مجلس السلم والأمن الأفريقي يدعو إلى مفاوضات عاجلة بين الجيش والدعم السريع

مجلس السلم والأمن الافريقي

مجلس السلم والأمن الافريقي- المصدر: موقع الهيئة القومية للاستعلامات المصرية


أديس أبابا – 29 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا
أدان مجلس السلم والأمن الأفريقي بشدة “الأنشطة الإجرامية” ضد المدنيين السودانيين، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها قوات الدعم السريع، داعيًا قائد قوات الدعم السريع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.


ودعا المجلس لتسهيل عملية التفاوض بشكلٍ عاجل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بما في ذلك عقد قمة خاصة للاتحاد الأفريقي بشأن السودان.

وأعرب المجلس في بيانٍ اعتمده خلال اجتماعه الطارئ رقم (1308) بشأن آخر المستجدات في السودان، ولا سيما الفظائع التي ارتُكبت في الفاشر، والذي عُقد يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، عن قلقه إزاء تصاعد العنف والفظائع المبلغ عنها في الفاشر عقب استيلاء قوات الدعم السريع عليها، مما أسفر عن خسائر في الأرواح ولا يزال يتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.


وقف فوري وغير مشروط


طالب المجلس بوقفٍ فوري وغير مشروط للأعمال العدائية، وفتح ممرات إنسانية للسماح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المتضررين في الفاشر.


وحذّر من أن مرتكبي هذه الأعمال الشنيعة سيُحاسبون، وطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي رصد هذه الجرائم المرتكبة في جميع أنحاء السودان والإبلاغ عنها بانتظام، من أجل وضع تدابير وقائية والحد من خطر تكرارها، ووضع مقترحات لمعالجتها ومنع تصعيدها، وخطة لحماية المدنيين، وتقديم توصيات إلى مجلس السلم والأمن خلال ثلاثة أسابيع.

إدانة التدخل الخارجي


جدد المجلس إدانته لأي تدخل خارجي في السودان يؤجّج الصراع السوداني، في انتهاكٍ صارخ لجميع بيانات مجلس السلم والأمن ذات الصلة وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، محذرًا من أن أولئك الذين يدعمون الأطراف لتأجيج الصراع في البلاد سيُحاسبون.


كما جدد دعوته للجنة الفرعية للعقوبات التابعة لمجلس السلم والأمن، بالتعاون مع لجنة أجهزة الاستخبارات والأمن في أفريقيا وآلية الاتحاد الأفريقي للتعاون الشرطي، لتحديد جميع الجهات الخارجية التي تدعم الفصائل المتحاربة عسكريًا أو ماليًا أو سياسيًا، والتوصية بالتدابير التي يتعين على مجلس السلم والأمن اتخاذها خلال ثلاثة أسابيع.

اجتماع عاجل


طلب المجلس من رئيس المفوضية عقد اجتماعٍ عاجل يضم الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيقاد) ومجموعة الرباعية بشأن الوضع في السودان، لضمان تنسيق الجهود ووضع آلية فاعلة للتنسيق.
وأكد المجلس أنه لا يوجد حل عسكري لأزمة السودان، وحث جميع الجهات الفاعلة على الانخراط في حوارٍ جاد والالتزام بعمليةٍ سياسية سلمية وشاملة.
كما جدد رفضه الشديد لـ”إنشاء ما يُسمّى بالحكومة الموازية” من قبل قوات الدعم السريع شبه العسكرية، ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بها.


دعم جهود استئناف الحوار


أعرب المجلس عن دعم الاتحاد الأفريقي الكامل للجهود الرامية إلى استئناف حوارٍ حقيقي وشامل بين الأطراف السودانية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية.
وفي هذا الصدد، دعا إلى استئناف الحوار السياسي بين الأطراف السودانية على أساس نهجٍ شامل، وفي إطار روح المصالحة والسعي إلى حلٍّ سياسي ودي.


وطالب المجلس بشدة أطراف النزاع بتنحية خلافاتهم ومصالحهم الضيقة جانبًا، وإعطاء الأولوية للمصالح العليا لبلدهم وشعبهم، وإعطاء السلام فرصة لإنهاء المعاناة التي لا توصف والتي يواجهها شعب السودان، والعمل من أجل الاستعادة الكاملة لحكومةٍ منتخبة ديمقراطيًا بقيادةٍ مدنية.

تسهيل المفاوضات


وجّه المجلس رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى التواصل بشكلٍ عاجل مع أعضاء اللجنة الرئاسية المخصصة لمجلس السلم والأمن، بقيادة فخامة الرئيس يويري كاجوتا موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، لتسهيل عملية التفاوض بشكلٍ عاجل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بما في ذلك عقد قمة خاصة للاتحاد الأفريقي بشأن السودان.

منع الإبادة الجماعية


وطالب المجلس المبعوثَ الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية وغيرها من الفظائع الجماعية بالقيام بشكلٍ عاجل بمهمة لتقصّي الحقائق في السودان، وتقديم تقرير إلى المجلس مع توصيات في غضون ثلاثة أسابيع.
وجدد المجلس دعمه لتعزيز الانتقال السياسي في السودان، بهدف تحقيق عملية انتقالٍ ديمقراطية وشاملة وقوية، تشمل جميع مكونات الشعب السوداني، وتتوج بانتخابات حرة ونزيهة.

العملية الانتقالية


أكد المجلس التزام الاتحاد الأفريقي بمرافقة شعب السودان خلال العملية الانتقالية الجارية، من أجل أن يحقق البلد السلام والاستقرار والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.


وأشار إلى أن ما جرى لمواطني الفاشر يُسيء بشدة إلى قيم الاتحاد الأفريقي وحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي، ويتعارض معها، مشددًا على ضرورة مضاعفة الجهود لإسكات البنادق في السودان، وضمان العدالة والمساءلة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وإنهائه من خلال حوارٍ شامل.


وأكد المجلس التزام الاتحاد الأفريقي باحترام استقلال السودان وسيادته وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، فضلًا عن تضامن الاتحاد الأفريقي والتزامه بمواصلة مرافقة شعب السودان في سعيه الدؤوب والمشروع لاستعادة السلام والأمن والاستقرار والتنمية والحكم الديمقراطي، وكذلك إيجاد حلٍّ توافقي للتحديات التي تواجه بلاده.

Welcome

Install
×