(ارشيفية) - ابريل 2024 - انطلاق مؤتمر في كمبالا لدعم الصحفيين في المنفى (كلمات سودانية ) ـ المصدرـ مراسلون بلاحدود - ارشيف

نيروبي :15 ديسمبر 2025: راديو دبنقا

“فقدت وظيفتي، وتعرضت للتهديد، ولا زلت أعاني من عدم الأمان والاستقرار بسبب الحرب” تقول الصحفية السودانية حواء رحمة، وهي واحدة من مئات الصحفيات اللائي يواجهن أوضاعا خطرة بعد الحرب.

ووفقاً لشبكة إعلاميات أن 40% من الصحفيات تعرضن لأكثر من نوع من أنواع العنف منذ اندلاع الحرب في السودان، وأكدت الشبكة في تقرير صدر بمناسبة حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، الخميس الماضي، مقتل صحفيتين وتعرضت 6 أخريات للعنف الجسدي والتحرش مع حالة واحدة للاعتداء الجنسي.

وبقيت حواء في منزلها لأكثر من عامين بعد اندلاع الحرب بمنطقة شرق النيل (الحاج يوسف) ولكن بعد التعرض للتهديد من قبل قوات الدعم السريع نزحت مع أسرتها إلى مدن أكثر أمانا، وتضيف حواء “واجهت ضغوطاً اقتصادية وتحديات في توفير السكن والمعيشة لذلك عدنا مضطرين إلى منزلنا، رغم عدم توفر الخدمات الأساسية”.

وتدخل حرب السودان عامها الثالث بعد اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل 2023.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة صحفيون يرفعون لافتات تطالب بحرية الصحافة (ارشيفية)

عدت إلى منزلي، بدون عمل

وقالت رحمة في مقابلة مع راديو (دبنقا) “عدت إلى منزلي، بدون عمل، ولا أعتقد أن الظروف الأمنية المعقدة التي نعيش فيها قد تسمح لي بممارسة أي عمل صحفي في الوقت الحالي، لا أريد أن أحمل الأجسام الصحفية مسؤولية ما يحدث للصحفيات السودانيات كلنا في موضع حرب، ولكن التقصير كبير ومؤلم، وجدنا أنفسنا في مأزق دون حماية ومساندة من الجهات المعنية”.

وأوضح تقرير شبكة إعلاميات أن هنالك تحسناً طفيفاً في وضع الصحفيات، وعزت الشبكة ذلك إلى قدرتهن السريعة على التأقلم، والتزامهن المهني فزادت نسبة الصحفيات اللواتي واصلن العمل الصحفي إلى 72% بدلاً من 10% في الأشهر الأولى من بداية الحرب، وحسب إحصاءات سابقة للشبكة في الأشهر الأولى للحرب، إذ وجدت آنذاك أن 90% من الصحفيات فقدن فرص العمل، وأن 89% منهن انتقلن إلى أماكن سكن أخرى داخل وخارج السودان.

(100) حالة تهديد رقمي

تتعرض الصحفيات في السودان إلى كل أنواع الانتهاكات من القتل والتهديد، بحسب سكرتير الحريات بنقابة السودانيين الصحفيين، إيمان فضل السيد، في مقابلة مع راديو (دبنقا) ولكن الانتهاكات الرقمية هي الأكثر، ورصدت نقابة الصحفيين السودانيين ما لا يقل عن (100) حالة تهديد رقمي 50% موجهة للصحفيات من حملات التشويه الرقمي والتهديدات وتكميم الأفواه، وتعتقد أن الحملات تستهدف الضغط على الصحفيات بشكل أكبر في الوسائط المختلفة عن طريق حملات ممنهجة، واعتقد أن المعدل أعلى من البلاغات التي تصل إلى النقابة بهذا الشأن، ولا تمثل الرقم الحقيقي.

رئيس واعضاء المكتب التنفيذي المنتخبين لرابطة الصحفيين السودانيين في يوغندا
رئيس واعضاء المكتب التنفيذي المنتخبين لرابطة الصحفيين السودانيين في يوغندا 15 يوليو2024

تعرض 26 صحفية للتهديد الشخصي

وأشار تقرير شبكة إعلاميات في رصده إلى اقتحام منازل الصحفيات في مناطق النزاع، ومصادرة معدات العمل من هواتف ذكية، وكاميرات، إضافة إلى حملات التشهير المنظمة تجاه بعض الصحفيات، وتعرض 26 صحفية للتهديد الشخصي، و54% من الصحفيات تعرضن للعنف الرقمي، وتصاعد مخاطر العنف على الصحفيات بعد الحرب ومع تقلص في مساحات العمل الميداني.

وتصف فضل السيد في المقابلة مع دبنقا أوضاع الصحفيات بعد اندلاع الحرب بالمزرية جداً – والأسوأ مقارنة بالصحفيين لعدة أسباب أهمها أن الصحفيات غالبا ليس لديهن القدرة على الاستغلال عن الأسرة ولديهم التزامات تثقل كاهلهم، وتقيدهم في الحركة، لذلك يبقين في أماكن يصعب فيها الحصول على فرص عمل في النزوح واللجوء، سيما أولئك النازحات داخليا إلى مناطق نائية، وأضافت “العدد الأكبر من الصحفيات لا يعملن، إلا أن قليلاً منهن تحصلن على فرص عمل ومستقرات مهنياً بعد الحرب”

التحرش الجنسي

ونبهت شبكة إعلاميات إلى تقلّص حضور النساء الصحفيات في العمل الميداني، خاصة المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، أو الأعمال التي تتطلب عبور عدد من مناطق التفتيش، والتي تزداد فيها نسبة التحرش الجنسي تجاه النساء، مما حد من التغطية النوعية التي كن يقمن بها قبل الحرب من تغطية القضايا الجندرية والإنسانية، ومعاناة النساء، وعكس صوت ضحايا العنف الجنسي والنزوح والانتهاكات من النساء والفتيات، وأوضح التقرير الفجوة الكبيرة في خدمات الدعم النفسي التي تقدم للنساء الصحفيات حيث لم يتجاوز عدد الصحفيات اللاتي تلقين دعم نفسياً بعد الحرب 40% فقط، وكشف الاستبيان الذي أجرته شبكة إعلاميات عن توزيع الصحفيات المتأثرات بالأزمة، حيث أظهرت النتائج أن 52% من الصحفيات ما زلن داخل السودان، بينما 48% منهن انتقلن إلى دول أخرى.

ارشيف

Welcome

Install
×