استنكار واسع لفيديو يظهر جنديًا في الدعم السريع يقتل مواطنًا

لقطة شاشة من مقطع فيديو يظهر قتل جندي في الدعم السريع لمواطن

لقطة شاشة من مقطع فيديو يظهر قتل جندي في الدعم السريع لمواطن-17 اغسطس 2025-راديو دينقا

الفاشر – 17 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

استنكرت قطاعات واسعة مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر جنديًا من قوات الدعم السريع وهو يُصفي شخصًا يرتدي زيًا مدنيًا بعد إطلاق سبع رصاصات من مسدسه، وسط تكبير أحد مرافقيه.

ويظهر في الفيديو حواراً بين القاتل والضحية أثناء جلوس الأخير على الأرض، حيث سأله الجندي عن أماكن وجود قائد الفرقة، فأجاب بأنه لا يعرف وأنه يعمل في مطعم. وبعد سؤال آخر عن قبيلته، أطلق الجندي النار مباشرة عليه من مسدسه، ثم واصل إطلاق سبع رصاصات متتالية بينما كان الضحية يتقلب على الأرض.

كما تداولت وسائط إعلامية المقطع ذاته، مؤكدة أنه يُظهر إطلاق النار بطريقة عشوائية على شخص أعزل يرتدي لباسًا مدنيًا.

مقابلة مع أسرة الضحية

قالت منظمة مناصرة ضحايا دارفور في حسابها على منصة إكس إنها أجرت مقابلة مع أسرة الضحية. وأفادت الأسرة بأن القتيل أحمد قندول كان يعمل صاحب مطعم في السوق الكبير بمدينة الفاشر، لكن نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع نُقل مطعمه إلى سوق نيفاشا.

وأدانت المنظمة الجريمة واعتبرتها “قتلًا على أساس الهوية”، وهو ما يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية. وحملت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة، مطالبة بإجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة.

وتواصل قوات الدعم السريع الهجوم على معسكر ابوشوك نيفاشا منذ ثلاثة أيام حيث بلغ عدد ضحايا القصف والتصفية المباشر أكثر من 70 قتيلاً .

قوات الدعم السريع تدين وتشكل لجنة تحقيق

أدانت قوات الدعم السريع الحادثة، معلنة في بيان رفضها القاطع لأي سلوك يخالف القيم العسكرية والأخلاقية. وأكدت أن لجنة تحقيق فورية باشرت مهامها للتأكد من تبعية المعتدي للقوات من عدمه، متعهدة بمحاسبته في حال ثبوت انتمائه إليها، باعتبار أن ما جرى يخالف قانون الدعم السريع وتوجيهات القيادة التي تُلزم بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف الخاصة بمعاملة أسرى الحرب.

وقال الناطق الرسمي في البيان إن القوات ملتزمة بحماية المدنيين والتمسك الصارم بقواعد الاشتباك والامتثال التام لأحكام القانون الدولي الإنساني. كما اتهم الجيش والحركات المسلحة وأجهزتها الاستخباراتية بـ”فبركة أعمال تمثيلية” بغرض إدانة قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الحركة الإسلامية هي المسؤولة عن الجرائم الوحشية التي ارتُكبت في الجزيرة والخرطوم وكردفان، وسط صمت بعض وسائل الإعلام التي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها.

إدانات واسعة

من جانبه، قال الصادق علي النور، الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان، إن ما جرى “مجزرة وحشية” ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق مدنيين عُزل خرجوا من مدينة الفاشر. وأوضح في بيان اطلع عليه راديو دبنقا أن القوات استدرجت الضحايا بكمين محكم بحجة نقلهم إلى مناطق آمنة، ثم أجبرتهم على ترديد عبارات مهينة قبل تصفيتهم بدم بارد، وتوثيق الجريمة بالفيديو.

وأشار إلى وجود مقاطع أخرى تُظهر عناصر من الدعم السريع يقتلون مدنيين على أساس عرقي أو قبلي، مؤكدًا أن هذه التسجيلات تتضمن اعترافات صريحة من قادة المليشيا بأوامر مباشرة لتصفية المدنيين. وعدّت الحركة هذه الجرائم، بما فيها قصف المراكز الصحية والتصفيات العرقية، أفعالًا متعمدة وممنهجة.

وأدانت الحركة بشدة هذه الجرائم، محذرة من انزلاق البلاد إلى حروب أهلية لا نهاية لها، وداعية مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والمنظمات الحقوقية إلى توثيق هذه الانتهاكات وتصنيف قوات الدعم السريع كـ”منظمة إرهابية” تهدد استقرار المنطقة.

في ذات السياق اتهم مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور  قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق مكونات عرقية بعينها في إقليم دارفور. واستنكر ما وصفه بمد لهم يد العون لهم باسم تحالف تأسيس.
واتهم العالم أجمع بمشاهدة صور الضحايا وصوت أنين المحاصرين في الفاشر ، دون أن يتحرك لإيقاف الجرائم المستمرة.

حزب الأمة يدين


من جانبه أدان  حزب الأمة القومي هذه الجريمة ، التي قال إنها تُجسّد تماديًا خطيرًا في الانتهاكات واعتداءً سافرًا على القانون الدولي الإنساني، وتكشف زيف ادعاءات قوات الدعم السريع بشأن التزامها بحماية المدنيين. ودعا في بيان لتقديم مرتكبي هذه الجرائم   للعدالة فورًا، ودعا قيادة الدعم السريع لتحمّل مسؤوليتها الكاملة عن هذه الانتهاكات المروّعة، والوفاء بتعهداتها بعدم تعريض أرواح الأبرياء للخطر.

كما أدانت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر الجريمة، مؤكدة أنه لا تعايش ولا سلام ولا حياة بوجود قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أنه لا دولة يمكن أن تُبنى تحت سطوتها ولا شعب يمكن أن يعيش حرًا آمنًا في ظل وجودها. ووصفت الحرب الجارية بأنها “حرب وجود من أجل الحق الأصيل في الحياة”.

Welcome

Install
×