نداء للبرهان وحميدتي والحلو بتطبيق هدنة (هجليج للبترول) في (كادقلي والدلنج ) لوقف نزيف (الدم السوداني)
فارون من كادقلي في طريقهم للعبور الى مكان امن : وسائل التواصل الاجتماعي
أمستردام: راديو دبنقا:22ديسمبر 2025م
كشفت وكالة الإغاثة وإعادة التأهيل السودانية الزراع الإنساني للحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو عن استضافة المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة لأكثر من 1.7مليون نازح ونازحة في وقت تشتد فيه المعارك في جنوب كردفان خصوصا مدينتي كادقلي عاصمة الولاية ومدينة الدلنج المحاصرتين من قبل قوات تأسيس المألفة من الجيش الشعبي وقوات الدعم السريع وسط موجة نزوح غير مسبوقة يشهدها الإقليم وأعلنت الأمم المتحدة تفشي المجاعة في كادوقلي، محذرة من تكرار سيناريو الفظائع الجماعية التي شهدتها دارفور، خاصة في مدينة الفاشر
فرار أكثر من 1.7مليون لمناطق (الشعبية)
واعلن مدير وكالة الإغاثة يونان موسى في مقابلة مع راديو دبنقا عن موجات نزوح جديدة سُجّلت في عدد من المناطق بجنوب كردفان ، من بينها ريفي برام، وغرب كادقلي، والريف الشرقي، وسرف الضي، إلى جانب حركة نزوح اخري واسعة نحو المناطق الريفية بشكل عام.
وأوضح لراديو دبنقا ان النازحين الجدد الذين وصولوا لمناطق سيطرة الحركة الشعبية يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على المساعدات الإنسانية، بعد أن جرى توزيع المواد الغذائية المقدمة من منظمات دولية، مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة سماريتان، على النازحين القدامى فقط.
وكشف موسي في المقابلة أن عدد النازحين خلال الفترة الماضية بلغ نحو 1.7 شخص، مع توقعات بارتفاعه بشكل كبير في ظل التقارير الأخيرة عن الفوضى وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.
ضعف الاستجابة الإنسانية
ونبه يونان الي أن الاحتياجات الأساسية للنازحين تتمثل في الغذاء والمياه والدواء والمأوى، وهي تحديات مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية.
ولفت إلى وجود جهود محلية للتخفيف من الأزمة، من خلال اجتماعات تنسيقية، واستجابات تقودها منظمات محلية، إلى جانب تسيير قوافل إغاثة محلية، ومساهمات من منظمات مجتمعية.
ودعا يونان موسي في المقابلة مع راديو دبنقا المنظمات الإنسانية إلى تكثيف الدعم الإنساني، مؤكدًا أن أي مساعدة، حتى وإن كانت محدودة، يمكن أن تُحدث فرقًا، مع التشديد على أهمية توجيه التبرعات مباشرة إلى المنظمات المحلية الفاعلة على الأرض.
الوضع بجبال النوبة الأسوأ منذ اندلاع النزاع
في السياق وصف د صديق تاور عضو مجلس السيادة السابق الوضع في جنوب كردفان بانه الأسوأ منذ اندلاع الحرب في السودان، وذلك على خلفية تصعيد عسكري متواصل وتكتيكات ترهيب تستهدف المدنيين.
وقال تاور في مقابلة مع راديو دبنقا ان الازمة في المنطقة بدأت منذ الأسبوع الأول للحرب مع إغلاق طريق الأبيض-أم روابة -كادوقلي، ما أدى إلى نقص حاد في الوقود والمواد الغذائية والأدوية والمرتبات، وشلّ حركة الحياة في معظم مدن الولاية. ورغم أن بعض مناطق الشرق كانت أقل تضررًا في البداية، إلا أن الأوضاع تدهورت لاحقًا بشكل واسع.
وأوضح تاور ان الأسابيع الماضية، شهدت انتقال الحرب إلى مدن جنوب كردفان بتكتيكات الحصار والقصف وهي ذات التكتيكات التي جري استُخدامها سابقًا في مناطق أخرى، عبر استخدام الطيران المسيّر والمدفعية بعيدة المدى، مع استهداف مواقع داخل المدن، من بينها مستشفى في كادوقلي، وقصف حفل لتخرج أطفال في مدينة كالوجي، أسفر عن إصابة العشرات.
سيرًا على الأقدام
وقال ان هذا الانتقال للحرب صحبه انتشار للإشاعات والترهيب ما ادي لحدوث موجات نزوح قسري واسعة من كادوقلي ومدن أخرى، في ظل ظروف إنسانية قاسية، حيث يفرّ المدنيون سيرًا على الأقدام أو باستخدام الدواب، عبر طرق غير آمنة، ويتعرضون للنهب والانتهاكات.
ووصف تاور الوضع الإنساني في مدينة الدلنج بانه الأسوأ، نتيجة لضعف الاستجابة الإنسانية، وازدياد المخاطر على المدنيين بالإضافة لقرب المواقع العسكرية من الأحياء والأسواق، وأوضح ان هذا الوضع زاد من حجم المطالبات العاجلة بتدخل إنساني فوري لتوفير الغذاء والمياه والأدوية المنقذة للحياة.
التدخلات المطلوبة:
وحول ما هو مطلوب الان، وجّه د صديق تاور عبر راديو دبنقا نداءً عاجلًا إلى أطراف الصراع في السودان، شمل الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، بوقف استهداف المدنيين وحمايتهم من ويلات الحرب.
وشدد تاور علي ضرورة تجنيب المواطنين المواجهات المسلحة، وعدم تحويلهم إلى ضحايا للعنف والترهيب، مع الدعوة إلى تفاهمات مباشرة بين الأطراف الثلاثة لإبعاد القتال عن المدن ومناطق تجمع السكان.
هدنة إنسانية ونموذج هجليج
واكد تاور ان هذا النداء هو إنسانيً بالدرجة الأولى وممكن حدوثه ، مشيرًا في ذلك إلى نجاح الأطراف (البرهان وحميدتي وسلفاكير ) في التفاهم لحماية منشآت النفط في هجليج خلال هذا الشهر ، ومطالبًا بتطبيق النهج نفسه لحماية أرواح المدنيين في مناطق الدلنج وكادقلي.
وعبر تاور في المقابلة مع راديو دبنقا عن رفضه لسياسات ترويع المواطنين ودفعهم إلى النزوح القسري، مؤكدًا أن كثيرين لا يملكون القدرة أو الإمكانيات لمغادرة مناطقهم، وأن أخلاقيات الحرب تفرض تحييد الأبرياء وعدم استهداف المواقع المدنية.
ودعا تاور في ندائه إلى إمكانية التوصل إلى هدنة إنسانية، أو أي صيغة تفاهم، سواء عبر انسحاب قوات أو تشكيل ترتيبات مشتركة، معتبرًا أن ذلك أقل كلفة إنسانيًا من استمرار ترويع السكان .


and then