مسؤول أممي: ربما هناك عنصرية دولية في التعامل مع الازمة الانسانية في السودان
UN Photo/Manuel Elías المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك
نيويورك: 23 ديسمبر 2025: راديو دبنقا
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف ضد المدنيين في السودان، والذي يُؤدي إلى موجات جديدة من النزوح والمعاناة الإنسانية، لا سيما في منطقة كردفان.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك – خلال المؤتمرالصحفي اليومي في نيويورك، الاثنين – إن النزوح ازداد بشكل حاد في الأيام الأخيرة في ولاية جنوب كردفان.
وتُشير تقديرات المنظمة الدولية للهجرة إلى أنه في يوم الجمعة وحده، دفعت حالة انعدام الأمن المتزايدة ما يقرب من 500 شخص إلى الفرار من القرى في محلية الريف الشرقي واللجوء إلى كادوقلي والمناطق المحيطة بها، وكذلك إلى ولاية شمال كردفان، بالإضافة إلى ذلك، نزح أكثر من 15 ألف شخص من المنطقة إلى ولاية النيل الأبيض منذ أواخر أكتوبر، وفقا للسلطات المحلية. في غضون ذلك، أفادت السلطات المحلية في القضارف بوصول حوالي 400 شخص من بلدتي بابنوسة وهجليج في ولاية غرب كردفان إلى المدينة يوم أمس الاثنين.
وقال دوجاريك “بينما قدمت المطابخ المجتمعية الدعم الغذائي الفوري، هناك حاجة ماسة إلى المساعدة في توفير المأوى، خاصة وأننا نتوقع وصول المزيد من الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان”.
استمرار المأساة في دارفور
فيما يتعلق بالوضع في دارفور، قدرت المنظمة الدولية للهجرة أعداد الذين نزحوا من الفاشر والقرى المحيطة بها منذ ان سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة بنحو 107 آلاف شخص. وقال السيد دوجاريك إن العديد منهم نزحوا بالفعل عدة مرات بعد فرارهم من مخيمات مثل زمزم وأبو شوك. مشيرا الى وصول أكثر من 2,500 شخصا إلى محلية شعيرية في ولاية شرق دارفور في الأسبوع الماضي، وهم بحاجة ماسة إلى الغذاء ومواد الإغاثة الأساسية الأخرى، بالإضافة إلى الخدمات الصحية.
هجوم على المالحة
أشارالمسؤول الأممي إلى الهجوم المسير الذي استهدف سوقا مزدحما في المالحة بولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، وفقا لفرق الاستجابة الأولية. وحث جميع الأطراف على وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية فورا، واحترام القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، “حتى لا يشهد العام المقبل نفس المعاناة التي شهدناها سابقا”.
“أزمة هي الأكثر إهمالا في العالم”
ردا على أسئلة الصحفيين، قال دوجاريك إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر بإحباط شديد، ليس فقط بسبب غياب الجهود لحل الأزمة في السودان، بل أيضا بسبب مستوى المعاناة الإنسانية في البلاد هذا العام. وقال إن قادة الحكومة وقوات الدعم السريع والقوى الإقليمية والدولية يجب أن يضعوا مصالح الشعب السوداني في المقام الأول. وردا على سؤال حول وصف منظمات الإغاثة الكبرى للأزمة بأنها الأكثر إهمالا في العالم، قال السيد دوجاريك إن الأمم المتحدة ووكالاتها وشركاءها حريصون على التركيز على السودان وإبقائه في دائرة الضوء الإعلامي.
وأضاف “أعتقد أنه لو كان الأمين العام هنا، لربما قال لكم إن هناك عنصرا من العنصرية. فالناس ووسائل الإعلام العالمية لا يولون اهتماما كبيرا للأزمات في أفريقيا كما يفعلون في أجزاء أخرى من العالم. هناك أيضا العديد من الأزمات والمعاناة الإنسانية. ولكن علينا أن نتمكن من إبقاء جميع هذه القضايا في صدارة الاهتمام”.


and then