قلق أممي ودولي واسع إزاء انتهاكات الدعم السريع في الفاشر

أمستردام – 28 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا

قالت وزيرة الخارجية البريطانية ايفيت كونر إن الفاشر تشهد نمطًا مقلقًا للغاية من الانتهاكات، بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي الممنهج. وأكدت أن النساء والفتيات يتعرضن لانتهاكات مروعة للغاية، مثل استخدام العنف الجنسي والاغتصاب كسلاح حرب، مشددةً على أن معاناتهن لا يجوز تجاهلها.

وأوضحت في بيانٍ اطلع عليه راديو دبنقا أن تقدم قوات الدعم السريع في الفاشر له تداعيات مروعة ومدمرة على المدنيين، مشيرةً إلى أن مئات الآلاف محاصرون في المدينة ويواجه كثيرون منهم التهجير القسري والعنف العشوائي، وبالتالي فإن التبعات الإنسانية كارثية.

وأكدت الوزيرة البريطانية  أن المدنيين يجب أن يتمكنوا من المغادرة بأمان، والحصول على مساعدات منقذة للحياة دون عقبات.

مطالبات

قالت الوزيرة إن قوات الدعم السريع والجيش السوداني أعلنا التزامهما علنًا بحماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات، امتثالًا للقانون الدولي الإنساني، وأكدت أن هذه الالتزامات يجب الآن ترجمتها إلى أفعال فورية ملموسة.

وشددت على ضرورة إصدار أوامر للقوات الموجودة على الأرض لضمان سلامة المدنيين وموظفي الإغاثة والعمليات الإنسانية، محذّرة من أن قيادة قوات الدعم السريع ستكون مسؤولة عن الأفعال التي ترتكبها قواتها.

ودعت وزيرة الخارجية البريطانية جميع الأطراف إلى التعاون العاجل مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية لإتاحة وصول المساعدات بأمان وسرعة ودون عوائق، تماشيًا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736. وأكدت أن الاعتداءات على المدنيين وموظفي الإغاثة والبنية التحتية المدنية – بما فيها المستشفيات – يجب أن تتوقف فورًا.

مساعدات

وشددت الوزيرة على أن المساعدات البريطانية تُحدث فرقًا على الأرض، وتشمل الوصول إلى من هم في أشد الحاجة إلى المساعدة من خلال منظمات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق المساعدات الإنسانية للسودان.

وأضافت: “نحن نُسهم بتقديم ما يزيد على 120 مليون جنيه إسترليني من المساعدات للسودان، بما في ذلك تخصيص 5 ملايين جنيه إسترليني إضافية لاتحاد المساعدات النقدية المعني بالسودان، حيث يُوجَّه نحو ثلثي هذا الدعم إلى من هم في أشد الحاجة للمساعدة في شمال دارفور.”

وأكدت الوزيرة أن وضع حد للحرب في السودان يعزز الأمن في بريطانيا ويساعد في معالجة الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة.
وتابعت: “ستواصل المملكة المتحدة العمل مع الشركاء الدوليين، بمن فيهم المجموعة الرباعية، للحث على وقف إطلاق النار فورًا والسير في طريق يؤدي إلى السلام. المعاناة يجب أن تنتهي.”

تصعيد في الصراع

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن سيطرة الدعم السريع على الفاشر تمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع، مشددًا على أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي كي يتحدث بوضوح مع جميع الدول التي تتدخل في الحرب وتزود الأطراف المتحاربة بالأسلحة، داعيًا إياها إلى التوقف فورًا.

كما أشار إلى استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة ومحيطها.

قلق إفريقي

أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمود علي يوسف، عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف والانتهاكات المروعة المبلّغ عنها في مدينة الفاشر، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

وأدان الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك جرائم الحرب المفترضة وعمليات القتل التي استهدفت المدنيين على أساس عرقي، داعيًا إلى وقف فوري للأعمال العدائية.

دعوات أوروبية

قالت المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، إن هناك قتلى من المدنيين وعائلات أُجبرت على الفرار من العنف الذي تمارسه قوات الدعم السريع.

ودعت أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، مؤكدةً ضرورة حماية المدنيين وتأمين مرورهم بأمان.

صدمة ألمانية

أعربت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الألمانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنيكا كلاسين إدريس، عن صدمتها من التقارير الواردة من الفاشر بشمال دارفور.

وقالت إن مقاتلي قوات الدعم السريع يقتلون المدنيين بشكل عشوائي، مؤكدةً أن قوات الدعم السريع ستتحمل مسؤولية هذه الأفعال.

تعليق من تحالف “تأسيس”

أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) أنه سيعمل على تشكيل لجان تحقيق للتحقق من صحة الفيديوهات والادعاءات بشأن الانتهاكات ضد المدنيين في الفاشر وبارا.

وقال علاء نقد في بيانٍ إن الفيديوهات جرى تصنيعها بواسطة إعلام الحركة الإسلامية والمرتزقة من القوات المشتركة وغيرهم.

وأضاف أن قوات التحالف أجلت ما يقارب 800 ألف مدني من الفاشر خلال العمليات العسكرية إلى مناطق آمنة.

من جانبه، ناشد الدكتور الهادي إدريس المنظمات والدول بالتدخل العاجل وتقديم المساعدات لسكان الفاشر، مؤكدًا التزامهم بحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.