اختفاء (11) صحفيا في الفاشر عقب سيطرة الدعم السريع
ارشيف
أمستردام : 30 أكتوبر 2025 : راديو دبنقا ووكالات
قالت لجنة حماية الصحفيين إن 11 صحفيا فُقدت آثارهم في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها قبل أيام، معربة عن قلقها البالغ إزاء ما يجري في المدينة، حيث يواجه الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام وغيرهم من المدنيين حملة غير مسبوقة من العنف والإفلات من العقاب.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إنها تحققت حتى اليوم الخميس من مكان وجود ثلاثة من الصحفيين المفقودين، الذين فروا من المدينة، بينما لا يزال الآخرون معزولين عن العالم الخارجي.
ووثقت اللجنة الدولية سابقا هجمات واسعة شنتها الدعم السريع في الفاشر وجميع أنحاء السودان، شملت عمليات قتل واعتقالات وعنف جنسي.
وحذرت من أن العالم لم يعد قادرا على الانتظار لاتخاذ إجراءات للدفاع عن حق الجمهور في المعرفة وسلامة الصحفيين في الفاشر، مشددة على أن اختطاف الصحفيين والقتل العلني للمدنيين، وفرض حظر إعلامي، كلها أمور تشكل اعتداء مباشرا على حرية الصحافة وكرامة الإنسان.
وقالت المديرة الإقليمية للجنة، سارة القضاة “إن ادعاءات قوات الدعم السريع باستهداف الإرهابيين فقط وليس المدنيين هي تكرار لسيناريو مألوف يتمثل بالإنكار ثم تحويل اللوم، ثم قمع الصحفيين الذين يسعون إلى توثيق الحقيقة”، محذرة من خطورة هذه السلسلة في تعزيز الإفلات من العقاب وتقويض المساءلة، وخنق التغطية الصحفية المستقلة.
ونددت هيئات صحفية محلية ودولية باعتقال الصحفي السوداني المستقل معمر إبراهيم من قِبل الدعم السريع الأحد الماضي، في ظل تزايد القلق بشأن مصيره وسلامته.
وأظهر مقطع فيديو إبراهيم محاطا بمقاتلي الدعم السريع وهو يقدّم نفسه ويؤكد أنه اعتقل أثناء مغادرة المدينة التي كانت تحت حصار خانق وقصف عنيف منذ مايو 2024، وأشار إلى أنه عمل صحفيا متعاونا مع قناة الجزيرة مباشر خلال الفترة الماضية.
حجب كامل للاتصالات
وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى تقارير تحدثت عن حجب كامل للاتصالات مفروض على أجزاء كبيرة من شمال دارفور، مما يحدّ الوصول ويمنع التحقق، ويزيد من عزل الصحفيين والمجتمعات المتضررة.وقالت إن مثل هذا الحجب يؤشر بوضوح إلى أن الهجوم على المعلومات لا يقل قسوة عن الهجوم على حياة البشر.
ودعت لجنة حماية الصحفيين المجتمع الدولي إلى المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المحتجزين أو المختطفين بشكل عاجل، ووقف الهجمات على الصحافة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واستعادة شبكات الاتصالات لتمكين تدفق المعلومات.
وحثت اللجنة المجتمع الدولي على فرض عقوبات محددة وتدابير للمساءلة على قادة قوات الدعم السريع وغيرهم من المسؤولين عن جرائم الحرب والهجمات ضد الصحفيين، من أجل ضمان إجراء تحقيقات شاملة في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والمدنيين في شمال دارفور.
ومنذ بدء الحرب بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في 15 أبريل 2023، قتلت قوات الدعم السريع ما لا يقل عن 14 صحفيا، كما اعتقلت واغتصبت وأخفت قسريا العشرات، وفقا لبحث أعدّته اللجنة.


and then