الاتحاد الأفريقي يرحب بمبادرة كامل إدريس ويعتبرها أساسًا لتحقيق السلام
أديس أبابا – 30 ديسمبر 2025 – راديو دبنقا
رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، بمبادرة السلام السودانية التي قدّمها رئيس الوزراء كامل إدريس إلى مجلس الأمن، داعيًا إلى حوار شامل ودعم دولي.
ونصّت المبادرة التي قدّمها رئيس الوزراء كامل إدريس على إعلان وقف شامل لإطلاق النار تحت رقابة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، على أن يتزامن ذلك مع انسحاب قوات الدعم السريع من جميع المناطق التي تحتلها، وتجميع مقاتليها في معسكرات محددة يتم التوافق عليها، تحت إشراف مشترك (أممي وأفريقي وعربي).
ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في بيان صدر اليوم الثلاثاء واطّلع عليه راديو دبنقا، المبادرة بأنها إطار عمل شامل واستشرافي يُظهر فهمًا عميقًا للأزمة الحادة التي تواجه السودان وشعبه، فضلًا عن التزام صادق بإنهاء الأعمال العدائية، ووقف العنف، وتخفيف المعاناة الإنسانية، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.
ورفضت حكومة تأسيس، وتحالف صمود، والحزب الشيوعي، وجهات عديدة أخرى، مبادرة كامل إدريس، واعتبروها إطالةً لأمد الحرب.
أساس لتحقيق السلام
وأشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أن الاتحاد الأفريقي يولي أهمية كبيرة للعناصر السياسية والإنسانية والأمنية الموضّحة في المقترح، معتبرًا إياها أساسًا موثوقًا لتحقيق سلام مستدام. وأكد أن المشاركة البناءة في المبادرة أمر لا غنى عنه لأي حل شامل، وللجهود الرامية إلى إنهاء النزاع المسلح، واستعادة الأمن والاستقرار، وحماية التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية في السودان.
ونصّت مبادرة رئيس الوزراء على دعم المشاريع التنموية في ولايات دارفور وكردفان وبقية الولايات المتضررة، عبر تخصيص موارد حكومية ودولية إضافية، فضلًا عن مشاريع إعادة الإعمار. كما نصّت على إنشاء مشاريع إنتاجية من خلال تأسيس صناديق للتمويل الأصغر، وتوفير فرص عمل، وبرامج تدريب مدني لإعادة تأهيل المقاتلين السابقين.
وقف إطلاق النار
وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن دعمه القوي لتركيز المبادرة على وقف إطلاق النار الفوري والشامل، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ودعم اللاجئين والنازحين داخليًا، ونزع السلاح، وإصلاح القطاع الأمني، والمصالحة الوطنية، وإعادة الإعمار. وأكد أن هذه المكونات ضرورية لإعادة بناء الثقة، وإصلاح النسيج الاجتماعي، وتوطيد دولة سودانية موحدة.
عملية شاملة
وشدّد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على الحاجة إلى عملية مضمونة وشاملة ترتكز على العدالة الانتقالية، والمصالحة الوطنية، وجبر الضرر للضحايا، والمشاركة السياسية الواسعة. وذكر أن هذا النهج حيوي لتحقيق سلام دائم، والحفاظ على الوحدة المجتمعية، ومنع العودة إلى العنف أو التفكك.
وأكد محمود علي يوسف، مجددًا موقف الاتحاد الأفريقي، أهمية الحوار الذي يقوده السودانيون خلال الفترة الانتقالية، بهدف بناء توافق وطني بشأن الحكم والوحدة ضمن إطار دستوري واحد. كما سلّط الضوء على ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتحت إشراف دولي، لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الديمقراطية والاستقرار.
وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد الاتحاد الأفريقي للتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والشركاء الدوليين، لدعم ومرافقة جهود السلام في السودان. وأكد مجددًا التزام الاتحاد الأفريقي الراسخ بوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، وتعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.


and then