جهاز الأمن يواصل إرهاب الصحافة والصحفيين بمصادرة (الجريدة) ومداخلات للصحفيين

صادرت الأجهزة الأمنية صباح الثلاثاء صحيفة الجريدة من المطبعة للمرة التاسعة… وقال الصحفي والكاتب فتحي الضو… اعتبر الكاتب والقانوني سيف الدولة… قال ياسر عرمان الأمين…

صادرت الأجهزة الأمنية صباح الثلاثاء صحيفة الجريدة من المطبعة للمرة التاسعة خلال ثلاث أسابيع دون إبداء أي أسباب. وأعلن أحمد الشيخ مدير تحرير صحيفة الجريدة  في مقابلة مع راديو عن تكبد الصحيفة خسائر مالية فادحة جراء المصادرات المتكررة. وعزا المصادرة للخط المهني الذي اختطته الصحيفة في تغطية الأحداث والوقائع بما لا يتواءم مع الخط الحكومي، موضحاً أن الهدف من المصادرات هو إضعاف الجريدة. وطالب جهاز الأمن للاحتكام  إلى القضاء بدلاً عن اللجوء إلى مصادرة الصحيفة. وكشف الشيخ عن تجاوب القراء مع مبادرة القارئ المعلم التي أطلقتها الصحيفة لتغطية القراء لتكاليف الأعداد المصادرة عبر تحويل الرصيد.
وقال الصحفي والكاتب فتحي الضو إن العصيان المدني الذي تم تنفيذه  يوم 19 ديسمبر وضع القوي السياسية الحزبية على وجه التحديد فى تحد كبير لمواجهة هذا الواقع. وقال فتحي في مقابلة مع راديو دبنقا إن النظام الذي يمر بلحظات النهاية ليس أمامه الآن سوى الهروب إلى الأمام لمواجهة هذا الواقع. ودعا عبر راديو دبنقا  القوي السياسية لتدارك هذا الموقف والاستفادة من الواقع الجديد الذي خلقه عصيان 27 نوفمبر و19 ديسمبر. وقال إن القدرات التى أدت إلى نجاح العصيان الأخير هى قادرة على استنباط أنواع أخري من أشكال المقاومة لمناهضة نظام الإنقاذ. ودعا السودانيين للاهتمام أكثر برؤي المستقبل فى كيفية أعداد البرامج السياسية والاقتصادية والتنظيمية لسد الفراغ لتفادي ما حدث فى دول الربيع العربي. وطالب في نفس الوقت القوي السياسية بتحمل واستنهاض مسؤولياتها ومواجهه الواقع بالإعداد الجيد للمستقبل.
ومن جانبه اعتبر الكاتب والقانوني سيف الدولة حمدنا الله العصيان المدني الذي نفذته قطاعات من الشعب السوداني، يوم الاثنين، بمبادرة شبابية حراكاً ناجحا ونقطة تحول في العمل المعارض مشيرا إلى أن الحكومة لم تستطع إيقافه بوسائل القمع المعروفة مثل الاعتقالات. وأوضح أن العصيان يعني تجاوز الشعب السوداني لمخرجات الحوار الوطني بما يتطلب إيجاد حلول حقيقية لأزمة الحكم. وقال سيف الدولة في مقابلة مع راديو دبنقا إن تقييم العصيان المدني لا يتأتى بحساب عدد الذين خرجوا إلى الطرقات ومقارنتهم مع الذين بقوا في منازلهم، مشيراً إلى استخدام الحكومة لعدد من الحيل تتمثل في ملء الطرقات بالحافلات والسيارات الحكومية وتنظيم احتفالات لاستدراج المواطنين للخروج من منازلهم. وأكد سيف الدولة نجاح العصيان المدني في توحيد الشعب السوداني بمختلف فئاته العمرية وخلفياته الاجتماعية والسياسية حول مشروع واحد. ولكنه أقر بوجود فجوة بين الأحزاب  السياسية والشباب بسبب عدم التنسيق وعدم تقديم برنامج متكامل للحكم بعد تغيير النظام واعتبرها ثغرة استغلها الخطاب الحكومي في مواجهة العصيان المدني الذي ركز على عدم وجود البديل والتلويح بانهيار السودان في حال سقوط النظام.
في السياق قال ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية إن الشروط الموضوعية اكتملت لإسقاط النظام الحاكم وإجراء تغيير ديمقراطي في السودان، ودعا عرمان المجتمع الدولي إلى أخذ هذا التطور في الاعتبار وتغيير سياساته تجاه حكومة الرئيس عمر البشير. وشدد ياسر عرمان على ميلاد تحالف جديد بين قوى المعارضة وقال إنه "يشكل نقلة نوعية في النضال ضد النظام منذ 27 عاما" مشيرا إلى "انكسار حاجز الخوف واتساع رقعة الرفض الشعبي لسياسات الحكومة". وقال عرمان إن هناك ثلاث قوى رئيسية اليوم، المعارضة بتنظيماتها المعروفة وتحالفاتها المختلفة وقوى المهنيين التي انتظمت صفوفها من أطباء ومحامين وصيادلة وأساتذة جامعات والمعلمين وغيرهم وقوى ثالثة هي التي أتت بفكرة العصيان المدني من مجموعات التواصل الاجتماعي والشباب والنساء والطلاب".