تحذيرات من الهجرة غير الشرعية بعد غرق 3 شقيقات سودانيات في البحر المتوسط

لاجئون سودانيون في الكفرة بليبيا فروا بسبب الحرب الدائرة-يوليو 2025-المفوضية السامية لشئون اللاجئين
طرابلس – 25 أغسطس 2025- راديو دبنقا
أعلنت منظمة الإغاثة الألمانية «ريسكشيب» العثور على جثث ثلاث شقيقات سودانيات تتراوح أعمارهن بين 9 و17 عامًا، بعد غرق قارب مطاطي مكتظ بالمهاجرين في البحر المتوسط شمال ليبيا، بفعل سوء الأحوال الجوية.
وأوضحت المنظمة أن فرقها تمكنت من إنقاذ نحو 65 مهاجرًا وانتشال جثث الشقيقات خلال عملية صعبة نُفذت بين ليلة الجمعة وصباح السبت، فيما ما يزال شخص رابع مفقودًا وسط تواصل عمليات البحث.
وقد نُقل الناجون لاحقًا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث وصلت المجموعة في وقت متأخر من مساء السبت، وكان من بينهم والدة الفتيات الثلاث وشقيقهن، الذين نجوا من الحادثة.
ويُذكر أن البحر المتوسط يعد أخطر طرق الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، حيث حصد منذ عام 2014 أرواح أكثر من 30 ألف مهاجر وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة.
تحذيرات
حذّر رئيس مبادرة الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للسودانيين من ليبيا، مالك الديجاوي، من استمرار المآسي التي تحصد أرواح السودانيين عبر البحر الأبيض المتوسط، آخرها وفاة ثلاث شقيقات يوم الجمعة الماضي غرقًا أثناء محاولتهن العبور إلى أوروبا.
وقال الديجاوي في حديثه لراديو دبنقا إن الحرب في السودان دفعت آلاف اللاجئين للتحول تلقائيًا إلى مهاجرين غير شرعيين، وسط غياب الدعم الدولي وتقصير المنظمات الإنسانية. وأشار إلى أن السلطات الليبية حاولت دمج السودانيين في المجتمع عبر التعليم والعلاج المجاني، إلا أن استغلال المهربين للأوضاع جعل كثيرًا من الشباب عرضة للموت أو السجن بعد دفع مبالغ طائلة تتراوح بين ألف وخمسة آلاف دولار للرحلة.
قوارب خطيرة
وأكد أن القوارب المطاطية تُعد الأخطر، إذ كثيرًا ما تنقلب وتؤدي إلى غرق المهاجرين، فيما يستمر المهربون في ابتكار وسائل استغلال جديدة. وأضاف أن بعض الشباب يدفعون آلاف الدولارات مرارًا دون أن ينجحوا في الوصول إلى أوروبا، بينما يمكن استثمار هذه الأموال في مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة أثبتت نجاحها داخل ليبيا.
وأوضح الديجاوي أن المبادرة نفذت مشروعات بديلة لإقناع الشباب بالابتعاد عن الطرق غير الشرعية، داعيًا الحكومة السودانية والمنظمات الدولية لدعم هذه الجهود. كما شدّد على أن التسجيل عبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هو الطريق الآمن الوحيد، محذرًا من أن مواسم الهجرة الصيفية تشهد نشاطًا مكثفًا لعشرات معسكرات المهربين التي تستعد لإرسال مزيد من الشباب إلى المجهول.
وختم الديجاوي برسالة للشباب السوداني: “الموت في البحر ليس حلاً.. الطريق الآمن هو التسجيل عبر المفوضية، واستثمار المال في مشاريع تضمن الحياة الكريمة بدل أن تبتلعه الأمواج.”