مختبر أمريكي يؤكد مجزرة “شق النوم” بشمال كردفان

شق النوم شمال كردفان

صور اقمار اصطناعيه لقريه شق النوم بشمال كردفان - 14 يوليو 2025-مختبر العلوم الانسانيه بكليه ييل للصحه العامه

الأبيض 20 يوليو 2025 (راديو دبنقا)

أكَّد مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة صحة التقارير حول المذبحة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في قرية “شق النوم” شمال كردفان، وذلك باستخدام صور أقمار صناعية عالية الدقة التُقطت يومي 13 و14 يوليو 2025.

ووفقًا للتحليل، يأتي هذا الهجوم ضمن استراتيجية عسكرية أوسع تهدف إلى تطويق مدينة الأبيض من عدة محاور، وذلك ضمن تصعيد عسكري متسارع مع اقتراب موسم الأمطار الذي من المتوقع أن يحدّ من قدرة الأطراف على المناورة الميدانية.

أدلة وصور أقمار صناعية

في 12 يوليو 2025، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا على قرية شق النوم الواقعة شمال غرب مدينة بارا، وعلى بُعد نحو 60 كيلومترًا شمال مدينة الأبيض.

وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية منخفضة الدقة وجود سحب دخانية كثيفة فوق المنطقة بتاريخ 13 يوليو، بينما أظهرت الصور عالية الدقة الملتقطة في 14 يوليو دمارًا واسعًا للمباني وحرائق نشطة. كما تم توثيق أنماط حركة لمركبات ثقيلة داخل القرية، مما يشير إلى تحركات عسكرية متزامنة مع الهجوم.

خسائر بشرية

أفادت شبكة أطباء السودان بمقتل 11 شخصًا على الأقل، بينهم نساء حوامل وأطفال. بينما أكّد محامو الطوارئ السودانيون مقتل أكثر من 200 شخص، أُحرِق معظمهم داخل منازلهم أو قُتلوا بإطلاق النار. كما تم الإبلاغ عن هجمات على قرى مجاورة أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 38 شخصًا آخرين. من جانبهم، كشف شهود عيان لراديو دبنقا أن عدد القتلى يتراوح بين 30 إلى 40 قتيلًا.

تطورات أخرى

أكّد مختبر ييل وقوع أضرار مستهدفة في مواقع عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية في الأبيض. كما أشار تحليله لصور الأقمار الاصطناعية إلى نشاط في مواقع الدفن الجماعي، وازدياد في عدد التلال الترابية المرتبطة بالدفن، إضافة إلى ظهور هياكل مؤقتة تتوافق مع تجمعات للنازحين داخليًا.

يُقدّر عدد النازحين في الأبيض بأكثر من 30,000 شخص وفقًا لتقارير محلية.

وفي أم صميمة التي تقع على بُعد 70 كم غرب الأبيض وتعتبر منطقة استراتيجية، أظهرت صور الأقمار الصناعية منخفضة الدقة حرائق وانبعاثات حرارية نتيجة هجوم قوات الدعم السريع على آخر كتيبة للجيش غرب الأبيض.

ويُوصَف الوضع في أم صميمة بـ”المتنازع عليه”، حيث تبادلت القوات المسلحة والدعم السريع بيانات تزعم السيطرة.

كما أظهرت الصور أضرارًا في مبانٍ مدنية ومُجمّعًا كبيرًا للمركبات في بارا، التي تقع على الطريق المؤدي إلى الخرطوم، وكانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أشهر.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد أبلغت عن نزوح 700 أسرة من بارا خلال الفترة من 4 إلى 9 يوليو 2025.

تجمع مركبات في بارا بشمال كردفان

تحليل عسكري

ويفيد التقرير الذي أصده مختبر العلوم الإنسانية في جامعه ييل إن المعطيات تشير إلى أن قوات الدعم السريع تنفذ هجومًا سريعًا متعدد الاتجاهات لتثبيت مواقعها قبل بدء موسم الأمطار الذي يؤدي عادة إلى إغلاق الطرق البرية ويعيق العمليات العسكرية.

وأشار إلى تراجع قدرة القوات المسلحة السودانية على التفوق الجوي بعد أن تم إسقاط طائرتين مسيرتين تابعتين لها في الأبيض والخوي خلال الأسبوع الثاني من يوليو.

وأفاد بأن القوات الحكومية تعتمد الآن بشكل أكبر على الإمدادات البرية التي قد تصبح غير ممكنة بفعل الأمطار.

وتُظهر المؤشرات أن قوات الدعم السريع تسعى لفرض واقع ميداني جديد قبل توقف القتال الموسمي المتوقع، في ظل اختلال التوازن الجوي والبري لصالحها نسبيًا في الوقت الراهن.

واعتبر التقرير الهجوم على شق النوم، إلى جانب العمليات المتزامنة في الأبيض، أم صميمة، وبارا، جزءًا من خطة عسكرية منظمة لقوات الدعم السريع تهدف إلى تطويق الأبيض وإضعاف القوات الحكومية في شمال كردفان.

وأكد  أن هذه التطورات تضاف إلى سجل متزايد من الانتهاكات الموثقة بحق المدنيين، وتتطلب اهتمامًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لمراقبة الوضع ومساءلة الأطراف المسؤولة عن الجرائم المرتكبة.

Welcome

Install
×