عامر كورمي، عضو المكتب التنفيذي لتحالف قوى جبال النوبة المدنية : مصدر الصورة : راديو دبنقا

التحالف قوى جبال النوبة المدنية عامر كورمي لـ(راديو دبنقا):


مبادرة الوساطة تشترط إبعاد قوات “الدعم السريع” بسبب الانتهاكات التي إرتكبها في الفاشر وبابنوسة.


الجيش والدعم السريع “مجموعة واحدة” ونحذر من التصعيد بعد انتهاء مهلة الرد.


نطالب د. عبد الله حمدوك بالضغط الدولي لدعم المقترح وتأمين الإقليم من الصراع.

امستردام :15 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا

أجري حوار – أشرف عبدالعزيز

دفع تحالف قوى جبال النوبة المدنية بمقترح وساطة عاجل لجميع أطراف النزاع الرئيسية (الجيش والدعم السريع والحركة الشعبية)، بهدف إنهاء الحرب في الإقليم الذي يعاني من حصار ومجاعة أسفرت عن وفاة أكثر من 400 طفل. وكشف عامر كورمي، عضو المكتب التنفيذي للتحالف،في مقابلة مع راديو دبنقا أن المذكرة تطالب بـ وقف فوري لإطلاق النار وإبعاد قوات الدعم السريع بسبب انتهاكاتها. الأبرز في المقترح هو مطالبة التحالف بـ انسحاب الجيش السوداني من حامياته العسكرية وتسليمها للحركة الشعبية، باعتبارها جزءاً من الإقليم. وأكد عضو المكتب التنفيذي للتحالف عامر كورمي لـ(راديو دبنقا) أن التحالف، الذي يعتبر الجيش والدعم السريع “مجموعة واحدة” في الصراع التاريخي ضد أبناء النوبة، يسعى لتفادي نزاع مسلح بين مكونات الإقليم. وأشار إلى أن التحالف ينتظر الرد اليوم (آخر يوم) من الأطراف، ويحذر من التصعيد العسكري، داعياً رموز الإقليم كالدكتور عبد الله حمدوك لدعم المبادرة دولياً.

تأسيس التحالف وأهدافه:

التحالف تم تأسيسه إبان ثورة ديسمبر 2019 في اعتصام القيادة العامة، ويضم أجساماً ثورية مدنية منها الأجسام القانونية والمهنية والإدارات الأهلية، بالإضافة إلى الروابط والجمعيات والأجسام النسوية. الهدف الأساسي من تأسيس التحالف هو الدفاع عن الحقوق المدنية لشعب جبال النوبة الذي يعاني من ويلات الحروب والانتهاكات منذ استقلال السودان في العام 1956، مع الإشارة إلى أن الانتهاكات الأكبر كانت في عهد حكومة الإنقاذ (1989- 2019).


مقترح الوساطة الأخير وتوقيته:


في الفترة الأخيرة، دفع التحالف بمقترح وساطة للأطراف الرئيسية المعنية بالنزاع، وهي الحركة الشعبية (قيادة الحلو)، الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، والقوات المشتركة، وكذلك لتحالفات “صمود” و”تأسيس”، فضلاً عن المجتمع الدولي والإقليمي. تم تسليم المذكرة أيضاً لأبناء النوبة في الجيش والحركة الشعبية.
جاءت هذه الخطوة بعد مشاورات امتدت لأسابيع، خاصة بعد سقوط الفاشر وبابنوسة، حيث تبيّن لنا مدى الخطورة على جبال النوبة. الخطوة العملية بدأت بعد سقوط بابنوسة وشملت المشاورات أبناء النوبة في الداخل والخارج.

دوافع الوساطة وتجربة الإغاثة السابقة:

السبب الذي جعلنا ندفع بهذه الوساطة هو معرفتنا بوضع جبال النوبة، خاصة مدينتي الدلنج وكادقلي المحاصرتين منذ العام 2024، وكيف أسهم الحصار في مجاعة حصدت أرواح أكثر من 400 طفل. أبناء المنطقة الموجودون بمناطق سيطرة القوات المسلحة وأبناء النوبة قدموا مساعدات لكنها لم تكن كافية.
هذا ما دفعنا سابقاً بوساطة بين الجيش والحركة الشعبية، والتي أثمرت لقاء بين نائب القائد العام للجيش الفريق شمس الدين كباشي وقائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في جوبا، وشاركنا كتحالف في المباحثات.
في منتصف هذا العام، فشلت محاولة لفتح الطريق، قبل أن تنجح أخرى بموافقة حكومة الجنوب للسماح لقوافل الإغاثة بالعبور عبر أراضيها، بعد موافقة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. نشكر رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير على هذه الخطوة، التي تم عرقلتها بقرار من حكومة الولاية أوقف بعض المنظمات الإغاثية. ومنذ ذلك الحين، فشلت الحكومة في إيصال الإغاثة للمدن المحاصرة.


مضمون ومطالب المذكرة الأساسية:


أوضحنا في المذكرة مضمون الوساطة ومطالبها الأساسية، وهي: المطالبة بإبعاد قوات الدعم السريع للانتهاكات التي ارتكبتها في الفاشر وبابنوسة و المطالبة بانسحاب الجيش السوداني من الحاميات العسكرية وتسليمها لـ الحركة الشعبية، باعتبارها جزءاً من جبال النوبة.
كانت هناك تساؤلات بأن التحالف بين الدعم السريع والحركة الشعبية قد يؤثر على العملية، لكن طمأنا كل أبناء الإقليم بأننا أجرينا مشاورات واسعة مع المجتمع الدولي والإقليمي من أجل توفير الضمانات.

مقترحات الإدارة المدنية والحماية:

طرحنا من جانبنا عفواً عاماً، وحماية مسؤولي الحكومة بالمنطقة وسحبهم لمناطق آمنة وأن تكون المناطق تحت إدارة المكونات المحلية لتدير الجانب الخدمي والإنساني والصحي. البند الأساسي هو وقف فوري لإطلاق النار، لأنه إذا لم يتم ذلك، من الصعب جداً تنفيذ بنود الوساطة.


الموقف من طرفي النزاع والتحذير من الفتنة
هذه الحرب انتهكت المواطن السوداني، وعدم حرص الأطراف عليه يجعلنا قلقين على مصير شعبنا. حتى العسكريون الموجودون بالمنطقة هم من أبنائها، وبالتالي تهمنا أرواحهم. منطقة جبال النوبة لم تشهد قتالاً بين المجتمعات، وإذا حدث ذلك، سيمزق النسيج الاجتماعي ويعقد الموقف. نحن لا نريد أن ندخل شعبنا في نزاع مسلح بين أبناء جبال النوبة.
الجيش السوداني والدعم السريع بالنسبة لنا مجموعة واحدة، وكانوا يقاتلون ضد أبناء جبال النوبة بمسميات مختلفة لصالح مشاريع سياسية، وبالتالي لن ندفع لهم ثمن خلافهم. المواطن السوداني متضرر، ومن يقول إنه مع استمرار الحرب ليس صحيحاً، فهو مع إيقاف الحرب. يجب أن يكون هناك سلام، ونحن في جبال النوبة قادرون على حل الخلافات السياسية بين مكوناتنا سياسياً. لن نكون أدوات لمشاريع يتضرر منها شعبنا، ولذلك نريد وقف الحرب وطالبنا بإبعاد الدعم السريع خوفاً من الانتهاكات.

مهلة الرد والتصعيد البديل:

حتى الآن لم نتلق أي رد، واليوم هو آخر يوم، وكنا وما زلنا نأمل في استجابة الأطراف حتى لا ندخل في مرحلة التصعيد العسكري على الأرض. نحث الطرفين على الاستجابة للنداء.
في حال عدم الرد، شرعنا في تكوين لجنة استشارية وتنسيقية مكونة من مجموعات بالداخل والخارج. أي رفض لأحد الأطراف يجعله يتحمل المسؤولية السياسية والمجتمعية والقانونية لما قد يجري في هذه المنطقة.

دور الدكتور عبد الله حمدوك والدعم الدولي:

خطابنا لتحالف “صمود” موجه إلى شخصية رئيس وزراء حكومة الثورة د. عبد الله حمدوك، وهو أحد رموز منطقة جبال النوبة. دوره مهم للغاية بالنسبة لنا، سواء في التشاور مع الأطراف المختلفة أو معالجة الشرخ المجتمعي في الدلنج. مطلوب منه أيضاً دعم المبادرة وسط المجتمع الدولي والإقليمي.
لقد أوصلنا النداء لرئيس الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والإيقاد وكثير من المنظمات الأممية. الخيار الأول هو نزع فتيل أزمة النزاع من جبال النوبة ليُطبق هذا النموذج في كل الولايات الأخرى.

Welcome

Install
×