السيسي و البشير في مصارعة حرة بدارفور !

هل المنافسة حرة و نزيهة بحق و حقيقْ؟ كل السودانيون يدرون…!
لكني لست أدري هل تغابى التيجاني سيسي عن معرفة أن حصيلة واحد + تريليون…

السيسي و البشير في مصارعة حرة بدارفور !

 

بقلم: عثمان محمد حسن

 

هل المنافسة حرة و نزيهة بحق و حقيقْ؟ كل السودانيون يدرون…!  

لكني لست أدري هل تغابى التيجاني سيسي عن معرفة أن حصيلة واحد + تريليون = ديشليون أحياناً و أحياناً صفر على شمال نقطة و صفرة في علم رياضيات نظام الانقاذ.. و أن شيئاً ما يستحقه مواطن سوداني ما = لا شئ وفق هيمنة النظام، أم أن السيسي جاد في منازلة البشير في المباراة المقامة على (كأس) الاقليم الواحد ضد الأقاليم المشتتة تشتت القبائل السودانية؟! و يبدو أن أبو قردة اقتنع بما قسمه له ربه فآثر أن يكون مع البشير في التشتيت، و ربما فعل ذلك نكاية في التيجاني سيسي، رفيق الأمس عدو اليوم.. فكم جعلت المغانم من الإخوة أعداء ألِّداء في عالم  السياسة و الجشع

سوف ينازل سيسي ( أخاه) البشير في ميدان المصارعة الحرة حيث لا حدود فيها للضرب بالأقدام و الأرجل و كل ما تيسر من قوانين الهيمنة و التسلط .و التيجاني سيسي لم يتعلم فن العوم حتى الآن.. و البحر سوف يكون هائجاً يوم المباراة و هو عاصف منذ زمن..

تلك مصيبة الغباء في السياسة.. و ربما يكون الذكاء في تمثيل دور أنيط به لمواصلة الارتزاق

حدث أن سودانياً تعرفنا به في مدينة أتلانتا الأمريكية اشترى سيارة مستعملة لم يكن ليحلم بها و هو في السودان.. و من شدة ارتفاع ترمومتر سعادته، أخذ معه زوجة أحد معارفه في السيارة لزيارة بعض السودانيين.. وتعطلت السيارة في أحد مرتفعات المدينة.. فطلب من المرأة أن تجلس أمام مقود السيارة و تَحرك هو لاستجلاء الأمر و فجأة بدأت السيارة تتدحرج.. فجرى أمامها ليوقفها بكل قوته من الأمام، فقذفت به بعيداً.. و تكسرت أجزاء من جسمه.. و أتى المسعفون و معهم رجال الشرطة و قال ضابط الشرطة أثناء التحريات:- أنت تعلم عدم قدرتك على إيقاف السيارة، فلماذا حاولت إيقافها؟ 

“ You know you could not stop it, then why you tried?"

و التيجاني سيسي يحاول إيقاف دولة/ البشير عما نوى البشير ( الدولة) من علٍ، و هو يعلم ألا أحد يقف بمفرده خاوي اليدين أمام ( دولة) تمتلك كل شيئ.. دولة هي ( الحكومة) التي تتنازل عن كل مصالح العباد و البلد لأجل ديمومة هيمنتها و ثراء من معها بما فيهم التيجاني سيسي و أبو قردة و كل من أتى ليأخذ حبة و يقعد على كرسي من الكراسي الوثيرة داخل الغرف المنعشة و الشعب في العراء في عز الحر

و سدنة النظام يتحدثون عن  تقصير الظل الاداري لتقديم الخدمات.. و لا خدمات سوف يتم تقديمها للمستحقين سوى باقات وعود و ( بشريات في بشريات في بشريات متلاحقة) و لا طحين

كان يدير سودان المليون ميل مربع تسعة مديرين و معاونوهم بنزاهة و شفافية مطلقة و باقتدار على تقديم الخدمات للمواطنين.. و رائدهم الاحساس بمسئولياتهم العامة.. و علاقاتهم الاجتماعية.. و الانسانية.. أما الآن، فيدير سودان الستمائة و نيف ميل مربع عدد 26 والٍ يتولى بعضهم إدارة ولاياتهم من الخرطوم بفساد و غموض مطلق.. و منع الخدمات عن المواطنين

 ألا رحم الله المدير/ عثمان جاد الرب، مدير مديرية أعالي النيل في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، ففي ذات يوم خرجنا إلى شوارع مدينة ملكال في مظاهرة ضد ناظر مدرسة ملكال الوسطى.. و في مرحلة من مراحل المظاهرة رأينا عربة المدير تراقب سير المظاهرة ( السلمية) من طرف أحد الشوارع و رأينا ابنه، التلميذ بالسنة الأولى بالمدرسة، يجري نحو أبيه ليركب العربة معه، فما كان من الأب إلا أن زجره:- “إرجع.. إرجع لأخوانك !"

تلك تربية غائبة عن مستجدي النعمة سدنة نظام الانقاذ الذين يمنعون تواصل أبنائهم مع أبناء السودانيين ( أراذل القوم) و ( الرعاع) كما ينظرون إلينا من أعالي أبراجهم المتطاولة في البنيان) )قال تقصير الظل الاداري. قال! هو فِضل ظل في سودان الغبش؟! إن الظل الاداري يسقط في كروش الاداريين.

هذا و قد اعترف الرئيس في لقاء رمضاني في منزل التجاني السيسي، بأن أياديهم ملطخة بدماء أهل دارفور، وأن الحرب في دارفور لم يكن لها أي مبرر.. و هو الآن يواصل ظلم أهل دارفور باستفتاء مضروب

قال استفتاء قال

لم و لا ولن يصدق المواطن أن الاستفتاء حقيقي.. بل و يشكك والي ولاية شمال كردفان السابق عثمان يوسف كبر في سلامة الاستفتاء.. و يتحدث عن تجاوزات في التسجيل للاستفتاء في ولايات دارفور.. و يشير إلى أن  بعض الأسماء قد تم تسجيلها عن طريق الهاتف ما جعل الأرقام المسجلة تتضخم، و شكك في إمكانية حضور جميع الأسماء التي المسجلة للإدلاء بأصواتهم يوم الاقتراع.. شكك كذلك في أن يتم الاعتراف بنتائج الاستفتاء إذا كانت عكس

ما يتوقع النافذون في نظام الانقاذ. و أتابع الآن- الساعة 12.44 ظهراً- سلاطين دارفور و هم يقدمون وثيقة مبايعة البشير.. مبايعة على الالتزام بمساندة خيار الولايات.. الدرس انتهى يا سيسي.. إنتهى خلاص.. و لا داعي للاقتراع!