حصاد لمحصول القمح بمشروع الجزيرة - ارشيف

ولاية الجزيرة : 22 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا

ارتفعت تكلفة مدخلات الزراعة للموسم الشتوي سيما محصول القمح، بمشروع الجزيرة، ما أدى إلى تراجع مساحات القمح المزروعة، واتجه المزراعون إلى محاصيل بديلة أقل تكلفة.

وقال محمد سعيد ممثل المزارعين في إدارة مشروع الجزيرة، أن أغلب المزارعين أحجموا عن التعامل مع البنك الزراعي خوفا من التورط في الخسائر والسجون بعد الأسعار العالية التي طرحها للحصول على التمويل، سيما وأن البنك يطلب 25% من التكلفة كمقدم.

وأكد سعيد في مقابلة مع راديو (دبنقا) يوم الاثنين إن تكاليف تحضير الأرض والأسمدة تصل إلى مليارات الجنيهات، ولا يوجد ضمان لنجاح المحصول بسبب الري وعدم توفر المياه إلى الزراعة، على الرغم من المجهودات التي تقوم بها إدارة مشروع الجزيرة، ووحدة الري، ولكن الآليات المتوفرة قليلة ومتدنية الجودة مقارنة بمساحة مشروع الجزيرة والمشاكل التي تعانيها قنوات الري الرئيسية والفرعية.

زراعة 400 ألف فدان

وكان محافظ مشروع الجزيرة، إبراهيم مصطفى، أعلن عن بدء التحضيرات للموسم الزراعي الشتوي، وتستهدف زراعة 400 ألف فدان من القمح بتمويل من وزارة المالية الاتحادية عبر البنك الزراعي السوداني، ودعا المحافظ المزارعين إلى مراجعة البنك الزراعي لاستلام مدخلات الإنتاج اللازمة، وان أن الترتيبات المالية والإدارية اكتملت لضمان انطلاق الموسم الزراعي في موعده المحدد.

ويقع مشروع الجزيرة الزراعي وسط السودان بين النيلين الأزرق والأبيض، ويعد من أكبر المشاريع الزراعية على مستوى العالم حيث تصل مساحته إلى 2.2 مليون فدان.

البدائل السهلة

ويتوقع سعيد في المقابلة مع راديو دبنقا أن تكون زراعة القمح ضعيفة بعد اتجاه المزارعين إلى البدائل السهلة من المحاصيل مثل (الفول المصري، العدس، الكبكبي، والطماطم والخضروات) وأضاف “كنا مستبشرين أن يزرع القمح بمساحات كبيرة، ولكن عدم قدرة المزارعين تحمل على تكاليف الزراعة حالت دون ذلك، رغم أن عدد كبيراً من المزارعين ذهبوا إلى بورتسودان، وساعدوا بمجهودات فردية في إحضار كميات كبيرة من أسمدة الداب واليوريا.

وأضاف سعيد “نعمل بالمتاح والضرر كبير، ونأمل أن نعود إلى ما قبل اجتياح الدعم السريع لولاية الجزيرة، نحن اقتربنا من التعافي رغم أن الإنتاج حوالي (50-60) سنصل إلى نسبة أعلى العام المقبل، ولا يوجد زمن طويل بين الموسم الشتوي والصيفي لذلك يجب أن يتواصل العمل، وما زُرِع نتوقع أن تكون إنتاجيته جيدة”.

صيانة القنوات الرئيسية

وأكد أن مشكلة الري لم تحل تماماً تمت صيانة القنوات الرئيسية، لكن “الترع الفرعية” غير سليمة وتملأها الحشائش، بعضها كسرها المواطنون لحماية قراهم من الدعم السريع إبان اجتياحه لولاية الجزيرة، وهناك مساحات كبيرة لم تزرع في الصيف كنا نأمل أن تُزْرَع في الشتاء وتعويض الفاقد، والضرر الموجود في قنوات الري أكبر من إمكانية الوحدات.

وألحقت الحرب دماراً هائلاً بمشروع الجزيرة، الذي يضم أكثر من (130) الف مزارع موزعين على حوالي (3000) قرية، وحوالي (2200) كمبو، ويعيش في المشروع حوالي أربعة ملايين من المزارعين والعمال الموسميين، والدائميين الذين يحضرون إلى الجزيرة أثناء حصاد محاصيل القطن والقمح والذرة.

وأثناء اجتياح قوات الدعم السريع نهبت أصول وآليات ومدخلات الزراعة الخاصة بمشروع الجزيرة، وتسببت في انهيار أنظمة الري، وترويع المزارعين الذين لم يتمكن معظمهم من زراعة أراضيهم خلال فترة سيطرة الدعم السريع.

Welcome

Install
×