ضغوط على الأسر السودانية في طرابلس لإخلاء مساكنها

طرابلس – ٥ اكتوبر ٢٠٢٥م راديو دبنقا دبنقا
تواجه العديد من الأسر السودانية في العاصمة الليبية طرابلس ضغوطًا متزايدة من ملاك المنازل لإخلاء مساكنها، وذلك عقب تحذيرات أصدرتها السلطات الليبية لأصحاب العقارات من تأجير منازلهم للأجانب دون الحصول على إذن مكتوب من الشرطة.

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية منشورات منسوبة للشرطة الليبية تحذر فيها المواطنين من إيواء أي أجنبي أو تأجيره منزلًا دون موافقة مسبقة من الجهات الأمنية، ما دفع كثيرًا من المُلّاك إلى مطالبة المستأجرين السودانيين بإخلاء المنازل فورًا.

وقالت إحدى السيدات المقيمات في حي جنزور – الذي يقطنه عدد كبير من الأسر السودانية النازحة من جراء الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عامين – إن صاحب المنزل الذي تسكنه مع أطفالها طالبهم بالمغادرة وقطع عنهم المياه لإجبارهم على الإخلاء.


وأضافت السيدة، في حديث لـ”دبنقا”، أن “أبواب العودة إلى السودان مغلقة، ولا نملك وجهة بديلة، ونناشد السفارة ومكتب الجالية بالتدخل العاجل لتوفير مأوى آمن للأسر المتضررة”.

وفي شهادة مماثلة، أفادت سيدة أخرى بأنها تلقت إخطارًا من صاحب المنزل الذي تستأجره بضرورة الإخلاء، متسائلةً بمرارة: “أين أذهب مع أطفالي في مثل هذه الظروف؟”

من جانبها، أوضحت ناشطة في العمل الطوعي الانساني وقضايا اللاجئين السودانيين – فضلت حجب اسمها – أن مثل هذه الضغوط تتكرر سنويًا مع اقتراب العام الدراسي الجديد، مشيرةً إلى أن بعض المواطنين الليبيين يضغطون على الحكومة لتقييد وجود الأجانب بسبب ازدياد أعدادهم ومنافستهم لأبناء ليبيا في فرص التعليم بالمدارس الحكومية.

وأكدت الناشطة أن الحل الواقعي يكمن في دعم العودة الطوعية أو الترحيل إلى بلد ثالث عبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في ظل انسداد سبل الحل الداخلي.

وكانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية قد أكدت في مناسبات سابقة استثناء المواطنين السودانيين من الإجراءات الصارمة المفروضة على الأجانب، غير أن الواقع الميداني يشير إلى تعرض العديد منهم في مدن الغرب الليبي إلى مضايقات وتنمّر من بعض المواطنين الرافضين للوجود الأجنبي.

Welcome

Install
×