كامل ادريس رئيس الوزراء السوداني والرئيس الاريتري اسياس افورقي وهما يتجولان في شوارع اسمرا 9 اكتوبر 2025 : وكالة السودان للانباء

دبنقا ترند – 14 أكتوبر 2025
كمبالا: أمستردام / الثلاثاء 14 أكتوبر:راديو دبنقا

بابتسامةٍ عريضة وصوت مرتفع، ظهر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس في فيديو متداول من العاصمة الإريترية أسمرا، وهو يهتف وسط حشد من المستقبلين: “عاش الرئيس أسياس.. عاش الرئيس أسياس أفورقي”.

مشاهدات واسعة

الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته دقيقة و35 ثانية، نُشر على صفحة راديو دبنقا وحقق انتشارًا واسعًا على فيسبوك، حيث تجاوزت مشاهداته 56 ألف مشاهدة خلال يومين فقط، متفوقًا على أغلب منشورات الصفحة في الأسبوع نفسه.

كما حقق مقطع “ريلز” قصير حول المشهد ذاته أداءً مرتفعًا، إذ تجاوزت مشاهداته 11.7 ألف مشاهدة في أقل من ثلاثة أيام، بمتوسط زمن مشاهدة بلغ 16 ثانية، و393 تفاعلًا بينها 271 إعجابًا و100 تعليق و18 مشاركة.
وتُظهر الأرقام أن نحو 2.8 ألف مشاهدة جاءت من المتابعين، بينما شكّل غير المتابعين النسبة الأكبر.

وأثار الكاريكاتير الذي نشره راديو دبنقا على صفحته بالفيسبوك للرسام عمر دفع الله، تفاعلًا واسعًا على المنصة، إذ جاء مصحوبًا بسؤال تفاعلي للجمهور: “ما رأيك في هتاف رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس في شوارع العاصمة الإريترية أسمرا: ‘يعيش الرئيس أسياس’، وهل يتناسب هذا الفعل مع المنصب الذي يشغله؟”

الكاريكاتير جسّد المشهد بطريقة ساخرة، حيث ظهر إدريس رافعًا قبضتيه بحماس وهو يهتف: «الله أكبر.. الله أكبر.. عاش الرئيس أسياس»، بينما يحاول أحد مرافقيه تهدئته قائلًا: «كدا كفاية يا بروف، الله أكبر دي ما بيقولوها هنا إلا في الجامع».

وقد تجاوز المنشور حاجز 56 ألف مشاهدة، وسجّل 32 ألف عملية وصول، و655 تفاعلًا، إضافة إلى 229 تعليقًا و12 مشاركة، ليصبح من أكثر المواد تداولًا على صفحة دبنقا خلال الأيام الأخيرة.

ظهر كامل إدريس إلى جوار أفورقي في أحد شوارع أسمرا وهو يهتف للاخير، وقد بدا أنه شعر بالحرج فهتف أيضًا باسم قائد الجيش السوداني المعين من قبله، الفريق عبدالفتاح البرهان.

ووفق بيان رسمي، جاءت الجولة في التاسع من أكتوبر الجاري ضمن زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين الخرطوم وأسمرا في المجالات الاقتصادية والأمنية، إلا أن المشهد الميداني طغى على المضمون السياسي للزيارة.

جدل على السوشال ميديا


الفيديو سرعان ما أشعل مواقع التواصل في السودان وتحول إلى حديث الساعة في الخرطوم، بين من اعتبره تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية ومن رأى فيها مجرد مجاملة بروتوكولية.
اشار خالد محمد في تعليقه على صفحة دبنقا بالفيسبوك ، إلى أن هتاف كامل إدريس يعكس حالة الارتباك والضعف التي يعاني منها قادة الانقلاب في السودان، متسائلًا عن مدى ملاءمة هذا التصرف لمقام رئيس وزراء يمثل دولة ذات سيادة. وأضاف أن أكثر من 70٪ من الشعب الإريتري يرفضون أفورقي، معتبرًا أن هتاف المسؤول السوداني يعكس عقلية التبعية والانكسار لدى سلطة لا تعير اهتمامًا لمعنى الكرامة الوطنية، كما أشار إلى دور التقراي في دعم سلطات السودان عبر تحرير مناطق مثل الجزيرة وسنار، وإدارة معسكرات تدريب المرتزقة على أرض أسياس بتمويل مباشر منه، معتبرًا أن الزيارة تمثل فضيحة دبلوماسية مكتملة الألمان بحسب قوله، مضيفًا ساخرًا: “نجيب ليكم حمدوك من وين عشان يحافظ على سيادتكم وكرامتكم حبايبي؟”.
واعتبر حسن بشير أن ما جرى في أسمرا يعد سابقة دبلوماسية غير مسبوقة، وبالتالي فإن كامل إدريس لا يرتقي لمستوى تصرفات رجل دولة وفق المعايير الدبلوماسية.
بالمقابل، رأت أم المك مك يوسف أن الهتاف يعكس تقديرًا لموقف إريتريا تجاه السودان خلال مراحل التغيير السياسي، وأن التصرف جاء في سياق الاحترام المتبادل. وأوضح أحمد عوض أن الهتاف جزء من بروتوكول رسمي لإظهار الاحترام وربما تمهيد الأجواء لتبادل الرسائل السياسية المهمة بين البلدين، مؤكدًا أن التصرف لم يكن شخصيًا، بل يعكس الترتيبات الرسمية للزيارة.

https://www.facebook.com/share/v/19RqboZfLy/?mibextid=wwXIfr

هتافًا ساذجًا لقائد ديكتاتوري


المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين كتب مقالا بعنوان «عاش أسياس ولا ما عاش؟!» منتقدًا ما اعتبره هتافًا ساذجًا لقائد ديكتاتوري، مستعرضًا خلفية الرئيس الإريتري الذي يحكم منذ عام 1993 دون انتخابات أو تداول للسلطة، متسائلًا: “هل هو إعجاب بالتجربة الإريترية أم حنين إلى نموذج الرئيس الأبدي؟”.

توقيت حرج


وفي السياق ذاته، وصف الدكتور عصام عباس مستشار تكنلوجيا المعلومات ومحلل البيانات زيارة إدريس بأنها جاءت في توقيت حرج تشهد فيه المنطقة تصاعد التوتر بين أديس أبابا وأسمرا، وسط اتهامات متبادلة بالتحضير لعمل عسكري جديد، مشيرًا إلى أن سلوك إدريس ورفاقه، خصوصًا الهتاف بحياة الرئيس أسياس أفورقي، يُفسر على أنه رسالة قد تضع السودان في موقف الانحياز ضد إثيوبيا، وتضر بعلاقاته الإقليمية، خاصة أن أديس أبابا تتمتع بثقل إفريقي ودولي يفوق بكثير مكانة إريتريا المنبوذة إقليميًا.

وأشار عباس إلى أن الزيارة لم تحقق مكاسب ملموسة من الناحية الاقتصادية والعسكرية، فإريتريا تعد من أفقر دول العالم، وجيشها ضعيف وفق تصنيف “غلوبال فاير باور” لعام 2024، ولا يمكن أن يقدم دعمًا مؤثرًا للسودان. وختم عباس بالقول إن زيارة كامل إدريس جاءت في المكان والزمان الخطأ، وكان الأجدر بحكومة بورتسودان تبني سياسة الحياد والحكمة، بدل الدخول في صراعات إقليمية معقدة لا طائل منها.

https://www.facebook.com/100064395954051/posts/pfbid04UbUQi2hgRLaz9qy7cpXjqoeAvES7YJ7yMVcB7jTfX1pp2E47TdsbYjnmLny5iVfl/?app=fbl

وفاء لاضعف


بينما دافع نشطاء آخرون عن تصرف إدريس، معتبرين أن الهتاف ليس مدحًا لشخص بل تقديرًا لموقف، حيث قال ياسر الفادني: “حين يهتف إدريس لأسياس، فهو يحيّي رجلاً رفض أن تكون بلاده ممراً للمليشيات أو مشروعًا ضد السودان. هذا صوت وفاء لا ضعف.” وأضاف آخرون أن أفورقي هو الوحيد الذي أبدى موقفًا صادقًا تجاه أمن السودان ووحدته، معتبرين أن الهتاف أغاظ أعداء وأصدقاء السودان على حد سواء.

عيّن إدريس رئيسًا للوزراء في السودان بموجب مرسوم دستوري من مجلس السيادة الانتقالي برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان في 19 مايو الماضي.
ولا يُعد هذا الجدل الأول من نوعه حول زيارات إدريس؛ فقد تحولت زيارته إلى المملكة العربية السعودية في 15 سبتمبر الماضي إلى مادة دسمة للجدل السياسي، بعدما كشفت تقارير صحفية أن الوفد وصل الرياض بدون جدول رسمي أو تنسيق مسبق مع السلطات السعودية، بينما كانت القيادة السعودية منشغلة باستقبال رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، ما اضطر وزير الخارجية السعودي إلى زيارة مقر إقامة إدريس لإبلاغه تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، مع الاتفاق على إعادة جدولة الزيارة الرسمية في وقت لاحق.

أما أول زيارته المعلنة إلى مصر فقد تم تأجيلها لأسباب غير معلومة، وغرّد إدريس على صفحته بموقع “إكس” أن الزيارة أُرجئت إلى موعد لاحق لم يُحدد بعد، قبل أن يصل إلى القاهرة في 7 أغسطس الماضي.

ولا تزال فضيحة تزوير الشهادات تلاحقه، خصوصًا خلال فترة توليه رئاسة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، إذ كشفت تقارير دولية أنه استعمل تاريخ ميلاد مغايرًا لأكثر من عقدين، مبررًا الفارق بـ”خطأ مطبعي”.

Welcome

Install
×