الأمم المتحدة : يجب ألا نسمح بأن تلقى كردفان نفس مصير الفاشر
امرأة فرت من الفاشر ويبدو عليها الارهاق والحزن الشديد على قارعة الطريق في منطقة خلوية بحثا عن مكان امن : وسائل التواصل الاجتماعي
جنيف: 4/ ديسمبر/2025م: راديو دبنقا
حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن السودان يواجه خطرا وشيكا لموجة أخرى من الفظائع، وسط تصاعد القتال العنيف في أنحاء إقليم كردفان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال.
وأفاد بيان صادر عن مكتبه بأنه منذ 25 أكتوبر، عندما سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة بارا في شمال كردفان، وثقت المفوضية مقتل ما لا يقل عن 269 مدنيا جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي والإعدامات الميدانية. وأضاف أن انقطاعات الاتصالات والإنترنت تعيق إعداد تقارير دقيقة، وبالتالي، يرجح أن يكون عدد الضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير.
ووفقا للبيان، وردت تقارير عن عمليات قتل انتقامية واعتقالات تعسفية واختطاف وعنف جنسي وتجنيد قسري، بما في ذلك لأطفال. ووردت تقارير كذلك عن احتجاز العديد من المدنيين بتهمة “التعاون” مع الأطراف المتعارضة، كما يتزايد القلق أيضا بشأن استخدام خطاب الكراهية المثير للانقسام، ما قد يؤجج العنف.
وضع إنساني حرج
وقال المفوض السامي: “إنه أمر صادم حقا أن نرى التاريخ يعيد نفسه في كردفان بعد وقت قصير من الأحداث المروعة في الفاشر”، مضيفا أن “المجتمع الدولي وقف متحدا آنذاك، وأدان بشكل قاطع الانتهاكات الهمجية والتدمير. ويجب ألا نسمح بأن تلقى كردفان نفس مصير الفاشر”.
وأشار البيان إلى عدد من الحوادث في الفترة الماضية. ونبه إلى أن مدينتي كادوقلي والدلنج في جنوب كردفان اللتين حاصرتهما قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال، بالإضافة إلى الأُبيض في شمال كردفان، التي تحاصرها قوات الدعم السريع جزئيا، تتعرض للخطر بشكل خاص.
وذكَّر بأن الوضع الإنساني حرج، مع تأكيد وجود مجاعة في كادوقلي وخطر المجاعة في الدلنج، مشيرا إلى أن جميع الأطراف تعرقل وصول المساعدات الإنسانية وعملياتها.
“لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي”
وقال تورك إنه “لا يمكننا الصمت أمام كارثة أخرى من صنع الإنسان”، مضيفا أنه “يجب أن ينتهي هذا القتال فورا، وأن يُسمح بوصول المساعدات المنقذة للحياة إلى من يواجهون المجاعة”.
ودعا إلى حماية العاملين في المجال الإنساني والمستجيبين المحليين، وإعادة الاتصالات لتسهيل تقديم المساعدات المنقذة للحياة والسماح بتدفق المعلومات الأساسية إلى المدنيين.
وشدد على أن توفير ممرات آمنة للفارين من رعب المجاعة والموت والدمار أمر ضروري ومن مقتضيات حقوق الإنسان.
وقال المسؤول الأممي: “ألم نتعلم دروس الماضي؟ لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح لمزيد من السودانيين بأن يصبحوا ضحايا لانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. يجب أن نتحرك، ويجب أن تتوقف هذه الحرب الآن”.


and then