقد بشكل قاطع أن العنف الرقمي الذي تمت ممارسته بصورة كبيرة جدا في هذه الحرب مثل حملات التشهير الواسعة للنساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي باتهام بعض النساء والفتيات بأنهن متعاونات مع جهة أو مع طرف من أطراف الحرب ومن بينها حملات مثل “أفضح متعاونة”.

وتقول الناشطة الحقوقية إن حملات التشهير قادت البعض إلى المحاكم وصدور أحكام بالإعدام، وترى أن العنف الرقمي تأثرت به الأسر ودفعت ثمناً باهظاً، وتشير إلى أن من أثاره، الضغط النفسي والشعور بالخوف والقلق والاكتئاب وتأثيرها على الحياة الشخصية فقدان الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية.

أحدث فرقة وشتات:

وتحذر الناشطة الحقوقية بثينة حماد من عدم إعطاء الأرقام الهاتفية والحسابات الشخصية لأي شخص وعدم التعامل بها مع أشخاص مجهولين وعمل رمز أمان و كلمة سر، وتشير إلى أن هنالك ابتزاز يتم عبر الصور الخاصة بصاحبة الحساب، وسرقتها من قبل “لصوص الانترنت”، ليتم تهديدها بها بنشرها وتعميمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي بريئة، وبذلك يطلبون منك تنفيذ طلباتهم وحال لم تنصاعي سينشروا صورك ويفضحونك، والمجتمع لايرحم ويضع اللوم على الضحية دائماً بأنه صورتك يجب ألا تنتشر بين الصفحات.

وتقول إن الحملة تهدف لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء والفتيات عبر تعبئة جميع أفراد المجتمعات للمطالبة بسن قوانين تجرَّم هذا العنف مع عقوبات رادعة، داعية إلى عدم التسامح مع أي شخص يقوم بتهكير الحسابات.وعدم التفريط في تأمين الحسابات الشخصية والبنكية والهوية، خاصة مع التطورات الرقمية الهائلة والذكاء الاصطناعي فأصبحت كثير من القصص تحدث ونحن غير ملمين بها ولانبالي بها.

وتعتقد “حماد”بأن الهكر نفسه أصبح متطور جداً وقادر لأن يصل لكل حساب لكن هنالك طلبات محددة إذا وجد منك الاستجابة بعد ذلك يستطيع أن يدخل حسابك الشخص، وبعد ذلك يعبث بالحساب ويرتكب جرائمه.

وتخلص الناشطة الحقوقية بثينة إلى أن العنف الرقمي ظاهرة خطيرة أحدث فرقة وشتات بين الناس، وتدعو إلى رفع الوعى والتثقيف بأشكال العنف العديدة ومنها “العنف الرقمي الخطير” كما نصحت النساء بقولها: رسالتي لي كل النساء والفتيات أنه ينتبهن للعنف الرقمي الذي يمارس بصورة كبيرة جدا ضد النساء والفتيات، وتضيف: ” ونحن نروح ضحية العنف الرقمي بصورة كبيرة والأسر تتأثر به نفسياً وهذا التأثير يبقى في النفوس لفترات طويلة”.

العنف الأسري أيضاً:

وتعتقد الناشطة الحقوقية نسرين محي الدين إن من أسوأ أنواع العنف هو “العنف الأسري” طالما أنه هي أصلاً الكلمة مستصحبة بكلمة عنف هي أكيد حاجة مؤذية إذا كان عنف رقمي، جسدي، لفظي، تحرش، اغتصاب.

وتعول نسرين، في ذات الوقت، في حديثها لـ”راديو دبنقا” على دور الأسرة في مناصرة النساء ضحايا العنف بكآفة أنواعه وبخاصة الرقمي، وتشير إلى أنه إنه سيخفف عليها طالما أنها مدعومة من أسرتها، وتضيف: “مثلاً واحدة تعرضت لابتزاز أو عنف رقمي نشرت لها صورة “مضروبة” وسط الذكاء الاصطناعي، وحين تقف أسرتها إلى جانبها وتناصرها يمكن للمجتمع أن يتقبل فكرتها”.

وترى العكس من ذلك أنه إذا كانت هي مظلومة وأسرتها كانت أشد ظلماً لها ولم تقفت معها ولم تدعمها وتسندها فتلقائياً سيكون من السهل كسرها، وإذا تزوجت رجل يمارس العنف اللفظي والجسدي فحينما تحس أنها مسنودة من أسرتها بأن ستتقبل حتى فكرة الانفصال.

وتقول “محي الدين” طبعاً لازلنا مسجونين في فكرة أنه كلمة مطلقة “حاجة نشاز”، وهذا نفسه نوع من أنواع العنف، فبعد ذلك تجد أن الأمر علاجه ساهل بأنها ضامنة أن لديها بيت الأسرة “الكبير”، أباها وأمها ولديها أخوانها وأخواتها وأسرتها داعمة لها”.

وترى أن دعم الأسرة تلقائياُ سيتمدد للمحيط الذي حولها إلى العائلة الأكبر ولمحيط العمل الدراسة، الجيرانك إلى حد أن تبقى شخص طبيعي وقادر أن تكون تعيش وسط المجتمع بشكل طبيعي. وتحذر من أن العنف حال لم يتم علاجه بصورة سليمة فإن الشخص الذي تعرض للعنف لايستطيع أن ينخرط حتى مجتمعياً.

من زاوية أخرى تشدد الناشطة الحقوقية نسرين محي الدين بقولها يجب عدم الاستهانة والاستهتار بالعنف وذلك بالتعايش معه كحالة طبيعية، أو التقليل من مخاطره كأمر طبيعي، حتى إذ تعرضت الأنثى إلى عنف جسدي شديد قد يودي بحياتها.

وتضيف بأن هنالك حالات لأشخاص راحوا ضحايا حتى بسبب العنف اللفظي، “التجريح والإساءات واغتيال الشخصية بصورة مستمرة” قد يقود الضحية إلى التفكير في الانتحار حين يلفظه المجتمع وهنالك حوادث من هذا النوع. لكنها تشدد على أنه حتى بعد وفاتها يمكن لأسرتها أن تأخذ بحقها وتكون قد ارتاحت ضميرياً ومنها تكون بذلك قد ساهمت في الحد من انتشار الجريمة.

العنف نوعين:

تقول فاطمة لقاوة الناشطة في قضايا المرأة أن العنف كظاهرة اجتماعية موجود في السودان وينقسم إلى نوعين، أحدهما يرتبط بالنبية الذكورية لمؤسسات الدولة السودانية، والآخر مرتبط بالمجتمعات وثقافاتها.

لكنها ترى أن العنف الرقمي الذي دخل السودان مع الانفتاح التقني الملاحظ أن المرأة هي الأكثر تضرراً منه خاصة الناشطات في ظل الحرب الحالية، وتشير إلى التهديدات على مواقع التواصل والتشهير وخطاب كراهية مفرط جداً.

وتقول “لقاوة” من الملاحظ أن حرب 15 أبريل “حرب قذرة” والصراع فيها محسوم على جسد النساء السودانيات، وتربط حديثها بخطاب الكراهية المتصاعد والمتعلق بالمرأة السودانية، وتدلل على ذلك بالمرأة في غرب السودان توصف بـ”أم قرون”، وتصل إلى الحديث عن الملابس الداخلية للمرأة.

واعتبرت أن مواقع التواصل الاجتماعي زادت العنف الآن ضد المرأة السودانية في هذه الحرب، وتشير إلى أن هنالك نساء بريئات يتم رفع تقارير ضدهن عبر هذه المواقع ويتم اعتقالهن خاصة في مواقع الجيش السوداني وهنالك محاكم وصل الحكم فيها إلى عقوبة الإعدام، في عطبرة، القضارف، كسلان، بورتسودان، الأبيض.

وتقول إن النساء السودانيات يعانين من التنمر والبلاغات المزيفة التي تدون نساء سودانيات، ليس لديهن ذنب سواء أنهن تحركن من منطقة معينة إلى أخرى للحصول على الخدمات، وتضيف: أن هذه الخدمات تتوفر في مناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.

الاوراق الثيوتيه

وتشير إلى أن المرأة التي تذهب إلى تلك المناطق من أجل إصدار جواز سفر أو التي تبحث عن تعليم لأبنائها أو تبحث عن فرصة لحياة أمثل، يتم التعرض لها من خلال التبليغ فيها وإهانتها بإصدار الحكم عليها “إجحافاً” بالإعدام، وتقول: إن هنالك شواهد كثيرة لهذه الحالات ففي مدينة الأبيض أكثر من 500 إمرأة سودانية تم وضعها تحت التهديد والبلاغات وهن موجودات في السجون دون محاكمة، وكل ذلك بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت أكثر عنفاً ضد المرأة السودانية.

ووجهت “لقاوة” انتقادات للمنظمات النسوية السودانية التي تقول بأنها ليست بأفضل حال من التنظيمات السياسية أو الاجتماعية الآن على مستوى السودان. وتشير إلى حالة الانقسامات الشديدة التي بداخلها والتي أثرت في الشارع السوداني. وذلك الأمر انعكس على المنظمات النسوية أيضاً.

وتقول: لكي تجد المرأة وضعيتها مستقبلاً في السودان فإنّ المطلوب من المجموعات النسوية السودانيات أن يضعن هموم المرأة السودانية في المقدمة. لكنها تعيب على النساء السودانيات أنهن منقسمات في الحرب إلى اثنين جزء مؤيد للطرف من أطراف الحرب والجزء الآخر مؤيد للطرفها الثاني. بينما الطرف الثالث يقف مع المجموعات المدنية لكنها ترى أنها أيضاً مقسمة فيما بينها، مثل المجموعات السياسية مقسمة فيما بينها.

وتنحو “لقاوة” منحى آخر يتعلق بقضية خطيرة بانقسام الأجسام النسوية على أساس حزبي ومناطقي، وتقول أن المجموعات النسوية أو المرأة السودانية لاتحمل همها كإمرأة سودانية، لكنها ترى أن المجموعات النسوية تعاني من انقسامات بسبب أن النساء يأتين إليها بأجندتهن الحزبية أوالمناطقية وتعتقد بأن ذلك الأمر أثر على قضية المرأة السودانية، وترى أن القضايا النسوية تعرضت لانتكاسة كبيرة.

وتنصح المجموعات النسوية إن لم يفطن على أساس أنهن يصلن لمستوى واحد يناقشن قضايا المرأة السودانية أو النسويات مجرده. فالمرأة السودانية ستظل هي المحور الأساسي في الظلم التاريخي الواقع عليها.

وتنبه المدافعة الحقوقية فاطمة لقاوة إلى ملاحظة مهمة تتعلق بأن العنف الآن الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي، سببه في بعض الأحيان ينتج من المرأة نفسها ضد أختها المرأة. وتقول: “يعني في بعض الخطابات تصدر من النساء السودانيات غير متزنة ضد الأخريات. فأنا استغرب أن تقبل إمرأة الإهانة لإمرأة أخرى مثلها.

المعادلة صعبة

وترى أن المعادلة صعبة ولكنها تدعو النساء السودانيات أن يصلن إلى حد أدنى يتوافقن فيه على القضايا السودانية، والأولى كيفية العمل على إنهاء العنف الرقمي ضد النساء السودانيات. لأنه وصل حد سئ جداً.

وترهن الوصول إلى مستوى إقامة حملات لمناهضة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات يرتبط بنظام الدولة، لكنها ترى أنه نظام غير مستقر وتقول إنّ الوضع في السودان لادولة فيه بلاقانون من الصعب “عمل كنترول” لعمل حماية من العنف الرقمي.

وتشير إلى أن في الدول المتقدمة هنالك حماية ورقابة لمواقع التواصل الاجتماعي ومحكومة بقوانين تتصل بأخذ الحقوق من خلال تقديم بلاغات متعلقة بالإساءات التي تتعرض لها النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتقول بأن الشخص الذي يستخدم هذه المواقع مرصود ومعروف ومن السهل الوصول إليه.

بالمقارنة كما تقول “لقاوة” أن الوضع الحالي في السودان من الملاحظ أن معظم الدعايات تصدر من صفحات غير موثقة “صفحات وهمية”، الهدف منها إثارة خطاب كراهية ضد النساء السودانية.

وتشترط الناشطة الحقوقية فاطمة لقاوة في ختام حديثها نجاح الحملات المناهضة للعنف الرقمي بوقف الحرب وتقول في هذا الصدد:” لكي تنجح هذه الحملات، لابد من وقف الحرب والوصول لدولة مؤسسات ونظام دولة محكم في جانب الاتصالات حتى يضمن المواطن حقوقه ويعرف ماعليه من واجبات”.

Welcome

Install
×