مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بواشنطن

البرهان و حميدتي - إرشيف
امستردام: 23 اكتوبر 2025: راديو دبنقا
بدأت في العاصمة الأمريكية واشنطن اجتماعات تمهيدية غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إطار تحضيرات جارية لمفاوضات رسمية تهدف إلى وقف إطلاق النار وترتيب الأوضاع العسكرية والسياسية في البلاد بعد سنوات من النزاع. واكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية صحة الاجتماع غير المباشر والمقرر له ليومين في واشنطن .
وقال الصحفي شوقي عبدالعظيم رئيس تحرير موقع الاستقصائي في مقابلة مع راديو دبنقا إن هذه الاجتماعات تمثل خطوة متقدمة في المسار التفاوضي الذي بدأ بعد لقاءات سابقة على مستويات عليا، بينها لقاء مستشار الرئيس الأمريكي دونالد تراب، مسعد بوليس، مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان في سويسرا. ومنذ ذلك الوقت، أجرى كل طرف مفاوضات منفصلة أفضت إلى الاتفاق على ضرورة عقد جلسة في واشنطن.
وأكد شوقي أن الاجتماعات في واشنطن تتم بشكل غير مباشر تحت اشراف نائب وزير الخارجية الأمريكي، حيث لا يجلس الطرفان في طاولة واحدة، بل يلتقي كل وفد على حدة مع ممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية. وأضاف أن الهدف من هذا الأسلوب هو محاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين قبل بدء أي مفاوضات مباشرة.
ويتكون وفد الجيش من ضباط رفيعي المستوى في أجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، بينما يضم وفد الدعم السريع شخصيات قيادية. وذكر شوقي ان الفريق أول البرهان أشرف على المباحثات منذ البداية، وشارك في اللقاءات التحضيرية قبل مغادرة الوفد إلى واشنطن.
محاور النقاش الأساسية
وفقا لشوقي عبد العظيم فان المباحثات تتركز على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في وقف إطلاق النار والهدنة العسكرية، الترتيبات العسكرية المشتركة بين الجيش والدعم السريع خلال وبعد فترة الهدنة ووضع القوات العسكرية بعد نهاية الحرب وإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية.
وأشار رئيس رئيس تحرير موقع الاستقصائي إلى أن هذه المفاوضات لا تمثل حكومة السودان، حيث لم يكن ممثل وزارة الخارجية على اطلاع رسمي على هذه الجلسات. فالوفدان يمثلان الجانبين العسكريين المتحاربين على الأرض، وليس الحكومة المركزية، بما في ذلك استبعاد السفير عمر الصديق من أي دور في المفاوضات.
خطوة تمهيدية نحو مفاوضات رسمية
وصف شوقي هذه الاجتماعات في المقابلة مع دبنقا بأنها جزء من تحضير عالي المستوى لدخول الجلسات الرسمية، مؤكداً أن الأطراف تفضل معالجة الملفات الكبرى مسبقاً لتجنب أي فشل محتمل عند بدء المفاوضات الرسمية. وأضاف “التحضيرات تشمل تنسيقاً مع الاتحاد الأفريقي، فيما تُواصل الرباعية الدولية في (واشنطن وجدة) دورها كطاولات حوار عسكرية، تمهيداً للمرحلة التالية التي تشمل القوى السياسية والمدنية.
واشار شوقي الى أن هذه الاجتماعات تمثل محاولة جادة من الطرفين العسكريين لإيجاد تفاهمات أساسية قبل الدخول في المفاوضات الرسمية، منبهاً إلى أن مسار التحضير يشمل بحث حلول للأزمات الرئيسية لضمان نجاح الجلسات النهائية.
