مطالبات بإبعاد الحركات المسلحة من عطبرة عقب مقتل شخصين جراء إطلاق نار

مستشفى عطبرة التعليمي-وسائل التواصل
عطبرة – 14 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا
طالبت جهات عديدة في مدينة عطبرة بإبعاد القوة المشتركة وكافة المليشيات من المدينة، عقب مشادات بين أفراد من القوة وأحد منسوبي المخابرات داخل المستشفى، تطورت إلى إطلاق نار تسبب في مقتل شخصين.
وأشارت مصادر راديو دبنقا إلى أن إطلاق النار أدى إلى مقتل أحد أفراد القوة المشتركة وأحد منسوبي المخابرات، وإصابة شخصين آخرين.
وقال مواطنون من المدينة لـراديو دبنقا إن الأوضاع عادت إلى طبيعتها اليوم في عطبرة بولاية نهر النيل، عقب التوترات الأمنية التي شهدها مستشفى المدينة يوم الاثنين.
وأوضحوا أن الأحداث التي وقعت داخل المستشفى ما زالت تكتنفها الضبابية، مشيرين إلى غياب معلومات دقيقة حول ملابسات إطلاق النار الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين أطراف النزاع.
وأكدوا هدوء الأوضاع في المدينة اليوم، في وقت يستمر فيه انزعاج بعض الجهات من وجود المسلحين داخل المدن، خاصة قوات القوة المشتركة، واصفين هذا الوجود بأنه “مشروع جديد لقوات الدعم السريع”.
حادث عرضي
وصفت لجنة أمن ولاية نهر النيل الحادث الذي وقع أمس بأنه عرضي، ولا يحمل أي أبعاد سياسية أو عسكرية أو أمنية، داعيةً إلى عدم الالتفات للشائعات.
وأشارت إلى أن الحادث وقع عند مدخل البوابة الجنوبية لمستشفى عطبرة التعليمي المخصص لدخول المركبات، وأدى إلى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين.
ونبّهت اللجنة إلى أن خلافًا نشب بين مجموعة تتبع لإحدى حركات الكفاح المسلح وسائق ركشة وشقيقه الذي ينتمي لجهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا، أثناء محاولة المجموعة دخول المستشفى بعربة “بوكس” في ظل ازدحام المكان أمام البوابة بالركشات.
وقالت اللجنة إن أحد أفراد المجموعة التابعة للحركة أطلق أعيرة نارية من بندقية كلاشنكوف، ما أدى إلى مقتل أحد منسوبي مجموعته وشقيق سائق الركشة، وإصابة أحد أفراد المجموعة وسائق الركشة.
وأكدت اللجنة القبض على مطلق الأعيرة النارية وعضو آخر من المجموعة، وضبط السلاح المستخدم، واستكمال الإجراءات الجنائية والقانونية، كما تم إسعاف المصابين إلى مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري بعطبرة.
وأوضحت لجنة أمن الولاية أنها اتخذت العديد من الإجراءات الأمنية والقانونية والتنسيقية بما يكفل استتباب أمن الوطن والمواطنين.
القوة المشتركة تتبرأ
تبرأ الناطق بإسم القوة المشتركة العقيد احمد حسين مصطفى من القوة التي اصطدمت بالأجهزة الأمنية
وقال في تصريحات صحفية إن القوة المشتركة في نهر النيل تتكون من ثلاث تنظيمات هي حركة تحرير السودان -مناوي/العدل والمساواة -جبريل /تجمع قوى التحرير – عبدالله يحى وقال إنها القوة التى كانت تشارك في معارك المصفاة ولقد ارتكزت من بعد في نهر النيل بتنسيق كامل مع الجيش والولاية
وأوضح إن القوة المشتركة اساسا تتكون من خمس تنظيمات إضافة التنظيمات العسكرية الثلاثة المذكورة أعلاه هناك قوات المجلس الانتقالي – رصاص وقوات التحالف السوداني وحسب إفادة العقيد احمد حسين فإن قوات المجلس الانتقالي وقوات التحالف السوداني غير ممثلة فى القوة المشتركة المتواجدة بنهر النيل
من جانبها نفت قوات قوات المجلس الانتقالي صلتها بالمجموعة المصطدمة بالأجهزة الأمنية بعطبرة وطالبوا السلطات بمحاسبتها أما اللجنة الأمنية بالولاية.
إدانة ومطالبات
في السياق، أدانت تنسيقية لجان مقاومة عطبرة حادثة إطلاق النار داخل مستشفى عطبرة التي وقعت يوم الاثنين، ووصفتها بأنها جريمة جديدة بحق المدنيين واستباحة لحرمة المرافق الصحية.
وقالت التنسيقية في بيان اطّلع عليه راديو دبنقا إن قوات مشتركة مسلحة اقتحمت المستشفى وأطلقت النار داخل المرافق، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين نُقلا إلى العناية المكثفة.
وأشارت التنسيقية إلى أن الحادثة تعكس انهيار المنظومة الأمنية وتعدد الجيوش والمليشيات في البلاد، مجددةً رفضها لوجود أي مليشيات داخل المدن، ومطالبةً بإخلاء المرافق الحكومية والمدنية من السلاح والمسلحين فورًا.
كما حمّلت القيادة السياسية والعسكرية المسؤولية الكاملة عن الجريمة، ودعت إلى محاسبة الجناة وإعادة هيبة القانون، مؤكدةً تمسكها بخيار النضال السلمي من أجل الحرية والسلام والعدالة، ومشددةً على شعارها: “لا للحرب”.
مظاهرة سلمية
شهدت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل اليوم مظاهرة سلمية للمطالبة بإخلاء المدن من قوات الحركات المسلحة، مع التأكيد على ضرورة ضمان الأمن والسلام للمواطنين.
وأكد المشاركون في المظاهرة أن الجيش والشرطة النظاميين فقط هما الجهتان القادرتان على ضمان الأمن داخل المدن، ورفضوا وجود أي قوات أخرى، مشيرين إلى أن انتشار القوات غير النظامية يؤدي إلى فوضى وانتهاكات ويهدد سلامة المواطنين، بما في ذلك التواجد المسلح في المستشفيات والمكاتب الحكومية والمساكن العامة.
وأوضح المتظاهرون أن مطالبهم تم إيصالها إلى المدير التنفيذي للمحلية ومجلس السيادة، وأنهم سيواصلون تنظيم مسيرات سلمية لتوصيل الرسالة، مؤكدين ثباتهم وتصميمهم على حماية أمن عطبرة ورفض انتشار السلاح خارج إطار الدولة.
تهديد للأمن الصحي
من جانبها، أدانت شبكة أطباء السودان بأشد العبارات الحادثة التي وقعت مساء أمس بالقرب من مستشفى عطبرة، والتي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين جراء استخدام السلاح في محيط منشأة طبية.
وقالت الشبكة في بيان إنّ تكرار مثل هذه الوقائع يُشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الصحي ويعرض حياة المرضى والعاملين في القطاع الطبي للخطر، كما يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية التي تُجرّم حمل السلاح أو استخدامه داخل أو قرب المرافق الصحية.
ودعت الشبكة السلطات المحلية والأجهزة النظامية إلى تحمّل مسؤولياتها في تأمين المستشفيات والمراكز الصحية، ومنع أي مظهر من مظاهر التسلح داخلها أو حولها، وضمان أن تبقى المؤسسات الطبية مساحات آمنة ومحايدة مكرّسة لإنقاذ الأرواح فقط.
وأكدت أن حادثة عطبرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في ظل غياب قوانين واضحة تمنع دخول المرافق الطبية بالسلاح.