كيس الشب المستخدم في تنقية مياه الشرب يزن سعة واحد كيلو ارتفع سعره بعد هطول الأمطار الثلاثاء من 1300إلى 7 آلاف جنيه ـ خاص راديو دبنقا

منتدى الإعلام السودانى: غرفة التحريرالمشتركة

المصدر : مركز الألق للخدمات الصحفية

تقرير/ مديحة غيدالله

ما القاسم المشترك بين أعمق نقطة في المحيط، أخدود ماريتا، وأعلى قمة جبلية فى العالم، قمة افرست؟ رغم كونهما من بين أكثر البيئات النائية التى يتعذر الوصول إليها على كوكب الأرض، إلا أنهما يحتويان على قطع بلاستيكية صغيرة، جراء النشاط البشري القادم من بين أميال، وعلى مدار السبعين عاماً الماضية، تسللت المواد البلاستيكية إلى السوق وتغلغلت، على ما يبدو، في كل زواية وركن على وجه الأرض، ورغم الاستخدامات المهمة للبلاستيك، إلا أن المنتجات البلاستيكية غير الضرورية تلوث كوكب الأرض، مما يتسبب بسلسلة من المشاكل … “. بتصرف من (برنامج الأمم المتحدة للبيئة).

في الخامس من يونيو، كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي للبيئة، لتسليط الضوء على مهددات البيئة المختلفة. وجاء شعار الاحتفال لهذا العام، 2025، (وضع حد للتلوث البلاستيكي) من أجل أن يعمل العالم عبر مؤسساته ومنظماته المختلفة لمواجهة هذا الخطر.

وتم اختيار هذا الشعار بعناية قبل شهرين من اجتماع دولي تدعو له الأمم المتحدة مع العديد من أصحاب المصلحة حول العالم، للعمل على صك ملزم قانوناً بعنوان (معاهدة البلاستيك) للحد من التلوث البلاستيكي من خلال التنسيق والحوكمة العالمية بالتركيز على القضاء على التلوث البلاستيكي.

وتهدف المعاهدة العالمية للبلاستيك لإنهاء التلوث البلاستيكي في كل مرحلة من مراحل دورة حياة المادة، من التصنيع إلى التخلص منها، ويجري التفاوض حولها حالياً من قبل (175) دولة.

وتنشئ المعاهدة إطاراً عالمياً لدعم جهود كل دولة للحد من البلاستيك، بما يضمن تنسيق الجهود وفعاليتها. وحسب موقع (Free Break From Plastic) في نوفمبر من العام 2024، فإن المعاهدة يمكن أن تكمل اتفاقية (بازل) بشأن تجارة النفايات البلاستيكية، من أجل نهج أكثر شمولاً لمعالجة تلوث البلاستيك.

خطر المواد الكيميائية على الصحة البشرية

تشير الدراسات إلى أن المواد الكيميائية المثيرة للقلق في البلاستيك قد تؤثر سلباً على الصحة البشرية والبيئة، وحسب (CNN) في يونيو 2023 ، فقد حددت دراسة حول (المخاطر الكيميائية للبلاستيك على الصحة) أكثر من 3,200 مادة من المواد ذات الخصائص الخطرة والمثيرة للقلق، من أصل أكثر من 7,000 مادة مرتبطة بالبلاستيك. وتشمل الآثار الصحية لتعرض الأشخاص للمواد الكيميائية في البلاستيك: تلف الجهاز العصبي، انخفاض الخصوبة، أمراض القلب والأوعية الدموية، خلل وظائف الهرمونات وسرطان الكبد والرئة.

السودان خطر البلاستيك وصراع المصالح

لابد الغالبية يشعرون بكآبة منظر أكياس البلاستيك وهي ملتفة حول أغصان الأشجار والأعشاب وأسوار المنازل، وكيف أنها باتت جزءاً من الشوارع في الأحياء بفعل الرياح والأمطار. وجرت محاولات فى ولايات سودانية لوضع قوانين ولائية تحظر استخدام أكياس البلاستيك، ولكن المفارقة وفقاً لصحيفة (سودان تربيون) أن وزير البيئة في العام 2016 ، ساند ملاك مصانع البتروكيماويات، على اعتبار أن استثماراتها تصل إلى 200 مليون دولار، وشكا مسؤول غرفة البتروكيماويات من عدم استجابة الولايات لنداء أصحاب المصانع والتجار والعمال، وذكر أن هناك أكثر من (100) مصنع يستوعب أكثر من 10 آلاف عامل، فيما أوضح الأمين العام لاتحاد الغرف الصناعية عن التزام أصحاب المصانع بدفع الضرائب ووجود أكثر من (3) آلاف ورشة لإنتاج البلاستيك.

وشهد العام 2018 ابتدار حملة قومية للقضاء على التلوث الناتج عن استعمال المواد البلاستيكية. فوفقاً لإحصاءات رسمية، حسب (وكالة أنباء شنخوا)، حينها، ينتشر نحو (180) ألف طن من المواد البلاستيكية، لتشكل واحدة من أكبر الملوثات البيئية.

إلا أن قرار حظر استخدام أكياس البلاستيك لم يجد طريقه للتنفيذ، لعدة أسباب، منها: نفوذ أصحاب المصانع، تراخي الولايات فى تنفيذ القرار لاعتماد إيرادتها على الجبايات من مصانع البلاستيك، وتعمد بعض التجار لتجفيف السوق دون أن تتوفر بدائل مما أدى لارتفاع أسعار أكياس البلاستيك وإثارة غضب المواطنين الذين وصف بعضهم قرار الحظر بأنه “فاشل وغير المدروس.. ولم يوقف صناعة الأكياس”، فيما ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن أصحاب النفوذ الاقتصادي أفشلوا القرار، وعجزت الجهات المختصة عن التصدي لهم. إضافة إلى عدم فرض عقوبات على المخالفين للقرار، وطالب خبراء فى مجال البيئة بفرض الرقابة على إنتاج أكياس البلاستيك الذي استمر يغرق الأسواق، رغم قرار الحظر. وذلك وفقاً لما ورد بموقع (أخبار السودان) في سبتمبر من العام 2018.

تدوير النفايات البلاستيكية.. حل مقترح

يقول عثمان محمد أحمد، الأمين العام لجمعية البيئيين بكمبالا : تتسبب النفايات البلاستيكية في موت العديد من الكائنات الحية البرية والبحرية، والنباتات والمحاصيل، وتشكل طبقة عازلة بين النبات والتربة التي يستمد منها الغذاء. كما لها القدرة على الطفو فوق سطح الماء لمدة طويلة، مما يشكل بيئة خصبة لنمو الطفيليات الضارة بالإنسان والحيوان.

وفي السودان تأكل الماعز المواد البلاستيكية مما يفضى إلى موتها، ويستدعي ذلك إدارة النفايات البلاستيكية بحرص شديد، وقال : “أرى أهمية العودة لاستخدام (القفة والمخلاية) تفادياً لاستخدام الأكياس البلاستيكية، وسن قوانين رادعة لكل من يستخدم البلاستيك بطريقة مخالفة للقوانين”.

وأشار عثمان إلى تجارب سابقة لسن قانون في ولاية القضارف يمنع استخدام البلاستيك منعاً باتاً، لكن تم التراخي عن تطبيق القانون مؤخراً. وأضاف: “أرى أهمية تعميم هذا القانون على كل ولايات السودان، فالتخلص من البلاستيك يتطلب التزاماً صارماً، إما بالمنع أو الالتزام بتدوير النفايات البلاستيكية، باعتبارهما أنجع طريقتين لإدارة النفايات البلاسنيكية حتى الآن”.

ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد “مركز الألق للخدمات الصحفية” في إطار التوعية بالمخاطر البيئية المهولة التي تسببها أكياس البلاستيك واسة الانتشار والاستخدام. ويقترح الخبراء بعض الحلول المتمثلة في خلق البدائل وسن القوانين.

Welcome

Install
×