كيف ترى مستقبل الحرب والسلام في السودان بعد اعلان الدعـ..م السـ.ريع السيطرة على مدينتي الفاشر و بارا ؟ نص لسؤال اليوم المطروح على منصات دبنقا - الاثنين :27 اكتوبر 2025 - راديو دبنقا

كمبالا: 28 اكتوبر 2025: راديو دبنقا

أثار إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينتي الفاشر وبارا موجة واسعة من التفاعلات بين السودانيين، انعكست بوضوح في تجاوب الجمهور مع سؤال اليوم الذي طرحه راديو دبنقا أمس الاثنين حول (كيف ترى مستقبل الحرب والسلام في السودان بعد اعلان الدعـم السـريع السيطرة على مدينتي الفاشر و بارا ؟) حيث انقسمت آراء المشاركين الذين بين من يرى أن الحرب تتجه إلى مزيد من التصعيد، ومن يعتقد أن هذا التطور قد يُجبر الأطراف على الجلوس للتفاوض، بينما عبّر آخرون عن رفض قاطع لأي سلام مع قوات الدعم السريع.
وحصل السؤال (44) الف 342 مشاهدة وحصد 60 تعليقاً و(1100) تفاعلا واكثر من 120 اعجاباً في صفحة راديو دبنقا على فيسبوك خلال (24) ساعة . اضافة الى ورود رسائل صوتيه ونصيه علي مجموعة تفاعلات الجمهور على تطبيق واتساب.

تصعيد مفتوح واستمرار للحرب

اغلب تعليقات أصدقاء راديو دبنقا اتسمت بالتشاؤم من أي انفراجة قريبة. وكتب إدريس آدم إبراهيم: “بتمنى السلام ووقف الحرب اليوم قبل الغد، لكن السلام بين الجيش والدعم السريع استحالة زي بعد السماء للأراض، الحرب حتستمر” أما صاحب الحساب Hams Alshoog فحذر من انتقال المعارك قائلا: حتنتقل الحرب إلى الوسط مرة تانية. فيما لخص محمد التقلاوي وجهة نظره بقوله “الحرب بدأت يادوب وبدأ الحصاد”. هذه الآراء تعبر عن قناعة راسخة بأن السودان دخل مرحلة أكثر عنفًا، وأن السيطرة على الفاشر وبارا ليست سوى فصل جديد من حربٍ طويلة لم تكتمل فصولها بعد.

رفض السلام مع الدعم السريع

من بين عشرات التعليقات، برز خطابٌ غاضب يرفض فكرة التفاوض أو المصالحة مع الدعم السريع. وقالت سُهير السيد: أهلنا يتم تصفيتهم من قبل الدعم السريع، برضو تقول تفاوض؟ سلام مع من؟ حق الشهداء ما بروح. فيما عبر محمد عبدالله باجي بالقول “مافي أي سلام مع الجنجويد. زول عمل إبادة جماعية يعني نبارك ليهو ولا شنو؟”
عبارة (بل بس) تكررت في عدة ردود، أبرزها من الصديق طه الذي علق بقوله “لا يوجد عملية سلام مع المليشيا مهما فعلت، وستخرج من كردفان ودارفور كما خرجت من وسط السودان. بل بس.” هذا الموقف المتشدد يعكس انعدام الثقة في إمكانية الحل السياسي.

قوات من الدعم السريع بعد سيطرتها على مقر الفرقة السادسة بالفاشر- 26 اكتوبر 2025-راديو دبنقا
قوات من الدعم السريع بعد سيطرتها على مقر الفرقة السادسة بالفاشر- 26 اكتوبر 2025-راديو دبنقا

دعوات للحل السياسي

في المقابل، ظهرت أصوات أقل عدداً لكنها أكثر واقعية، تدعو إلى وقف القتال وفتح باب التفاوض. كتب موسى عبدالكريم علي “في رأيي الشخصي أن هذا فرصة للطرفين لإيقاف الحرب والسلام العادل” وقال أبوذر القاسم باختصار “الحل التفاوض بس” وأعرب أحد المشاركين عن اعتقاده بأن سقوط الفاشر سيقود طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات وقد يصبح السلام قريباً.
هذه الآراء، وإن كانت أقل حدة، إلا أنها تشير إلى وجود وعي متنامٍ بأن لا طرف قادر على الحسم العسكري، وأن السلام – مهما كانت صعوبته – يظل الطريق الوحيد لإنقاذ ما تبقى من الدولة السودانية.

أزمة سياسية أعمق

عدد من المعلقين تجاوزوا البعد العسكري إلى الحديث عن جذور الأزمة السياسية. ويرى حسين أفندي أن الحل يكمن في تنحى الجيش من السلطة، وأن يتولى البلاد زول وطني يضع الجميع في مسافة واحدة ضمن انتقال سياسي مدني شريف. بينما رأى محمد عبده عبده أن ما يجري هو بداية تحول هيكلي يتمثل في نهاية نظام مركزية الدولة، وبداية نظام كونفدرالي حكم ذاتي لكل إقليم له ارتباط بإفريقيا إنساناً وثقافة وتأريخاً قبل 1821م، وهو تاريخ دخول الاستعمار التركي الى السودان. أما عباس إسحق بحر ودقولو فاعتبر أن المعادلة السياسية تغيرت، وأن الجيش لديه فرصة لتفويت إملاءات الكيزان، في إشارة إلى ضرورة فصل المؤسسة العسكرية عن الحركة الاسلامية التي ما زالت تؤثر في قراراتها.

تُظهر الصور الملتقطة فوق حي درجة أولى في الفاشر في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025 وجود مجموعات من الأجسام، وتغير لون الأرض، ومركبات تقنية خفيفة. يتراوح طول الأجسام داخل هذه المجموعات بين متر ونصف ومترين. ويبدو أن مجموعة من المركبات التقنية الخفيفة تسد الطريق بالقرب مما يبدو أنه تغير لون أحمر على الأرض. تقرير مخبر البحوث الانسانية جامعة ييل
تُظهر الصور الملتقطة فوق حي درجة أولى في الفاشر في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025 وجود مجموعات من الأجسام، وتغير لون الأرض، ومركبات تقنية خفيفة. يتراوح طول الأجسام داخل هذه المجموعات بين متر ونصف ومترين. ويبدو أن مجموعة من المركبات التقنية الخفيفة تسد الطريق بالقرب مما يبدو أنه تغير لون أحمر على الأرض. تقرير مخبر البحوث الانسانية جامعة ييل

اتهامات بالتدخل الخارجي

في زاوية أخرى، ألقى بعض المشاركين باللوم على قوى دولية، خصوصا الولايات المتحدة. كتب حساب باسم سلطنة سنار “الحرب وراها دول كبيرة أولها أمريكا… واضح أنهم يريدون تقسيم السلطة وعدم وجود أي إسلام في السودان مثل ما حدث في ليبيا واليمن والعراق”

المأساة الإنسانية

ربما كانت شهادة أحمد عاطف الأكثر إنسانية وتأثيراً في التفاعلات، إذ كتب: “في الوقت الذي أكتب فيه هذه الرسالة، ثمة عشرات المواطنين يُقتلون قصفاً أو تصفيةً، وآخرون جوعاً بسبب الحصار. الناس في مدينة الفاشر يموتون بأبشع أنواع الطرق، يُبادون دون أي سبب… الموت يلوح في كل شبر في تلك المدينة” هذه الكلمات تلخص مأساة المدنيين العالقين في قلب الحرب، وتحوّل النقاش من جدل سياسي إلى صرخة إنسانية تطالب العالم بالتحرك، وتجعل من السلام قضية بقاء لا مجرد ملف سياسي.

Welcome

Install
×