اثار الاشتباكات في الخرطوم بين الجيش والدعم السريع - المصدر وسائل التواصل الاجتماعي

الخرطوم، 7 ديسمبر 2023: راديو دبنقا

صعد الجيش السوداني من عملياته العسكرية في العاصمة الخرطوم خلال الأيام الثلاثة الماضية عبر تكثيف طلعات الطيران الحربي والقصف المدفعي، وقابل ذلك تصعيد مضاد من قبل قوات الدعم السريع التي ردت بقصف مناطق تمركز الجيش. وتسبب هذه التصعيد والتصعيد المتبادل في سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين وتدمير منشئات عامة وخاصة. راديو دبنقا طرح العديد من الأسئلة للعميد معاش كمال إسماعيل، رئيس تجمع الضباط المتقاعدين والمفصولين تعسفيا حول أسباب وجدوى التصعيد العسكري الحالي.

يقول العميد معاش كمال إسماعيل أن هذه الحرب ليس فيها منتصر، هذه حرب طرفيها المتحاربين مهزومين والهزيمة الأكبر للشعب السوداني. والتصعيد غير مبرر لأنه ليس في مقدور أي طرف حسم هذه الحرب التي لن تحسم إلا بالتفاوض. وأشار العميد معاش كمال إسماعيل أن فشل المفاوضات تسبب في حالة إحباط وسط الشعب السوداني وأدى ذلك لكوارث وأن على قناعة تامة بعدم قدرة أي طرف على حسم الحرب عسكريا. كما أن الاعتماد على الإمدادات الخارجية يمثل استقطابا غير مقبول وسيدفع الشعب السوداني ثمنه وسيقود لمزيد من تدمير البنية التحتية.

وأضاف العميد معاش كمال إسماعيل في حديثه لراديو دبنقا بأن الذي يحدث هو موت بصورة جماعية وخرافية ولابد من أن يرتفع صوت العقل وأن يكون هناك وقف لإطلاق النار ووقف العدائيات والجلوس للتفاوض للوصول لحلول تجنب ما تبقى من الشعب السوداني وما تبقى من البنية التحتية وما تبقى من الوطن. هذا التصعيد سيؤدي في النهاية لحرب أهلية وسيؤدي إلى استقطاب هنا وهناك فهناك من يقف مع الجيش وهناك من يقف مع الدعم السريع ما سيقود لدمار البلاد وبنياتها الاجتماعية بصورة لا مثيل لها في تاريخ الحروب.

وشدد العميد معاش كمال إسماعيل إلى أن حرب المدن حرب عبثية وغير مقبولة يدفع ثمنها المواطن البريء وهذه الحرب ملعونة وغير مبررة ولا تجد أي تأييد عالمي. هذه الحرب أدت إلى كوارث يشاهدها الجميع، ويكفي النزوح، ويكفي التشريد، ويكفي القتل وتدمير البنية التحتية فالجلوس للمفاوضات هو الأساس لإيقاف هذه الحرب وإذا كان هناك طرف يعتقد أنه سينتصر فهذا من المستحيل طبعا.

وأشار العميد معاش كمال إسماعيل لجهات معينة واتهمها بدق طبول الحرب، وهي جهات معروفة مرتبطة بالأخوان المسلمين الذين عثوا في السودان فسادا وقتلا وتشريدا على مدى ثلاثين عاما وهم يسعون اليوم للعودة إلى الحكم بنفس ممارساتهم السابقة. هذا التصعيد العسكري ناتج عن التحريض وعن عدم الوعي. وكوني عسكري ومناضل في الفترة الماضية، أكرر بأن أي طرف من الأطراف لن ينتصر. هناك مأساة في كل بيت في السودان وفي كل حي لا بل نازحين ولاجئين ومشردين ما يشي بأن بلادنا تعيش أزمة حقيقية.

وناشد العميد معاش كمال إسماعيل الطرفين المتقاتلين بتحكيم صوت العقل وأن تقف هذه الحرب اليوم قبل غدا.