الفاشر: وفيات يومية بسبب الجوع وسط استمرار القصف المدفعي

أطفال الفاشر يقتاتون على الامباز- يوليو 2025-صفحة شبكة سلاطين على فيسبوك
الفاشر – 14 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا
كشفت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر عن وقوع وفيات يومية وسط الأطفال والنساء والمسنين بسبب الجوع، مشيرةً إلى انعدام جميع المواد الغذائية بما فيها “الأمباز”، وهو علف الحيوانات الذي يُستخدم كغذاء، في وقتٍ تواصل فيه قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على المدينة.
كما كشفت شبكة أطباء السودان عن مقتل الطبيب عمران إسماعيل آدم وجرح ثلاثة آخرين جراء القصف الذي شنّته قوات الدعم السريع أمس.
وأوضحت الشبكة في بيان اطّلع عليه راديو دبنقا أن الطبيب قُتل إثر استهداف قوات الدعم السريع عيادته في مستوصف أبوقرون، مضيفةً أن الطبيب عمران كان جزءًا أصيلًا من كوادر شبكة أطباء السودان، وأحد المصادر التي تنقل الواقع الإنساني من داخل المدينة.
من جهة أخرى، اتّهم مدير مشروع المياه وإصحاح البيئة بشمال دارفور قوات الدعم السريع بقتل المهندس الصادق إبراهيم عبد الرحمن، رئيس قسم جودة وسلامة المياه بالمشروع.
وقال في بيان إن المهندس الصادق عبد الرحمن جرى اختطافه من قبل قوات الدعم السريع أثناء توجهه من الفاشر إلى محلية طويلة، قبل أن يُقتل لاحقًا.
وفيات بسبب الجوع
قالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر إن المدينة تسجل يوميًا وفيات لأطفال ونساء وشيوخ بسبب الجوع.
وأوضحت في بيان أن الجوع وصل إلى مستوى الكارثة في الفاشر، مشيرةً إلى اختفاء “الأمباز” الذي كان يُستهلك كبديل للغذاء.
وأكدت التنسيقية أن السبب الرئيسي لما يحدث في الفاشر هو الحصار الممنهج الذي تفرضه قوات الدعم السريع، متهمةً إياها باستخدام التجويع والقصف كوسائل حرب ضد المدنيين.
وأضافت أن صمت الدولة بكل أجهزتها الرسمية لا يقلّ كارثية عن تلك الممارسات، مشيرةً إلى سلبية الأطراف المسؤولة عن حماية المدنيين، واتهمتها بالعجز عن اتخاذ أي خطوة جادة لفك الحصار، في حين تكتفي الأمم المتحدة – بحسب البيان – بالحديث بلغة “المقترحات دون تنفيذ”.
وطالبت التنسيقية بفتح جسر جوي عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية.
وقالت: “أصبحنا اليوم لا نحصي عدد الاشتباكات فهي لا تتوقف، ولا نعدّ الجرائم فهي أكثر من أن تُحصى، ولم يعد الحديث عن الجوع كافيًا، فقد تجاوزنا مرحلة الشكوى إلى مرحلة الفناء البطيء.”
إدانة
أدانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون بأشد العبارات الاستهدافَ المتكرر والمتعمّد للمدنيين في ولاية شمال دارفور، عقب هجمات بطائرات مسيّرة على مدينة الفاشر يومي الجمعة والسبت، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 57 مدنيًا، بينهم 17 طفلًا وفقًا لمنظمة اليونيسف، من ضمنهم رضيع يبلغ من العمر سبعة أيام فقط.
كما تسببت الهجمات في نزوح نحو 500 شخص بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الهجمات – التي نُسبت إلى قوات الدعم السريع – استهدفت موقعًا للنازحين في حي الدرجة الأولى، وتبعتها سلسلة هجمات أخرى الأسبوع الماضي شملت قصف المستشفى السعودي، آخر المرافق الطبية العاملة في المدينة.
كما أُبلغ عن سقوط ضحايا مدنيين في قصف بطائرة مسيّرة على منطقة الكومة شرق الفاشر، الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
ودعت براون إلى وقفٍ فوريٍ للهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية، مؤكدةً ضرورة إجراء تحقيقات شاملة ومحايدة ومحاسبة المسؤولين عنها، وشدّدت على أن المجتمع الإنساني يحتاج إلى وصولٍ آمنٍ ودون عوائق لدعم المتضررين من النزاع في السودان.
مذكرة احتجاج
أودعت بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف مذكرةً شديدة اللهجة لدى كلٍّ من المفوض السامي لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس حقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بشأن الاعتداء الذي نفذته قوات الدعم السريع على دار الأرقم لإيواء النازحين بالفاشر، حيث أرفقت البعثة مع مذكرتها البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية.
وشدّدت البعثة في مذكرتها على أن الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع هي نتيجة مباشرة لصمت المجتمع الدولي تجاه انتهاكاتها السابقة.
وطالبت البعثة المجتمع الدولي، وبصفةٍ خاصة مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان، بالانتقال فورًا من مرحلة البيانات والإدانات إلى مرحلة اتخاذ إجراءات رادعة تضع حدًّا لما وصفته بالفظائع والخروقات غير المسبوقة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والبروتوكولات ذات الصلة باتفاقيات جنيف لعام 1949.