زهير السراج: متى يبلغ الصادق والميرغي ؟!

بينما يستمر رئيس حزب الامة القومى (الصادق المهدى) فى اطلاق تصريحاته المتناقضة حول الحزب الحاكم الذى وصفه قبل يومين بأنه فقد مقومات …

زهير السراج

 

بينما يستمر رئيس حزب الامة القومى (الصادق المهدى) فى اطلاق تصريحاته المتناقضة حول الحزب الحاكم الذى وصفه قبل يومين بأنه فقد مقومات بقائه، وليس لديه ما يقدمه وان الانتفاضة الشعبية واردة، ويعلن فى نفس الوقت أنه مستعد للتحالف معه ومع حزب المؤتمر الشعبى، فإن حزب الاتحادى الديمقراطى الذى يرأسه ويتحكم فيه من سرير المرض خارج السودان (محمد عثمان الميرغنى) يعلن على لسان مقرر لجنة التفاوض بالحزب مع المؤتمر الوطني (حاتم السر) عن لقائه بالرئيس عمر البشير أمس الأول والاتفاق معه على بدء أعمال اللجنة المشتركة بين الحزبين فوراً!!.

قال (السر) في بيان صحفي أول أمس، إن لقاءه مع البشير الذى تم فى حضور الفريق (طه عثمان)، ناقش القضايا الوطنية في الساحة السياسية ومجمل تطوراتها، وترتيباتها فى المرحلة المُقبلة، ووصف اللقاء بالإيجابي، وأنه لمس تفهمًا من رئيس الجمهورية جعله أكثر تفاؤلاً بأن العلاقات الخارجية تبنى باستراتيجية جيدة، وأن العزم لإمضاء التحوّل الديمقراطى متوفر، وأن الارادة الوطنية لاستحقاقات المرحلة المقبلة حاضرا.

وأكد رئيس حزب الامة القومي (الصادق المهدي) فى حديث لقناة (الجزيرة القطرية) ان التركيبة السياسية السودانية لا تزال موجودة، وان النظام لم ينجح في محاولاته الكثيرة لمحوها، وأضاف (المشكلات السودانية لا تزال باقية في الاقتصاد والامن والعلاقات الخارجية والديون والعقوبات الدولية)، وحول ما إذا كانت للمهدي مبادرة في مقابل مبادرة الامين العام السابق للمؤتمر الشعبي الراحل حسن الترابي، (النظام الخالف) المتعلقة بالوفاق والتحالف، كشف المهدي أن لديه مبادرة مماثلة لها لضم اليمين واليسار والوسطية، ورداً على سؤال حول امكانية التحالف بينه والوطني والشعبي ضمن المبادرة في جسم واحد، أجاب المهدي (لا أستبعد)!!

تخيلوا .. الى اى مدى يناور الحزبان لضمان مصالحهما والمشاركة فى الحكومة، وفى نفس الوقت يريدان ايهام الناس بانهما مع الديمقراطية والانتفاضة الشعبية وإسقاط النظام (وان لم يقولا العبارة الأخيرة بوضوح)، ولكن بما ان المهدى يتحدث عن (انتفاضة شعبية) وأن النظام لم يعد لديه ما يقدمه، فماذا يعنى هذا غير المطالبة بإسقاط النظام، وماذا يعنى (السر) بعودة الديمقراطية، وهو يعلم تمام العلم بأن عودة الديمقراطية مستحيلة فى استمرار وجود هذا النظام، فماذا تعنى المطالبة بعودة الديمقراطية غير الدعوة لاسقاط النظام؟!

ولكن لأن الحزبين اعتادا منذ نشأتهما على تقديم مصالحهما على المصلحة العامة، فإنهما يغلفان الحديث بطبقة من السولفان الناعم، ويحنيا رأسيهما للنظام، فيعلن (حاتم السر) إنه لمس العزم من رئيس الجمهورية بعودة الديمقراطية، كما أن الصادق يعلنها صريحة ودواية، بإمكانية التحالف مع الحزب الحاكم الذى لم يعد لديه ما يقدمه، وأن الانتفاضة الشعبية ورادة !!

والله العظيم .. صرتُ أصاب بالغثيان كلما حملت الاخبار شيئا عن هذين الحزبين، والمناورات والالاعيب السياسية التى ظلت العمود الفقرى لهما منذ ظهرا الى الوجود حتى اليوم .. اعتقونا وارحمونا يرحمكم الله!!

[email protected]

الجريدة الالكترونية