رئيس الوزراء كامل ادريس

رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس يزور منطقة البحر الأحمر العسكرية - 7 يونيو 2025- وكالة السودان للأنباء

بين التفاؤل الحذر واتهامات بالتماهي مع “سلطة الأمر الواقع”

امستردام 10يونيو 2025م راديو دبنقا

شهدت حلقة برنامج “قضايا الشباب” التي يبثها راديو دبنقا، نقاشاً حيوياً بين عدد من الشباب السودانيين حول تعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء في السودان، حيث تباينت الآراء بين الترحيب المشروط، والرفض القاطع، والتفاؤل الحذر.

تحفظات وتحذيرات: “التمرد ليس أولوية”

الناشط أبو إدريس حذّر مما سماه “الاندفاع غير المدروس في دعم الدكتور كامل إدريس”، مطالباً بـ”إثبات جديته في القضايا التي تهم الشباب، وفي مقدمتها الأمن، واستقلالية القضاء، وتعزيز العلاقات الخارجية”. وانتقد حديث إدريس عن “حسم التمرد” بدلاً من السلام، مضيفاً: “هناك من يقف خلف عرقلة مشروع الدستور الدائم ما زالوا فاعلين في المشهد”.

وأكد أبو إدريس أن “الحوار الوطني بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية”، مضيفاً أن “وقف الحرب بالبندقية مستحيل، حتى باعتراف قيادات إسلامية بارزة”، متوقعاً أن يواجه إدريس ضغوطاً من الإسلاميين والعسكريين، داعياً إلى “انفتاح دبلوماسي شامل على العالم، لا أن يُختزل في إفريقيا والدول العربية”.

رفض للشرعية: “التعيين لا يستند إلى مرجعية دستورية”

من جهته، وصف المعلم عبدالله محمود تعيين إدريس بأنه “تعيين بلا شرعية”، مشيراً إلى “نفاد أمد الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا، رغم تمسك أطرافها بها”. وقال إن “المرجعية الاجتماعية والسياسية للدكتور كامل تشير إلى ارتباطه بالنظام السابق”، وتوقع له الفشل المبكر.

رؤية نقدية: “انحياز لطرف الحرب”

متحدث آخر اعتبر أن إدريس “بدأ انطلاقته السياسية بانحياز واضح لأحد طرفي الحرب”، مما اعتبره “إخلالاً بمبدأ الحياد الواجب في هذه المرحلة الحرجة”.

رأي مغاير: “خطوات نحو التوافق الوطني”

وعلى النقيض، رأت الدكتورة جليلة محمد مختار، طبيبة أسنان، أن خطوات إدريس “فعالة وإيجابية”، مؤكدة أنه “خلال مشاوراته أظهر حرصه على إشراك كل الأطراف السياسية في تشكيل حكومة تمثل مختلف مكونات السودان”.

وأشادت جليلة بتواصله المباشر مع المواطنين، وحرصه على الاستماع إليهم، معتبرة ذلك “علامة على قيادة تفاعلية تعيد الثقة في الجهاز التنفيذي”. وأكدت أن حديثه عن دور الشرطة والمؤسسات المدنية “يبعث برسائل واضحة نحو ترسيخ الحكم المدني”. واختتمت بالتشديد على أهمية استنهاض طاقات الشباب كعنصر فاعل في عملية التغيير.

قضية محلية: البيئة في محلية دلقو

من جانبه، أعرب أبوبكر عبد الهادي من الولاية الشمالية عن تفاؤله بمستقبل رئيس الوزراء، لكنه دعا إدريس إلى “الانحياز العملي لقضايا المواطنين”، مشيراً إلى “شركة تعمل في محلية دلقو تستخدم مواداً ضارة بصحة السكان”، مطالباً بتدخل حكومي عاجل.

خاتمة: بداية محفوفة بالأسئلة تُبرز آراء الشباب التي وردت في البرنامج عمق التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية في السودان، وتكشف عن انقسام حاد في المواقف تجاه قيادة الدكتور كامل إدريس، بين من يرى فيها بارقة أمل نحو التغيير، ومن يراها استمراراً لواقع سياسي مأزوم.

Welcome

Install
×