لقاء البرهان – بولس في زيورخ: هل يحدث اختراقًا في جدار حرب السودان؟

رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان-ومسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي

رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان-ومسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي-مصدر الصورة إعلام مجلس السيادة وصفحة مسعد بولس على تمنصة إكس-تحرير:راديو دبنقا


أمستردام – 13 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

أثار اللقاء السري الذي جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بمستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، في سويسرا، ردود فعل واسعة، في وقت تتكتم فيه الحكومة على تفاصيله ونتائجه.

وكشفت مصادر متطابقة أن الاجتماع، الذي انعقد لمدة ثلاث ساعات في مدينة زيورخ، تناول قضية وقف الحرب في البلاد، وإيصال المساعدات الإنسانية، والمساهمات الدولية لإعادة الإعمار..

وأظهرت سجلات رحلات الطيران أن البرهان سافر من بورتسودان إلى سويسرا على متن طائرة قطرية أميرية يوم الاثنين، وعاد إلى بورتسودان صباح الثلاثاء.

ووفقًا لصحف سودانية، فقد ضم الوفد السوداني مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ووزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق.

تفاصيل اللقاء

ذكرت منصة “استقصائي” أن القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تلقى اتصالًا هاتفيًا من المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا، مسعد بولس، قبل أيام من سفره إلى سويسرا، حيث جرى نقاش موسع حول خارطة الطريق التي اتفقت عليها مجموعة “الرباعية” بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار مصدر إلى أن وفد قوات الدعم السريع ينتظر دعوة للنقاش حول ما طُرح في اجتماع مسعد بولس والبرهان، موضحًا لقناة “الشرق” أن الدعوة لم تصل بعد.

كما كشف المصدر أن بولس أجرى اتصالًا بالبرهان من تركيا يوم الجمعة 3 أغسطس 2025، عقب اجتماع جمعه بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بحضور السفير الأمريكي لدى تركيا توم باراك، وتناول النقاش الأوضاع في السودان وخارطة الحل المطروحة من الولايات المتحدة، بموافقة دول الرباعية: السعودية، ومصر، والإمارات. وقد وجه بولس الدعوة للبرهان للقاء في سويسرا خلال هذه المكالمة.

ووصل البرهان إلى مدينة بورتسودان ظهر الاثنين على متن طائرة قطرية أميرية، بعد لقائه بولس في زيورخ الذي استمر ثلاث ساعات، وباشر مهامه فور وصوله العاصمة الإدارية المؤقتة.

وتحفظ مصدر على ذكر أسماء بقية أعضاء الوفد المرافق للبرهان، مكتفيًا بالقول لـ”استقصائي”: “رافقه في الزيارة أحد مستشاريه، وضباط من الاستخبارات العسكرية، وأفراد من طاقم المكتب والحراسة”.

أكبر ضغط مباشر

قال الصحفي والمحلل السياسي شوقي عبد العظيم إن اللقاء يمثل “أكبر ضغط مباشر” على قيادة الجيش منذ اندلاع الحرب، موضحًا أن واشنطن أرادت بدء التفاهمات من رأس النظام للاستماع إليه مباشرة وممارسة الضغط عليه شخصيًا.

وأوضح شوقي أن تعدد مراكز اتخاذ القرار في بورتسودان، وفي القضية السودانية عمومًا، دفع الإدارة الأمريكية لاختيار البرهان مباشرة، معتبرًا أن استجابته تعكس حجم الضغوط التي تمارسها واشنطن، والتي تمتلك أوراقًا عديدة للتأثير على أطراف الصراع.

وأشار إلى أن أي رفض لاحق للتفاوض أو لنتائج اجتماعات سويسرا، حتى وإن لم تُعلن بالكامل، ستكون له تداعيات كبيرة على مسار الحرب والمشهد السياسي، ولن يمر بسهولة كما حدث في جولات جدة أو المنامة أو جنيف.

خيارات متعددة

وأضاف شوقي أن الإدارة الأمريكية، وفق نهجها الحالي، تسعى لخفض القتال والتوترات عبر طاولة المفاوضات، مع امتلاكها خيارات متعددة، من بينها دعم طرف على حساب آخر، وفرض عقوبات، وصولًا إلى التدخل المباشر كما حدث في نزاعات أخرى بالمنطقة.

واعتبر أن هذا اللقاء هو الأهم منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أنه كشف عن حراك داخلي في حكومة بورتسودان، وظهور تناقضات داخل المجموعات المؤيدة للحرب، خاصة بين الإسلاميين وقيادة الجيش، ما يعكس أن الأوضاع بلغت ذروتها، وأن المرحلة المقبلة ستتجه نحو حلول أو مواقف حاسمة لا تحتمل الغموض أو المواقف الرمادية.

Welcome

Install
×