دبنقا هزمت الحكومة

الحكومة بهذا الفعل العشوائي من حيث لا تعلم أهدت دبنقا تمددا وانتشارا في جغرافية الاستماع والمشاهدة ووجهت جمهورها الذي كان يستقبل ارسالها على عرب ساد إلى نايل سات الذي فيه الببي سي والسي ان ان وهي المحطات التي تناصبها العداء بهذا الإيقاف الغير مدروس افقدت

 

** بقلم : محمد صالح عبدالله يسين

 

الحكومة بهذا الفعل  العشوائي من حيث لا تعلم أهدت دبنقا تمددا وانتشارا في جغرافية الاستماع  والمشاهدة ووجهت جمهورها الذي كان يستقبل ارسالها على عرب ساد إلى نايل  سات الذي  فيه  الببي سي والسي ان ان وهي المحطات التي تناصبها العداء

بهذا الإيقاف غير المدروس افقدت جمهورها محطات في عرب سات كانت تدعمها وخطها الإعلامي .. شعرت الحكومة أن اعلامها  الكذوب  المخاتل وهن  وانهار  أمام مصداقية  دبنقا  والتحامها المباشر مع المستمع  السوداني  وقدرتها  الناجزة  في جلب المعلومة  الصحيحة  من حقول الأزمة مباشرة دون وسيط  والحكومة تعتقد أن دبنقا سرقت جمهورها ولا يمكن استرداد المسروق الا بقتل السارق

أذكر في أواخر سبعينيات القرن الماضي كنا نحب الاستماع إلى إذاعة  المعارضة السودانية  من ليبيا  حيث كان ارسالها  واضحا  وموجاتها سهلة الالتقاط  وكنا ننتظر بفارغ الصبر نشرة الأخبار التي يذيعها الاستاذ  والصحفي صاحب الصوت الجهورالتجاني حسب الله  ابن الشرتاي  حسب الله  شرتاي  منطقة كدنجير  بجبل مرة وهو ابن خالة المذيع  لقمان عبد الرحمن الذي يعمل  الآن مراسلا للببسي في أمريكا  فقد قابلت  الاستاذ تجاني حسب الله في الجماهيرية في مؤتمر أبناء دار فور الذي عقد  هناك تحت رعاية القذافي  في العام الفين وخمسة وكانت تلك اول مرة التقى  به  فقد ظل هناك بعد سقوط  مايو وعينه نائب القذافي عبد الله السنوسي  مديرا لصوت الجماهيرية وعبدالله السنوسي تربطه بأهل دارفور  علاقات قوية فقد ولد بالفاشر  وترعرع  فيها وهو و الدكتور عبدالله زكريا التقدمي المعروف رفقاء  طفولة

سألت  الاستاذ التجاني حسب الله  عن تجربة عمله في إذاعة المعارضة فلخصها لي انهم كانو يعتمدون  على المراسلين المحليين وهم الذين افزعوا نظام مايو بتفاصيل الاخبار وغزارة  المعلومات التي تتلقاها المحطة فقد كنا معجبين بالاستماع إلى اسماء  مدننا ومعالمها خاصة عندما نستمع إلى فترة التقارير الإخبارية فنصفق  ونحن نستمع إلى تقرير من مراسل  الإذاعة بقهوة البنابر وهي من أشهر المقاهي بمدينة الفاشر فأصبحت إذاعة المعارضة هي الأكثر شعبية والأكثر انتشارا في السودان عامة ودار فور  خاصة فدب الهلع  والخوف في رجال مايو  ولم يفكروا  في تشويشها بل إنشاؤا  محطة جديدة أطلقت عليها  الحكومة صوت الأمة وأعلنت  مايو التعبية والحشد. وارسلت  الوفود إلى أقاليم السودان لتبشر بهذه الإذاعة الجديدة ، فقد كان  من نصيبنا  أن زارنا وفد برئاسة الرشيد الطاهر بكر رئيس الوزراء  ومعه خالد حسن عباس وزير الدفاع والصاغ عمرالحاج موسى

وفي لقاء جماهيري في آم كدادة قال الرشيد انتوا ياناس امكدادة قاعدين تسمعوا إذاعة المعارضة من ليبيا لكن انحنا عملنا إذاعة جديدة اسمها صوت الأمة  وجبنا ليكم أولادكم مذيعين فيها وكان يقصد الاستاذ عوض ابراهيم عوض وصالح ابوبكر الذي كان يعمل في البيبسي والأستاذ احمد سليمان ضو البيت وقد انجذب معظم الجمهور لصوت الأمة بطريقة عفوية للبرامج التي تقدمها الإذاعة الجديدة حيث كان ضمن مقدمي البرامج فيها الاستاذ مالك الزاكي  وبرنامجه المحبب المخلاية والاستاذ محمد سليمان في برنامجة التفاعلي المشهور جراب الحاوي والأستاذة تحية زروق مقدمة برنامج تحية من تحية وبرنامج فنجان جبنة الذي تقدمه امال عباس الصحفية المعروفة وبالفعل انصرفنا عن إذاعة المعارضة

حدث هذا  لأن مايو رغم بؤسها كانت تستعين بالتنقراط والخبراء ولكن هؤلاء فاقدي البصر  والبصيرة من حيث لا تدري خلقت لدبنقا صيتا ضاعف حضورها المتالق فأصبحت هي الأكثر حضورا في الفضاء السوداني وهي المحطة الجماهيرية والشعبية الأولى في العالم  وبلغ عدد مستمعيها ومشاهديها أكثر  من مائة مليون  من البشر في أفريقيا وإقليم العالم العربي 

                                   

** إعلامي وخبير متخصص في مجال العمل الاذاعي